المواضيع الأخيرة
بحـث
اهل العراق في مواجهة المستعمرين
3 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
اهل العراق في مواجهة المستعمرين
لعل العـِبر الأساسية من المحنة العراقية، هي التي يمكن إستخلاصها من المواجهة العسكرية بين القوات العراقية من جهة وبين قوات الغزو الأمريكية من جهة ثانية. فالجيش العراقي لم يخفق فقط في رد العدوان، ولكن الخسائر التي أنزلها بالمهاجمين، كانت طفيفة ايضا، وكان ثمن إحتلال العراق بخسا ً بكل المعايير.
لا غرابة في ذلك. بمعنى أن الحرب على العراق مثلت إبانة واضحة لحقيقة الحرب غير المتكافئة التي تفرضها دول الغرب، على شعوب العالم. هذا معطى، لا جدال فيه، يتوجب التوقف عنده، واستطلاع ما في ثناياه من دلالات، والإحاطة بأبعادها. أن ما يهم، هو مقاربة موضوع دفاع الناس في البلاد الفقيرة، أو المتخلفة أو المتعثرة عن أنفسهم، إذا ما طمع بأرضهم مستعمر ذو قدرات عسكرية هائلة، تمكنه من إزالة المعوقات، البشرية والمادية والأخلاقية، التي تعترض تقدمه. وذلك إعتمادا على ما حققه من إنجازات في مجالات العلوم والمعرفة. مما غذى شعوره من جهة، بإختلاف طبيعته وعلوّها فوق طبيعة الناس في المنطقة العربية على وجه الخصوص وقاده من جهة ثانية الى ترويج مقولات كيفية، من نوع أن الخالق اصطفاه، أو فضله على الآخرين. وهي إدعاءات، يسوقها لتبرير مطالبه بالسيادة على بلاد العرب، نظرا إلى موقعها المركزي وإلى مخزونها النفطي.
وما يعنينا هنا، ليس الأمن الداخلي، بما هو ضمانة سلامة الأشخاص وحماية الممتلكات وفرض إحترام القانون على جميع السكان، دون تمييز بينهم أو مراعاة للاحساب والأنساب والعلاقات. ولا بد من التوكيد في هذا الصدد ،على أن حفظ الأمن الداخلي، بهذه الطريقة، يمثل دعامة أساسية من دعائم أركان الدولة الوطنية. ولكن أعباءه لا تقع على قوات الجيش، التي يوكل إليها واجب الدفاع عن الوطن، في حالة تعرضه لعدوان من جهات، أو دولة أجنبية، بالإضافة إلى صيانة المجتمع الوطني من أي تدخل خارجي ضار في شؤونه.
من المعروف، أن الدول النامية هي في أغلب الأحيان، دول ٌ تابعة. من البديهي إذن، أن مصالحها تفرض عليها أن تتحاشى إغضاب الدول الكبرى. ولكن لا حاجة لإستدعاء التاريخ، لإثبات أن هذه الأخيرة، تتوسل أحيانا التلاعب بسياسات الدول الواقعة تحت نفوذها، وتدفعها الى مغامرات عسكرية، الغاية منها إنهاكها وزيادة تبعيتها.
وجملة القول في هذه المسألة، أن ما يحتاج إليه الناس في الدول الفقيرة، للدفاع عن أنفسهم، هو أداة، تختلف بطبيعتها وتشكيلها، عن جيوش الدول الاستعمارية، المعدّة للاستيلاء على أراضي الآخرين، وارهابهم وإقصائهم أو إبادتهم إذا إقتضى الأمر ذلك.
وبكلام أوضح أن مهمة جيش الفقراء هي حماية حقوقهم وتمكينهم من إستغلال موارد أرضهم وتوفير الظروف التي تتيح لهم التفرغ لتنمية معارفهم وتطوير بنيانهم، من أجل تحسين شروط عيشهم وضمان مستقبل أبنائهم. ومن نافل القول، أن هذه المهمة هي نقيضة مهمة الجيش الإستعماري، التي يمكن تلخيصها، بتجريد المستعمــَر ِ، من كل شيء، حتى من انسانيته، كما حدث في غوانتنامو وأبوغريب.
وبناء على ما سبق، وفي إطار رؤية تضع دور الجيش في البلاد النامية، ضمن حدود الدفاع عن النفس، فإن محنة العراق، تظهر بجلاء أن الجيش في هذه البلاد، لا يجب أن يكون مؤسسة من مؤسسات الدولة، او قطاعا وظيفيا مستقلا، بل إطارا لإعداد الناس، أصحاب الأرض والعمـّال والحرفيين، لكي يقوموا بالدفاع عن أنفسهم. وبخلاف ذلك، يتعذر الصمود والمقاومة، وتصير الهزيمة أمرا محتوما.
لا شك في أن الدول الإستعمارية التي أرسلت جيوشها من أجل إحتلال العراق، وتدميره، وارهاب سكانه، بالقتل والتعذيب والإذلال، سوف تستفيد من دروس العراق، وتبدل أساليبها، وتزين صورتها التي إتّسخت بسبب، الكذب والخداع والأعمال القبيحة التي ارتكبت في سجن أبوغريب وفي غيره من الأماكن في طول العراق وعرضه.
