في تقرير عن حقوق الانسان في القدس الشرقية : 160 ألف مقدسي يعيشون ببيوت مهددة بالهدم و66% تحت خط الفقر

أصدرت "جمعية حقوق المواطن" الإسرائيلية أمس تقريراُ بعنوان "حقوق الإنسان في القدس الشرقية: حقائق ومعطيات" ، أكدت فيه أن المقدسيين في المدينة المحتلة يعيشون في "دائرة متواصلة من الإهمال والتمييز والنقص الذي ولد ظواهر اجتماعية قاسية ، مثل: تهلهل المنظومة العائلية ، ارتفاع مستوى العنف داخل العائلة ، التراجع في أداء أبناء العائلة الذي يتجسد في نسب تسرب عالية من المدارس ، والالتحاق المبكر بسوق العمالة الأسوَد: تفشي الجريمة وتعاطي المخدرات والاتجار بها ، المشاكل في الصحة والتغذية".

وأكد معدو التقرير حقائق ووقائع حول الواقع المعيشي للمقدسيين ، مشيرين إلى أن "التفسير المنطقي الوحيد لهذا التمييز هو السياسة المتعمدة من قبل السلطات الإسرائيلية التي تعمل على دفع السكان الفلسطينيين إلى خارج المدينة ، بغية المحافظة على الأغلبية اليهودية لأمد بعيد". ويرى معدو التقرير أن "غالبية الجمهور في إسرائيل تعتبر القدس الشرقية مكانا مجهولاً وغامضا. ويبدو أن السلطات تسمح لنفسها ، بعيدًا عن عيون الإعلام والجمهور ، بالتعامل مع السكان بوحشية وعنف ، وعلى نحو مخالًف للقانون."

ويرى معدو التقرير أن "السياسة الإسرائيلية ترغب في المحافظة على أغلبية يهودية ودفع سكان المدينة الفلسطينيّين إلى خارج المدينة. فمنذ عشرات السنين ، يكاد استصدار رخص بناء لمبان جديدة في القدس الشرقية يكون غير ممكن. 160 ألف فلسطيني في القدس الشرقية يسكنون بمنازل بنيت دون تراخيص ومهددة بالهدم وغير موصولة بشبكة الماء أو الصرف الصحي ناهيك عن الغرامات المالية والهدم.

وحسب التقرير فإن عدد سكان القدس العرب في العام 2007 وصل نحو 260,522 نسمة ، ما يعادل 34 في المئة من مجموع سكان المدينة ، فيما تصل نسبة العائلات ، وفق جرد من العام 2007 ، التي تعيش تحت خط الفقر إلى 66,8 في المئة (مقابل 23,3 % من العائلات اليهودية في المدينة) ، وتصل نسبة الأولاد الذين تحت خط الفقر: 74 في المئة من الأولاد العرب في المدينة ( مقابل 47,7 % من الأولاد اليهود في المدينة) ، ويصل عدد الطلاب الذين لا يوجد لهم أي إطار تعليمي نحو 9,000 طالب عربي.

حياة هامشية

وأضاف التقرير أنه "يعيش الكثير من السكان الفلسطينيين على هامش منطقة النفوذ البلدية للقدس ، من دون أن تساوي مكانتهم القانونية. وعلى امتداد السنين ، حافظ هؤلاء السكان على رابط وثيق مع الضفة الغربية ، لكن الجدار الفاصل عزلهم عن مركز حياتهم في الضفة الغربية ، وسجنهم في منطقة نفوذ القدس دون مكانة مواطنة. في العام 2007 أتخذت حكومة إسرائيل قراراً يحرم هؤلاء السكان من الحصول على إقامة دائمة في إسرائيل ، ويحصلون - بدل ذلك - على تصاريح أقامة مؤقتة تحررها سلطات الجيش. يقترن الحصول على هذه التصاريح بإجراءات بيروقراطية معقدة وباهظة الثمن".

ويشير التقرير إلى أنه "خلال الحرب في غزة ، تصاعدت اعتداءات الشرطة على سكان القدس الشرقية ، بما في ذلك تزايدا في ممارسة العنف تجاه السكان على نحو يشير إلى ظاهرة خطيرة لانتهاك حرية التعبير والاحتجاج. وبحسب معطيات الشرطة ، قامت هذه باعتقال أكثر من 200 متظاهر في القدس الشرقية خلال الحرب بمن فيهم الكثير من القاصرين. هذه الاعتقالات اشتملت على مداهمة البيوت في منتصف الليل واعتقال المشبوهين لساعات طويلة".

ويضيف التقرير أن "الشرطة قامت بإغلاق مكاتب الكثير من المنظمات الاجتماعية ، ومؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ، التي تقدم المساعدة إلى فلسطينيي القدس الشرقية ، وذلك بذرائع أمنية لهذه المؤسسات بكنهها وطبيعتها".

شكرا جانيستا علي المجهود