المواضيع الأخيرة
بحـث
دعوا النساء يحررن فلسطين!!
3 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
دعوا النساء يحررن فلسطين!!
انعقد المؤتمر الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أواخر الشهر الماضي بعد انتظارٍ عصيب دام نحو أربع وعشرين عاماً سيقت خلالها كل الأعذار الممكن تقبلها أو عدم تقبلها لتبرير ارجاء عقد المؤتمر بدعوى عدم تهيؤ الظروف السياسية والتنظيمية.
للأسف انتهى أمر المؤتمر الى خيبة أمل شديدة تتمنى معها الكثير من النساء لو أنه لم ينعقد بالمرة، فمخرجاته الهزيلة لم ترتق للحد الأدنى من الآمال التي تطلع اليها الكثيرون، بيانه الختامي مثلاً أعاد تكرار العبارات السياسية المتداولة حالياً في الساحة السياسية والتي ما عادت تغني ولا تسمن من جوع في ظل حالة الالحاد السياسي التي يستشعرها الفلسطينيون عامةً.
وفيما يتعلق بالقرارات العملية التي خلص اليها المؤتمر والتي تمثلت بصورة رئيسية في انتخاب هيئات قيادية جديدة له فقد جاءت هي الأخرى مخيبة للآمال بل قاتلة لأية آمال ان وجدت اذ تم اعادة انتخاب معظم الشخصيات التي احتكرت زمام الامور في الاتحاد طيلة عقود وهو ما يعد مخالفة واضحة وصريحة لقوانين وقرارات الاتحاد نفسه التي تحظر تولي مناصبه القيادية لأكثر من دورتين متتاليتين، ناهيك طبعاً عن أن هذا النهج يحيل الآمال بالتغيير والتجديد من خلال دماء جديدة تحمل فكراً جديداً وروحاً جديدة الى ضرب من ضروب الاستحالة.
ودون اسهابٍ في توصيف أوجه الفشل التي انتهى اليها المؤتمر، دعونا نكتفي بواحدة من الهفوات أو السقطات التي صدرت عنه حيث بادر الى اعطاء ميكروفون الجلسة الافتتاحية الى محمود عباس الرئيس غير الشرعي للسلطة الفلسطينية الذي يكفيه من الخطايا السياسية أنه يتثبت بكرسي الحكم بكل ما يحمل ذلك من معاني الدكتاتورية والاستهتار برأي الشعب. البعض من المتحمسين للصفح عن الاخطاء والخطايا قد يعاجل الى القول بأن استضافة عباس كانت بدعوى أنه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي ينضوي الاتحاد تحت لوائها. لا نريد أن ننزلق في جدل حول المناصب وشرعيتها وتكفينا الاشارة الى أن الكلمة التي ألقاها قد حجبت الاهتمام عن المؤتمر ووقائعه الفعلية وما كان من الممكن أن يجلبه ذلك من فوائد الاعلام والافهام الخاص بقضايا المرأة والنتيجة كانت أن انتهى الأمر في وسائل الاعلام الى مناسبة هامشية أدلى فيها الرئيس المفوه بأحد خطبه العصماء!!
المفارقات المبكيات
حدثنا أبو مازن في كلمته عن مجندة اسرائيلية لا تتجاوز السابعة عشرة من العمر تأتي لتسأل عنه وتفتش السيارة التي يستقلها وهو في طريقه خارجاً من امبراطوريته في الضفة الغربية الى عمان وطبعاً لم يفوت الفرصة لاستنكار واستهجان هذا الفعل 'الدنيء' الذي لا تملك أن تقوم به امرأة فلسطينية في السبعين من العمر وليس فتاة في السابعة عشرة من العمر. لسنا في معرض استعراض الكثير من مبكيات المفارقات في هذا الخصوص ولنترك الامر للسيد أبو مازن ليقوم بالمهمة ان رغب على أن يتركنا لنتدبر أمورنا عندما نعقد مؤتمراً عز عقده طيلة أربعة وعشرين عاماً، أما كان الأجدر بالرئيس غير الشرعي أن يقول كلمة حق في أوضاع الفلسطينيات التي تردت على نحوٍ غير مسبوق في عهده، سيما تلكم في قطاع غزة حيث الظروف الانسانية والحقوقية والسياسية على أوجها من حيث السوء والتراجع؟!!