ولكن علينا، نحن أيضا أن نتعلم من الكارثة التي حلت بالعراق، أن الجيش في الدول النامية، يعجز عن القيام بمهمة الدفاع عن الوطن. ومرد ذلك إلى أسباب عديدة. في مقدمتها، من وجهة نظري، حصر هذه المهمة بجهاز معين. مما يسمح بإختراقه، وكشف مواقعه ووسائله، والتعرّف على قياداته. ومن هذه الأسباب أيضا، إستحالة الحصول، دوما، على العتاد والأدوات التقنية، التي تمكن مثل هذا الجيش من الدفاع عن نفسه، ناهيك عن حماية الوطن.
وما أود قوله، من وراء هذا كله، أن التجارب تدل على أن الجيش في الدول النامية، أو في الكيانات التي لم ترق بعد إلى مستوى الدولة الوطنية، بوجه خاص، ليس الأداة المناسبة والفعـّالة، لصون الوطن والمحافظة على أراضيه. فما جرى في العراق، أثبت أن الإعتماد على الجيش في هذه الدول هو وهمٌ فادح التكلفة، بكل معنى الكلمة. واستطرادا فإن الواقع الملموس، يؤكد أن هذا الجيش، الذي لا يستطيع صد الغزاة والمستعمرين، ما يلبث أن يتحول إلى أداة للسلطة فقط.
وتأسيسا عليه، نصل إلى خلاصة مفادها أن دفاع الفقراء والمساكين عن وطنهم، مهمة يجب ان يتحملها كل فرد منهم، وأن عليهم أن ينتجوا محليا الوسائل التي تلزمهم من أجل تأديتها. وأغلب الظن أنه، لو كان في العراق آلية تسمح بذلك، ولو تمت مواجهة قوات الغزو الأمريكية بهذه الإستراتيجية، لكان من الصعب، أو من المستحيل، إحتلال العراق، دون أن يتكبد المعتدون خسائر جسيمة. ولكانت المصالحات والمساومات والعمليات السياسة، موضوعات ممنوعة ومحرمة، قبل إنجاز التحرير الوطني.
لا غرابة في ذلك. بمعنى أن الحرب على العراق مثلت إبانة واضحة لحقيقة الحرب غير المتكافئة التي تفرضها دول الغرب، على شعوب العالم. هذا معطى، لا جدال فيه، يتوجب التوقف عنده، واستطلاع ما في ثناياه من دلالات، والإحاطة بأبعادها. أن ما يهم، هو مقاربة موضوع دفاع الناس في البلاد الفقيرة، أو المتخلفة أو المتعثرة عن أنفسهم، إذا ما طمع بأرضهم مستعمر ذو قدرات عسكرية هائلة، تمكنه من إزالة المعوقات، البشرية والمادية والأخلاقية، التي تعترض تقدمه. وذلك إعتمادا على ما حققه من إنجازات في مجالات العلوم والمعرفة. مما غذى شعوره من جهة، بإختلاف طبيعته وعلوّها فوق طبيعة الناس في المنطقة العربية على وجه الخصوص وقاده من جهة ثانية الى ترويج مقولات كيفية، من نوع أن الخالق اصطفاه، أو فضله على الآخرين. وهي إدعاءات، يسوقها لتبرير مطالبه بالسيادة على بلاد العرب، نظرا إلى موقعها المركزي وإلى مخزونها النفطي.
وما يعنينا هنا، ليس الأمن الداخلي، بما هو ضمانة سلامة الأشخاص وحماية الممتلكات وفرض إحترام القانون على جميع السكان، دون تمييز بينهم أو مراعاة للاحساب والأنساب والعلاقات. ولا بد من التوكيد في هذا الصدد ،على أن حفظ الأمن الداخلي، بهذه الطريقة، يمثل دعامة أساسية من دعائم أركان الدولة الوطنية. ولكن أعباءه لا تقع على قوات الجيش، التي يوكل إليها واجب الدفاع عن الوطن، في حالة تعرضه لعدوان من جهات، أو دولة أجنبية، بالإضافة إلى صيانة المجتمع الوطني من أي تدخل خارجي ضار في شؤونه.
من المعروف، أن الدول النامية هي في أغلب الأحيان، دول ٌ تابعة. من البديهي إذن، أن مصالحها تفرض عليها أن تتحاشى إغضاب الدول الكبرى. ولكن لا حاجة لإستدعاء التاريخ، لإثبات أن هذه الأخيرة، تتوسل أحيانا التلاعب بسياسات الدول الواقعة تحت نفوذها، وتدفعها الى مغامرات عسكرية، الغاية منها إنهاكها وزيادة تبعيتها.
وجملة القول في هذه المسألة، أن ما يحتاج إليه الناس في الدول الفقيرة، للدفاع عن أنفسهم، هو أداة، تختلف بطبيعتها وتشكيلها، عن جيوش الدول الاستعمارية، المعدّة للاستيلاء على أراضي الآخرين، وارهابهم وإقصائهم أو إبادتهم إذا إقتضى الأمر ذلك.
وبكلام أوضح أن مهمة جيش الفقراء هي حماية حقوقهم وتمكينهم من إستغلال موارد أرضهم وتوفير الظروف التي تتيح لهم التفرغ لتنمية معارفهم وتطوير بنيانهم، من أجل تحسين شروط عيشهم وضمان مستقبل أبنائهم. ومن نافل القول، أن هذه المهمة هي نقيضة مهمة الجيش الإستعماري، التي يمكن تلخيصها، بتجريد المستعمــَر ِ، من كل شيء، حتى من انسانيته، كما حدث في غوانتنامو وأبوغريب.
وبناء على ما سبق، وفي إطار رؤية تضع دور الجيش في البلاد النامية، ضمن حدود الدفاع عن النفس، فإن محنة العراق، تظهر بجلاء أن الجيش في هذه البلاد، لا يجب أن يكون مؤسسة من مؤسسات الدولة، او قطاعا وظيفيا مستقلا، بل إطارا لإعداد الناس، أصحاب الأرض والعمـّال والحرفيين، لكي يقوموا بالدفاع عن أنفسهم. وبخلاف ذلك، يتعذر الصمود والمقاومة، وتصير الهزيمة أمرا محتوما.
لا شك في أن الدول الإستعمارية التي أرسلت جيوشها من أجل إحتلال العراق، وتدميره، وارهاب سكانه، بالقتل والتعذيب والإذلال، سوف تستفيد من دروس العراق، وتبدل أساليبها، وتزين صورتها التي إتّسخت بسبب، الكذب والخداع والأعمال القبيحة التي ارتكبت في سجن أبوغريب وفي غيره من الأماكن في طول العراق وعرضه.
ولكن علينا، نحن أيضا أن نتعلم من الكارثة التي حلت بالعراق، أن الجيش في الدول النامية، يعجز عن القيام بمهمة الدفاع عن الوطن. ومرد ذلك إلى أسباب عديدة. في مقدمتها، من وجهة نظري، حصر هذه المهمة بجهاز معين. مما يسمح بإختراقه، وكشف مواقعه ووسائله، والتعرّف على قياداته. ومن هذه الأسباب أيضا، إستحالة الحصول، دوما، على العتاد والأدوات التقنية، التي تمكن مثل هذا الجيش من الدفاع عن نفسه، ناهيك عن حماية الوطن.
وما أود قوله، من وراء هذا كله، أن التجارب تدل على أن الجيش في الدول النامية، أو في الكيانات التي لم ترق بعد إلى مستوى الدولة الوطنية، بوجه خاص، ليس الأداة المناسبة والفعـّالة، لصون الوطن والمحافظة على أراضيه. فما جرى في العراق، أثبت أن الإعتماد على الجيش في هذه الدول هو وهمٌ فادح التكلفة، بكل معنى الكلمة. واستطرادا فإن الواقع الملموس، يؤكد أن هذا الجيش، الذي لا يستطيع صد الغزاة والمستعمرين، ما يلبث أن يتحول إلى أداة للسلطة فقط.
وتأسيسا عليه، نصل إلى خلاصة مفادها أن دفاع الفقراء والمساكين عن وطنهم، مهمة يجب ان يتحملها كل فرد منهم، وأن عليهم أن ينتجوا محليا الوسائل التي تلزمهم من أجل تأديتها. وأغلب الظن أنه، لو كان في العراق آلية تسمح بذلك، ولو تمت مواجهة قوات الغزو الأمريكية بهذه الإستراتيجية، لكان من الصعب، أو من المستحيل، إحتلال العراق، دون أن يتكبد المعتدون خسائر جسيمة. ولكانت المصالحات والمساومات والعمليات السياسة، موضوعات ممنوعة ومحرمة، قبل إنجاز التحرير الوطني.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: اهل العراق في مواجهة المستعمرين
ميرسي جانيستا علي المجهود
دودو- عضو متميز
-
عدد الرسائل : 4345
العمر : 35
نقاط : 3124
تاريخ التسجيل : 02/02/2009
رد: اهل العراق في مواجهة المستعمرين
جينستا
مجهودك مميز ورائع
مجهودك مميز ورائع
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» هكذا خدعونا في العراق
» في مواجهة حملة الهدم الاسرائيلية.. فلسطيني يهدم منزله
» الدائمون» في مجلس الامن لم يتفقوا حول مواجهة الوضع في السودان
» المملكة تتمسك بالمبادرة العربية في مواجهة محاولات الاختراق الإسرائيلي
» الاحتلال واليسارالانتهازي في العراق !
» في مواجهة حملة الهدم الاسرائيلية.. فلسطيني يهدم منزله
» الدائمون» في مجلس الامن لم يتفقوا حول مواجهة الوضع في السودان
» المملكة تتمسك بالمبادرة العربية في مواجهة محاولات الاختراق الإسرائيلي
» الاحتلال واليسارالانتهازي في العراق !
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome