فريق اوباما يواجه صعوبة في التعامل مع تكتيكات ايران

من طرف legacy11 السبت يونيو 20, 2009 7:58 pm

يتلقى الرئيس الاميركي باراك اوباما المشورة من اليسار واليمين بشأن كيفية الرد على انتخابات الرئاسة في ايران حيث دعاه البعض الى اتخاذ موقف اكثر صرامة بينما حثه البعض الآخر على التخفيف من لهجته.

وفي كلتا الحالتين فإن المفتاح لإدارة اوباما فيما يبدو هو «فكر قبل أن تتكلم لأن الكلمات تحدث فرقا».

وانزعج بعض خبراء الشؤون الإيرانية هذا الأسبوع حين قال اوباما إنه لا يوجد اختلاف يذكر بين الرئيس محمود احمدي نجاد الذي أعلن فوزه بالانتخابات ومنافسه رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي الذي يشكك في النتيجة.

وتريد إدارة اوباما ابراز دور الاحتجاجات التي شاركت فيها أعداد كبيرة في شوارع طهران منذ انتخابات يوم الجمعة.

لكنها تواجه معضلة وهي كيف تفعل ذلك دون أن يوصموا بأنهم موالون للولايات المتحدة وهو ما سيقضي على شرعيتهم.

ويقول تريتا بارسي من المجلس القومي الاميركي الايراني المعني بالدفاع عن الاميركيين من أصول ايرانية «مسألة الاستقلالية مهمة للغاية .

.

.

المحتجون بحاجة الى كسب أشخاص من داخل النظام الى صفهم».

واتهمت ايران واشنطن بأنها تصدر تصريحات تنطوي على «تدخل» واستدعت يوم الاربعاء سفير سويسرا في طهران لتقديم شكوى.

وتمثل سويسرا المصالح الاميركية في ايران.

فالعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين بعد وقت قصير من قيام الثورة الاسلامية عام 1979 .

وفي حين تشتكي ايران من اتباع الولايات المتحدة نهجا متشددا ضدها يتهم بعض الجمهوريين البارزين بالولايات المتحدة الرئيس الديمقراطي بأنه ليس صارما بما فيه الكفاية.

ووصف ايريك كانتور ثاني أبرز عضو جمهوري في مجلس النواب موقف الإدارة بأنه «غير منطقي» بعد أن تحدث اوباما بحذر عن «الجدل الحيوي» في ايران.

وقال كانتور «الناس يعاملون بوحشية ويقتلون من قبل النظام في طهران.

ليست لدينا فكرة محددة عن عدد الذين قتلوا او أصيبوا بجروح بالغة لأن النظام فرض قيودا على الصحافيين.

هذه التصرفات لا تمثل جدلا حيويا بأي حال من الأحوال».

ولدى سؤاله عن الدعوة لان يتحدث اوباما بمزيد من الشدة قال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الابيض «أظن ان الرئيس يعتقد أنه دق على الوتر الصحيح مثل ما فعل آخرون في الإدارة».

ورفض السناتور جون كيري العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ ورئيس لجنة العلاقات الخارجية ما وصفه بنصيحة المحافظين الجدد الذين يريدون تدخل الولايات المتحدة في انتخابات ايران بشكل مباشر.

وكتب كيري في مقال للرأي بصحيفة نيويورك تايمز الخميس «اذا كنا نريد فعلا تمكين الشعب الايراني فعلينا ان ندرك كيف يمكن التلاعب بكلماتنا واستخدامها ضدنا لتقوية مؤسسة رجال الدين وتشتيت انتباه الايرانيين بعيدا عن الاقتصاد المتداعي وحشد الجماهير التي تتميز بنزعة استقلالية شديدة ضد التدخل الخارجي».

وأضاف «العودة الى الانتقاد اللاذع الآن لن تؤدي الا للقضاء على هذا التقدم وتمكين المتشددين في ايران الذين يريدون افشال المفاوضات وقطع الطريق على الذين هبوا لتحسين العلاقات».

وتتطلع إدارة اوباما الى إجراء محادثات في المستقبل مع حكومة ايران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه ستار لتصنيع قنبلة نووية وتقول طهران إنه لأغراض سلمية لتوليد الطاقة.

ومن شأن تصعيد الخطاب المناهض لطهران تنفير الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي بدرجة اكبر وهو صاحب القرار الحقيقي في أي محادثات مستقبلية.

وأكد اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مرارا منذ انتخابات الرئاسة الايرانية يوم 12 حزيران أن هدف الولايات المتحدة هو الدخول في دبلوماسية مباشرة وحازمة مع ايران وأن التكتيك يجب ان يكون الانتظار حتى تتكشف ماذا ستكون نتيجة الانتخابات.

وتقول سوزان مالوني خبيرة الشؤون الإيرانية إنه كان على الولايات المتحدة الا تقوم بأي شيء يعتبر تأييدا لموسوي الذي يدعو الى تحسين العلاقات مع الغرب لان هذا قد يصمه بين أنصاره وداخل المؤسسة الإيرانية.

وأضافت مالوني التي تعمل بمركز سابان بمعهد بروكينغز «من شبه المؤكد أن اي محاولة قد يقوم بها لاقتناص بعض التنازلات من خامنئي او مجلس صيانة الدستور ستنسف».

وتابعت «يجب ان نكون حذرين.

انا متفهمة لماذا يريد الكثير من الاميركيين من اصول ايرانية ردا اكثر قوة لكن هذا يمكن أن يضر اكثر مما يفيد».

وتدرك الادارة الجديدة في البيت الأبيض الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش حين أغدقت المال على جماعات ايرانية غير حكومية استهدفتها سلطات ايران فيما بعد.

والتمست المشورة في الايام الاخيرة من جماعات ايرانية اميركية وخبراء آخرين بشأن كيفية التعامل مع الموقف.

وقالت مالوني «الإدارة تلتفت الى الكثير من الدوائر» فريق اوباما يواجه صعوبة في التعامل مع تكتيكات ايران F18-01-20-06-2009