واذا تركنا المؤتمر الخامس وفشله وألقينا نظرة للخلف للبحث عن جذور هذا الفشل حيث الاتحاد الذي يصف نفسه (ويحترم هذه الصفة الكثيرون) بأنه ممثل للحركة النسوية في فلسطين فسوف لن نعثر على بارقة أمل في هذا الخصوص. لا اعتراض على الصفة الاعتبارية للاتحاد كممثل للفلسطينيات لولا أنه قد أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه ينوء بحمل هذه الصفة ولا يقوى على الايفاء بأعبائها أو مسؤولياتها الجسام. المتتبع لنشاطات الاتحاد وانجازاته عامةً لابد وأن يخلص الى تواضع هذه الانجازات بالنظر الى الصفة التي يحملها وللتأكد من ذلك يكفي مقارنة هذه الانجازات بتلك الخاصة بواحدة من المؤسسات الأهلية اللامعة في الأراضي الفلسطينية. ورب معترضٍ هنا يقول ان الاتحاد ليس منوطاً به تنفيذ مشاريع أهلية خاصة بالنساء مثل تلك التي تضطلع بها المؤسسات الاهلية أو الحكومية ولكن حتى مع أخذ هذا بالاعتبار فانه يصعب العثور على منجز حقيقي يعتد به لصالح الاتحاد. مع ذلك لا يجب أن ننسى لهذا الاتحاد أنه رفع ومازال راية تمثيل النساء الفلسطينيات في الداخل كما في الشتات منذ تأسيسه في العام 1965 وحتى الآن.
ورغم الاقرار بهذا الفضل للاتحاد فانه لا يجب أن يغيب عنا مع ذلك أنه ما يزال مديناً للنساء الفلسطينيات بالكثير الكثير مما لم يفعله أو لم يستطع فعله، فما تحتاجه المرأة الفلسطينية لنفسها ولغيرها يتجاوز مجرد الجسد التمثيلي. نعم لقد مررنا بمرحلة كان غاية ما نرجوه فيها أن نكون ممثلين ومعترف بنا في المحافل الدولية ومن هنا كان منشأ منظمة التحرير الفلسطينية وقواعدها التمثيلية ومنها الاتحاد. جاوزنا هذه المرحلة الى حدٍ ما وبتنا نملأ العالم صخباً بأفعالنا ونزاعاتنا وصولاتنا وجولاتنا التفاوضية الفاشلة مع الكيان الاسرائيلي. نحتاج الآن الى ما هو أكثر من ذلك، نريد اصلاحات ملحة في منظمة التحرير وقواعدها وما يتعلق بعمل هيئاتها وآلية التنظيم والتنسيب ونهج العمل فيها جميعاً. وفيما يخص الاتحاد فان الاهم هو اصلاح الروح التي يعمل بها والتي ستفارق الى بارئها لو استمر العمل على نهجه الحالي ولذا فان محاولات جدية واسعافات أولية مطلوبة على نحوٍ عاجل قبل أن يفوتنا قطار الاصلاح والتغيير اللازمين.
فائدة للجميع
الفائدة التي ستتأتى من وراء اصلاح الاتحاد لا تقتصر على النساء فقط كما يخيل للبعض، فما ينفع المرأة يعود بالنفع على الاسرة الفلسطينية وكل الفلسطينيين. ودعونا نكون أكثر صراحةًً ونقولها بوضوح، ان تردي أوضاع المرأة الفلسطينية ونهب حقوقها وسلب مقدراتها في معارك التمييز ضدها قد أثر بلا شك على حصاد القضية الفلسطينية ككل. شعب لا يمنح نساءه حقوقهن ولا يوفر لهن العدالة التي يتطلعن اليها سيؤخذ حتماً بجريرة فعله هذا ولن يتسنى له الاستفادة من طاقات تلكم النساء التي تتبعثر في المعارك الحقوقية المدنية وتنشغل عن مصابها الأكبر ألا وهو تحرير الأرض واقامة الدولة.
تركت النساء الفلسطينيات القضية للرجال 'القوامين عليهن' كي يتولوا المهمة الوطنية طيلة عقود فماذا كانت النتيجة سوى مزيد من الهوان وامتهان الكرامة والتفريط في الأرض والشعب. وبلا اغفال لأسباب موضوعية وراء حالة الفشل الوطني الطويل الذي نعيشه منذ أكثر من ستين عاماً، دعونا نشخص حالة الفشل هذه من زاوية جديدة غير تلك الزاوية التقليدية التي استكنا وأدمنا عليها، دعونا نرى رجالات السياسة الفلسطينيين على حقيقتهم: رجال مجتهدون ومخلصون للوطن والشعب ولكن كرهم وفرهم مع العدو لم تنتج غير هزائم مدوية في النهار يمحوها ظلام الليل ليخرجوا علينا من جديد كل يوم يزعمون فتوحات وعهود جديدة من الأمل والثقة بالعدو أما النساء الفلسطينيات فمهمشات ومغيبات من الحياة السياسية وأدوارهن فيها لا تتجاوز غالباً التربيت على جروح الفاشلين وايهامهم بأنهم على سواء السبيل!!.
هل لنا أن نتساءل في هذا المقام: أين الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية من حالة الفشل الكريه هذه؟ في وثيقة الاستقلال (1982) أشاروا الى المرأة الفلسطينية ودورها تجاه الوطن وقضاياه بأجمل الكلمات. من ينسى كلمات الشاعر الكبير محمود درويش الذي صاغ الوثيقة فوصف المرأة الفلسطينية بـ 'الشجاعة، حارسة بقائنا وحياتنا، وحارسة نارنا الدائمة'، أخذتنا الكلمات وجمالها حتى نسينا أنفسنا ومسؤولياتنا الجسام، وانشغلت المرأة الفلسطينية طيلة عقود بدور الحراسة لكل ما يقوم به الرجال، حتى عندما كان هؤلاء لا يجلبون للشعب سوى الخراب والدمار.
ما تريده المرأة الفلسطينية وما يحتاجه كل الفلسطينيين هو العدالة لنساء فلسطين كي يشاركن في المهمة الأكبر ولنخرج من الوحل الذي نحن فيه. واذا كان لنا أن نعدد اخفاقات الاتحاد العام للمرأة فلنكتفي فقط بالاشارة الى فشله الذريع في الارتقاء بالوعي العام تجاه المرأة الفلسطينية والمسؤوليات المناطة بها الى هذا المستوى الذي تتلاحم فيه مهمة التحرر النسوي مع البناء الوطني، ولا عجب في ذلك فالروح الثورية التي نتطلع اليها لا تسري في عروق الاتحاد من منابع الفكر والانتماء النسوي الحقيقي بل تأتيه من دهاليز منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت وما زال يقودها نهجاً ذكورياً تقليدياً في العمل السياسي. جرى استخدام النساء طوال سنوات في هذه الدهاليز كواجهة لا غير لتمرير الأجندة السياسية الذكورية أولتزيين هذه الأجندة بصبغات الجندرة والمساواة ولم تكن النساء يوماً أداة حقيقية في صنع أو رسم السياسات.
لقد حان الوقت لنرفع أصواتنا كفلسطينيات ونقول اننا لا نريد أن نكون مجندات نجدع أنوف الرؤساء في طريقهم الى بقعـــة خارج أوطــــانهم المحاصرة او المنكوبة بنقاط التفتيش السرطانية، كـــــما لا نـــريد أن نعقد مؤتمـــرات فاشلة لنسجل بها فشل جديد أو نبرر فشل سابق. ولا نريد أيضاً أن نكون مجرد حارسات لكل ما هب ودب من أفعال الرجال الفاشلين ولا نريد أن نظل ردحاً آخر من الزمن سجناء شرنقة الأمل الذي لا يتحقق. ما نريده كفلسطينيات أن نشق طريقنا الى دروب العدالة والمساواة لأنفسنا ولشعبنا ولأجيالنا المستقبلية ولهذا نقولها عالياً: اتركونا وشأننا، ودعونا نحاول انجاز شيء مما لم تستطيعوا انجازه!!
للأسف انتهى أمر المؤتمر الى خيبة أمل شديدة تتمنى معها الكثير من النساء لو أنه لم ينعقد بالمرة، فمخرجاته الهزيلة لم ترتق للحد الأدنى من الآمال التي تطلع اليها الكثيرون، بيانه الختامي مثلاً أعاد تكرار العبارات السياسية المتداولة حالياً في الساحة السياسية والتي ما عادت تغني ولا تسمن من جوع في ظل حالة الالحاد السياسي التي يستشعرها الفلسطينيون عامةً.
وفيما يتعلق بالقرارات العملية التي خلص اليها المؤتمر والتي تمثلت بصورة رئيسية في انتخاب هيئات قيادية جديدة له فقد جاءت هي الأخرى مخيبة للآمال بل قاتلة لأية آمال ان وجدت اذ تم اعادة انتخاب معظم الشخصيات التي احتكرت زمام الامور في الاتحاد طيلة عقود وهو ما يعد مخالفة واضحة وصريحة لقوانين وقرارات الاتحاد نفسه التي تحظر تولي مناصبه القيادية لأكثر من دورتين متتاليتين، ناهيك طبعاً عن أن هذا النهج يحيل الآمال بالتغيير والتجديد من خلال دماء جديدة تحمل فكراً جديداً وروحاً جديدة الى ضرب من ضروب الاستحالة.
ودون اسهابٍ في توصيف أوجه الفشل التي انتهى اليها المؤتمر، دعونا نكتفي بواحدة من الهفوات أو السقطات التي صدرت عنه حيث بادر الى اعطاء ميكروفون الجلسة الافتتاحية الى محمود عباس الرئيس غير الشرعي للسلطة الفلسطينية الذي يكفيه من الخطايا السياسية أنه يتثبت بكرسي الحكم بكل ما يحمل ذلك من معاني الدكتاتورية والاستهتار برأي الشعب. البعض من المتحمسين للصفح عن الاخطاء والخطايا قد يعاجل الى القول بأن استضافة عباس كانت بدعوى أنه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي ينضوي الاتحاد تحت لوائها. لا نريد أن ننزلق في جدل حول المناصب وشرعيتها وتكفينا الاشارة الى أن الكلمة التي ألقاها قد حجبت الاهتمام عن المؤتمر ووقائعه الفعلية وما كان من الممكن أن يجلبه ذلك من فوائد الاعلام والافهام الخاص بقضايا المرأة والنتيجة كانت أن انتهى الأمر في وسائل الاعلام الى مناسبة هامشية أدلى فيها الرئيس المفوه بأحد خطبه العصماء!!
المفارقات المبكيات
حدثنا أبو مازن في كلمته عن مجندة اسرائيلية لا تتجاوز السابعة عشرة من العمر تأتي لتسأل عنه وتفتش السيارة التي يستقلها وهو في طريقه خارجاً من امبراطوريته في الضفة الغربية الى عمان وطبعاً لم يفوت الفرصة لاستنكار واستهجان هذا الفعل 'الدنيء' الذي لا تملك أن تقوم به امرأة فلسطينية في السبعين من العمر وليس فتاة في السابعة عشرة من العمر. لسنا في معرض استعراض الكثير من مبكيات المفارقات في هذا الخصوص ولنترك الامر للسيد أبو مازن ليقوم بالمهمة ان رغب على أن يتركنا لنتدبر أمورنا عندما نعقد مؤتمراً عز عقده طيلة أربعة وعشرين عاماً، أما كان الأجدر بالرئيس غير الشرعي أن يقول كلمة حق في أوضاع الفلسطينيات التي تردت على نحوٍ غير مسبوق في عهده، سيما تلكم في قطاع غزة حيث الظروف الانسانية والحقوقية والسياسية على أوجها من حيث السوء والتراجع؟!!
واذا تركنا المؤتمر الخامس وفشله وألقينا نظرة للخلف للبحث عن جذور هذا الفشل حيث الاتحاد الذي يصف نفسه (ويحترم هذه الصفة الكثيرون) بأنه ممثل للحركة النسوية في فلسطين فسوف لن نعثر على بارقة أمل في هذا الخصوص. لا اعتراض على الصفة الاعتبارية للاتحاد كممثل للفلسطينيات لولا أنه قد أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه ينوء بحمل هذه الصفة ولا يقوى على الايفاء بأعبائها أو مسؤولياتها الجسام. المتتبع لنشاطات الاتحاد وانجازاته عامةً لابد وأن يخلص الى تواضع هذه الانجازات بالنظر الى الصفة التي يحملها وللتأكد من ذلك يكفي مقارنة هذه الانجازات بتلك الخاصة بواحدة من المؤسسات الأهلية اللامعة في الأراضي الفلسطينية. ورب معترضٍ هنا يقول ان الاتحاد ليس منوطاً به تنفيذ مشاريع أهلية خاصة بالنساء مثل تلك التي تضطلع بها المؤسسات الاهلية أو الحكومية ولكن حتى مع أخذ هذا بالاعتبار فانه يصعب العثور على منجز حقيقي يعتد به لصالح الاتحاد. مع ذلك لا يجب أن ننسى لهذا الاتحاد أنه رفع ومازال راية تمثيل النساء الفلسطينيات في الداخل كما في الشتات منذ تأسيسه في العام 1965 وحتى الآن.
ورغم الاقرار بهذا الفضل للاتحاد فانه لا يجب أن يغيب عنا مع ذلك أنه ما يزال مديناً للنساء الفلسطينيات بالكثير الكثير مما لم يفعله أو لم يستطع فعله، فما تحتاجه المرأة الفلسطينية لنفسها ولغيرها يتجاوز مجرد الجسد التمثيلي. نعم لقد مررنا بمرحلة كان غاية ما نرجوه فيها أن نكون ممثلين ومعترف بنا في المحافل الدولية ومن هنا كان منشأ منظمة التحرير الفلسطينية وقواعدها التمثيلية ومنها الاتحاد. جاوزنا هذه المرحلة الى حدٍ ما وبتنا نملأ العالم صخباً بأفعالنا ونزاعاتنا وصولاتنا وجولاتنا التفاوضية الفاشلة مع الكيان الاسرائيلي. نحتاج الآن الى ما هو أكثر من ذلك، نريد اصلاحات ملحة في منظمة التحرير وقواعدها وما يتعلق بعمل هيئاتها وآلية التنظيم والتنسيب ونهج العمل فيها جميعاً. وفيما يخص الاتحاد فان الاهم هو اصلاح الروح التي يعمل بها والتي ستفارق الى بارئها لو استمر العمل على نهجه الحالي ولذا فان محاولات جدية واسعافات أولية مطلوبة على نحوٍ عاجل قبل أن يفوتنا قطار الاصلاح والتغيير اللازمين.
فائدة للجميع
الفائدة التي ستتأتى من وراء اصلاح الاتحاد لا تقتصر على النساء فقط كما يخيل للبعض، فما ينفع المرأة يعود بالنفع على الاسرة الفلسطينية وكل الفلسطينيين. ودعونا نكون أكثر صراحةًً ونقولها بوضوح، ان تردي أوضاع المرأة الفلسطينية ونهب حقوقها وسلب مقدراتها في معارك التمييز ضدها قد أثر بلا شك على حصاد القضية الفلسطينية ككل. شعب لا يمنح نساءه حقوقهن ولا يوفر لهن العدالة التي يتطلعن اليها سيؤخذ حتماً بجريرة فعله هذا ولن يتسنى له الاستفادة من طاقات تلكم النساء التي تتبعثر في المعارك الحقوقية المدنية وتنشغل عن مصابها الأكبر ألا وهو تحرير الأرض واقامة الدولة.
تركت النساء الفلسطينيات القضية للرجال 'القوامين عليهن' كي يتولوا المهمة الوطنية طيلة عقود فماذا كانت النتيجة سوى مزيد من الهوان وامتهان الكرامة والتفريط في الأرض والشعب. وبلا اغفال لأسباب موضوعية وراء حالة الفشل الوطني الطويل الذي نعيشه منذ أكثر من ستين عاماً، دعونا نشخص حالة الفشل هذه من زاوية جديدة غير تلك الزاوية التقليدية التي استكنا وأدمنا عليها، دعونا نرى رجالات السياسة الفلسطينيين على حقيقتهم: رجال مجتهدون ومخلصون للوطن والشعب ولكن كرهم وفرهم مع العدو لم تنتج غير هزائم مدوية في النهار يمحوها ظلام الليل ليخرجوا علينا من جديد كل يوم يزعمون فتوحات وعهود جديدة من الأمل والثقة بالعدو أما النساء الفلسطينيات فمهمشات ومغيبات من الحياة السياسية وأدوارهن فيها لا تتجاوز غالباً التربيت على جروح الفاشلين وايهامهم بأنهم على سواء السبيل!!.
هل لنا أن نتساءل في هذا المقام: أين الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية من حالة الفشل الكريه هذه؟ في وثيقة الاستقلال (1982) أشاروا الى المرأة الفلسطينية ودورها تجاه الوطن وقضاياه بأجمل الكلمات. من ينسى كلمات الشاعر الكبير محمود درويش الذي صاغ الوثيقة فوصف المرأة الفلسطينية بـ 'الشجاعة، حارسة بقائنا وحياتنا، وحارسة نارنا الدائمة'، أخذتنا الكلمات وجمالها حتى نسينا أنفسنا ومسؤولياتنا الجسام، وانشغلت المرأة الفلسطينية طيلة عقود بدور الحراسة لكل ما يقوم به الرجال، حتى عندما كان هؤلاء لا يجلبون للشعب سوى الخراب والدمار.
ما تريده المرأة الفلسطينية وما يحتاجه كل الفلسطينيين هو العدالة لنساء فلسطين كي يشاركن في المهمة الأكبر ولنخرج من الوحل الذي نحن فيه. واذا كان لنا أن نعدد اخفاقات الاتحاد العام للمرأة فلنكتفي فقط بالاشارة الى فشله الذريع في الارتقاء بالوعي العام تجاه المرأة الفلسطينية والمسؤوليات المناطة بها الى هذا المستوى الذي تتلاحم فيه مهمة التحرر النسوي مع البناء الوطني، ولا عجب في ذلك فالروح الثورية التي نتطلع اليها لا تسري في عروق الاتحاد من منابع الفكر والانتماء النسوي الحقيقي بل تأتيه من دهاليز منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت وما زال يقودها نهجاً ذكورياً تقليدياً في العمل السياسي. جرى استخدام النساء طوال سنوات في هذه الدهاليز كواجهة لا غير لتمرير الأجندة السياسية الذكورية أولتزيين هذه الأجندة بصبغات الجندرة والمساواة ولم تكن النساء يوماً أداة حقيقية في صنع أو رسم السياسات.
لقد حان الوقت لنرفع أصواتنا كفلسطينيات ونقول اننا لا نريد أن نكون مجندات نجدع أنوف الرؤساء في طريقهم الى بقعـــة خارج أوطــــانهم المحاصرة او المنكوبة بنقاط التفتيش السرطانية، كـــــما لا نـــريد أن نعقد مؤتمـــرات فاشلة لنسجل بها فشل جديد أو نبرر فشل سابق. ولا نريد أيضاً أن نكون مجرد حارسات لكل ما هب ودب من أفعال الرجال الفاشلين ولا نريد أن نظل ردحاً آخر من الزمن سجناء شرنقة الأمل الذي لا يتحقق. ما نريده كفلسطينيات أن نشق طريقنا الى دروب العدالة والمساواة لأنفسنا ولشعبنا ولأجيالنا المستقبلية ولهذا نقولها عالياً: اتركونا وشأننا، ودعونا نحاول انجاز شيء مما لم تستطيعوا انجازه!!
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: دعوا النساء يحررن فلسطين!!
جينستا
مجهودك مميز ورائع
مجهودك مميز ورائع
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
رد: دعوا النساء يحررن فلسطين!!
thx janesta
legacy11- عضو متميز
-
عدد الرسائل : 1021
العمر : 36
نقاط : 1946
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
رد: دعوا النساء يحررن فلسطين!!
يعطيكي العافيه ريم
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» تعتبر حصوات الكلى من الأمراض الشائعة لدى الإنسان، وتصيب الرجال أكثر من النساء حيث تبلغ نسبة الإصابة عند الرجال تقريبا 12% وعند النساء 5%.
» تصميم فلسطين لنا
» العدوان الأخير على فلسطين
» فلسطين... خارطة بلا طريق
» وضع فلسطين يبعث على اليأس
» تصميم فلسطين لنا
» العدوان الأخير على فلسطين
» فلسطين... خارطة بلا طريق
» وضع فلسطين يبعث على اليأس
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome