المواضيع الأخيرة
بحـث
دور بعض أفراد 'سلطة الظل' في صناعة المواقف.. الجزائر نموذجا
2 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
دور بعض أفراد 'سلطة الظل' في صناعة المواقف.. الجزائر نموذجا
أرى بدءا، أنه من الموضوعية الإشارة إلى أمرين:
الأمر الأول: كنت انتظر تعقيبا على المقال الذي نشر بجريدة 'القدس العربي' بتاريخ 26/05/2009 تحت عنوان 'شهادة لا تقبل الكتمان: جبهة الانقاذ وسلطة الظل كلاهما مسؤول عن نار الفتنة بالجزائر'، وتحديدا من رأس جبهة الإنقاذ، غير أن هذا لم يحدث، علما بأن ذات المقال تلقفته كل الدوائر المعنية في الجزائر سياسية كانت أو أمنية، وكانت لها ردود أفعال متباينة.
الأمر الثاني هو الإشارة التي بلغتني من جهات معنية، تحمل بين ثناياها عتبا على نشر تلكم المعلومات الحساسة والخطيرة، خاصة وأن الوقت غير مناسب، وعبر منابر إعلامية أجنبية، بحجة أنها تعارض التوجه السياسي الحالي في البلاد.
إني أسلم أنه ما من نظام بشري قائم إلا وأحد ركائزه الأساسية والحيوية، جهاز المخابرات، يختلف دوره ومهامه باختلاف طبيعة النظام، وهي علاقة عضوية لا يتأتى تجزئتها إلا نادرا، فنظام عادل يبني جهازا أمنيا يخدم بالدرجة الأولى مصالح الشعب، وجهاز مخابرات عقيدة أفراده خدمة الشعب يمكنه بناء نظام سياسي سليم، كلتا النظريتين صحيحة.
وهنا لا بد أن أسجل موقفي بكل وضوح، فاحترامي العالي لجهاز المخابرات الجزائرية منذ تكوينه حينما كان يحمل عقيدة الاحتلال هو العدو إلى غاية الاستقلال، وكذلك حينما كان يحمل عقيدة إسرائيل هي العدو إلى أواخر الثمانينات. ولا زلت أحترم كثيرا من رجالاته بمختلف الرتب، غير أن هذا الاحترام لا يدفعني للتعامي عن وجود بعض العناصر من الصف الثاني والثالث لا تحمل ذات العقيدة، أو على الأقل تدير بحكم سلطتها أشرعة المواقف حيث ترى المصلحة الوطنية من منظورها الخاص بمعزل عن الشركاء الآخرين.
ولا بأس من التذكير أن جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها، بما فيها رئاسة الجمهورية، تستمد شرعيتها من خدمة المواطن، ونظريا على الأقل هي تحت سلطة المواطن دستوريا وقانونيا، ولن يتأتى لها محاسبته قبل أن تؤتيه حقه الشرعي في محاسبتها ومتابعة أدائها في خدمته، ناهيك عن الكتابة حولها، وهو الحق المكفول للمواطن من الخالق، دون منة من أحد، ليمتد هذا الحق عبر القوانين والمعاهدات الدولية.
كما أرى من الموضوعية تذكير القارئ، خاصة المهتم بالشأن الجزائري، أن كاتب الشهادة السابقة وهذه، بحكم انتمائه لزاوية الهامل ومرتكزاته العقائدية، يترفع عن الانتماء لأي حزب، مما ينفي عن قراءته دوافع سياسوية، أو مصالح سلطوية، بل كل ما في الأمر، هي أحداث سجلتها الذاكرة فيها ما يكشف بعض الظلال، يمكن للمعنيين الانتفاع بها، وذلك ما أرجوه.
زاوية الهامل بعد أحداث أكتوبر 1988
من المعلوم أن أحداث تشرين أول (أكتوبر) عام 1988، قد تلتها قرارات رئاسية فتحت آفاقا واسعة للمجتمع المدني، لممارسة كافة أنشطته تحت الشمس، وأعادت للمواطن كرامته التي افتقدها على امتداد ثلاثة عقود، لتشهد الجزائر طفرة غير مسبوقة في العالم العربي، تجلت صورها في حراك المجتمع بخطوات عملاقة، من تكوين الأحزاب السياسية، وبناء جمعيات مدنية، وصدور عناوين صحف ومجلات، كلها باستقلالية تامة، ومعظمها بإمكاناتها الذاتية، يتوج ذلكم النشاط تطور الإعلام الرسمي بما ينسجم مع متطلبات المجتمع، فلم يعد يحظى النشاط الرئاسي ـ مثلا - إلا بدقيقة أو اثنتين في نشرة الأخبار الرئيسية، ثم أخبار الوطن الداخلية بما فيها من كشف عيوب التسيير وتلاعب المسؤولين وأخيرا أخبار العالم. في هذه الأجواء، رأى نخبة من أتباع زاوية الهامل والطريقة الرحمانية، أن المرحلة تتطلب إنشاء رابطة وطنية للزوايا العلمية الرحمانية، يضاف إلى دورها الأصيل من تعليم القرآن وحفظه والحديث الشريف واللغة العربية، أهدافا أخرى تتمثل في إعادة ربط الصلة فيما بينها، وتطهير صفوفها من ممتهني الدجل والخرافات، والعودة بدورها المشهور من تكافل اجتماعي وإصلاح ذات البين.
اختير رئيسا لهذه الرابطة فضيلة الشيخ الخليل القاسمي الحسني، وتحقق له بفضل نهجه الوسطي، مع كوكبة من كبار المشايخ، استقطاب لافت للمجتمع، ونجح في عقد ملتقيات عدة، واستضافة أعلام الفكر الإسلامي كان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وكان لهذا النشاط أثره البالغ في إعادة الصورة الأصلية لدور الزوايا، وتحطيم تلك التي حاول الاحتلال وأذنابه توطينها في الإعلام والفكر الجزائري.
وشهادة لله خالصة، أن نخبة من أتباع الطريقة الرحمانية، لما عاينت واقع التأثير الايجابي لنشاط المشايخ الى غاية أوائل عام 1991، عرضت على الشيخ خليل القاسمي، إعادة ربط علاقات زاوية الهامل، والطريقة الرحمانية، بكبار علماء العالم الإسلامي، أسوة بما كان يربطها منذ تأسيسها أواسط القرن التاسع عشر بالاستانة مقر الخلافة الى علماء القدس الشريف والشام والحرمــــين الشريفين والأزهر والزيتونة والقرويين، لا زال أرشيفها يزخر بمراسلاتهم، والسبيل لإحياء هذه الروابط عقد مؤتـــــمر دولي يجمـــع صفوة العلماء العاملين تحت قبة جزائرية، فـــما كان من الشيخ خليل القاسمي إلا مباركة المشروع وتكليف لجنة ذات خبرة متراكمة في إدارة ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تعقد سنويا بالجزائر.
الأمر الأول: كنت انتظر تعقيبا على المقال الذي نشر بجريدة 'القدس العربي' بتاريخ 26/05/2009 تحت عنوان 'شهادة لا تقبل الكتمان: جبهة الانقاذ وسلطة الظل كلاهما مسؤول عن نار الفتنة بالجزائر'، وتحديدا من رأس جبهة الإنقاذ، غير أن هذا لم يحدث، علما بأن ذات المقال تلقفته كل الدوائر المعنية في الجزائر سياسية كانت أو أمنية، وكانت لها ردود أفعال متباينة.
الأمر الثاني هو الإشارة التي بلغتني من جهات معنية، تحمل بين ثناياها عتبا على نشر تلكم المعلومات الحساسة والخطيرة، خاصة وأن الوقت غير مناسب، وعبر منابر إعلامية أجنبية، بحجة أنها تعارض التوجه السياسي الحالي في البلاد.
إني أسلم أنه ما من نظام بشري قائم إلا وأحد ركائزه الأساسية والحيوية، جهاز المخابرات، يختلف دوره ومهامه باختلاف طبيعة النظام، وهي علاقة عضوية لا يتأتى تجزئتها إلا نادرا، فنظام عادل يبني جهازا أمنيا يخدم بالدرجة الأولى مصالح الشعب، وجهاز مخابرات عقيدة أفراده خدمة الشعب يمكنه بناء نظام سياسي سليم، كلتا النظريتين صحيحة.
وهنا لا بد أن أسجل موقفي بكل وضوح، فاحترامي العالي لجهاز المخابرات الجزائرية منذ تكوينه حينما كان يحمل عقيدة الاحتلال هو العدو إلى غاية الاستقلال، وكذلك حينما كان يحمل عقيدة إسرائيل هي العدو إلى أواخر الثمانينات. ولا زلت أحترم كثيرا من رجالاته بمختلف الرتب، غير أن هذا الاحترام لا يدفعني للتعامي عن وجود بعض العناصر من الصف الثاني والثالث لا تحمل ذات العقيدة، أو على الأقل تدير بحكم سلطتها أشرعة المواقف حيث ترى المصلحة الوطنية من منظورها الخاص بمعزل عن الشركاء الآخرين.
ولا بأس من التذكير أن جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها، بما فيها رئاسة الجمهورية، تستمد شرعيتها من خدمة المواطن، ونظريا على الأقل هي تحت سلطة المواطن دستوريا وقانونيا، ولن يتأتى لها محاسبته قبل أن تؤتيه حقه الشرعي في محاسبتها ومتابعة أدائها في خدمته، ناهيك عن الكتابة حولها، وهو الحق المكفول للمواطن من الخالق، دون منة من أحد، ليمتد هذا الحق عبر القوانين والمعاهدات الدولية.
كما أرى من الموضوعية تذكير القارئ، خاصة المهتم بالشأن الجزائري، أن كاتب الشهادة السابقة وهذه، بحكم انتمائه لزاوية الهامل ومرتكزاته العقائدية، يترفع عن الانتماء لأي حزب، مما ينفي عن قراءته دوافع سياسوية، أو مصالح سلطوية، بل كل ما في الأمر، هي أحداث سجلتها الذاكرة فيها ما يكشف بعض الظلال، يمكن للمعنيين الانتفاع بها، وذلك ما أرجوه.
زاوية الهامل بعد أحداث أكتوبر 1988
من المعلوم أن أحداث تشرين أول (أكتوبر) عام 1988، قد تلتها قرارات رئاسية فتحت آفاقا واسعة للمجتمع المدني، لممارسة كافة أنشطته تحت الشمس، وأعادت للمواطن كرامته التي افتقدها على امتداد ثلاثة عقود، لتشهد الجزائر طفرة غير مسبوقة في العالم العربي، تجلت صورها في حراك المجتمع بخطوات عملاقة، من تكوين الأحزاب السياسية، وبناء جمعيات مدنية، وصدور عناوين صحف ومجلات، كلها باستقلالية تامة، ومعظمها بإمكاناتها الذاتية، يتوج ذلكم النشاط تطور الإعلام الرسمي بما ينسجم مع متطلبات المجتمع، فلم يعد يحظى النشاط الرئاسي ـ مثلا - إلا بدقيقة أو اثنتين في نشرة الأخبار الرئيسية، ثم أخبار الوطن الداخلية بما فيها من كشف عيوب التسيير وتلاعب المسؤولين وأخيرا أخبار العالم. في هذه الأجواء، رأى نخبة من أتباع زاوية الهامل والطريقة الرحمانية، أن المرحلة تتطلب إنشاء رابطة وطنية للزوايا العلمية الرحمانية، يضاف إلى دورها الأصيل من تعليم القرآن وحفظه والحديث الشريف واللغة العربية، أهدافا أخرى تتمثل في إعادة ربط الصلة فيما بينها، وتطهير صفوفها من ممتهني الدجل والخرافات، والعودة بدورها المشهور من تكافل اجتماعي وإصلاح ذات البين.
اختير رئيسا لهذه الرابطة فضيلة الشيخ الخليل القاسمي الحسني، وتحقق له بفضل نهجه الوسطي، مع كوكبة من كبار المشايخ، استقطاب لافت للمجتمع، ونجح في عقد ملتقيات عدة، واستضافة أعلام الفكر الإسلامي كان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وكان لهذا النشاط أثره البالغ في إعادة الصورة الأصلية لدور الزوايا، وتحطيم تلك التي حاول الاحتلال وأذنابه توطينها في الإعلام والفكر الجزائري.
وشهادة لله خالصة، أن نخبة من أتباع الطريقة الرحمانية، لما عاينت واقع التأثير الايجابي لنشاط المشايخ الى غاية أوائل عام 1991، عرضت على الشيخ خليل القاسمي، إعادة ربط علاقات زاوية الهامل، والطريقة الرحمانية، بكبار علماء العالم الإسلامي، أسوة بما كان يربطها منذ تأسيسها أواسط القرن التاسع عشر بالاستانة مقر الخلافة الى علماء القدس الشريف والشام والحرمــــين الشريفين والأزهر والزيتونة والقرويين، لا زال أرشيفها يزخر بمراسلاتهم، والسبيل لإحياء هذه الروابط عقد مؤتـــــمر دولي يجمـــع صفوة العلماء العاملين تحت قبة جزائرية، فـــما كان من الشيخ خليل القاسمي إلا مباركة المشروع وتكليف لجنة ذات خبرة متراكمة في إدارة ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تعقد سنويا بالجزائر.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: دور بعض أفراد 'سلطة الظل' في صناعة المواقف.. الجزائر نموذجا
العربي بلخير والوعد بعدم التدخل
كخطوة أولى، قامت اللجنة بإبلاغ السلطات المعنية بمشروع عقد مؤتمر دولي، ومن بينها رئاسة الجمهورية، عبر رئيس الديوان السيد العربي بلخير، لرئيس اللجنة عن ارتياحه لهذه المبادرة، وأنه سينقلها لفخامة الرئيس السيد الشاذلي بن جديد. بعد الحصول على الموافقة المبدئية انطلقت اللجنة في الإعداد للمؤتمر، لكن رئيسها تلقى مكالمة تدعوه للقاء العربي بلخير في مكتبه برئاسة الجمهورية، في هذا اللقاء عبر رئيس الديوان عن موافقة الرئيس وعرضه تولي الرئاسة نفقات نقل العلماء واستضافتهم متعهدا بعدم التدخل في شؤون المؤتمر، كما أعرب عن رغبته في لقاء الشيخ خليل القاسمي، تجديدا لأواصر محبة والده (الحاج الحبيب والد العربي بلخير) لرجال زاوية الهامل.
نقل رئيس اللجنة فحوى اللقاء للشيخ خليل، الذي أبدى تحفظا من عرض الرئاسة، ليس اتهاما لشخص الرئيس لعلمه بحسن معاملته وحبه للعلماء، ولا أدل على ذلك علاقته المتميزة بالشيخ محمد الغزالي (رحمه الله)، ولكن الشيخ كان يرى أن تعفف الزوايا عن مساعدات السلطة يضمن استقلاليتها، ويرفع قدرها ويحافظ عن مصداقيتها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، يعلم أن السلطة في الجزائر متقلبة، وأن فيها عصبا متضاربة التوجهات والمصالح، قد تجعل من أي مساعدة عينية ولو بهذا الشكل البسيط، أداة لإملاء شروطها وسببا لاستغلال هذه القلاع التربوية.
تلقف العربي بلخير نبأ زيارة الشيخ للعاصمة، ليوجه له دعوة شخصية إلى مقر سكنه، استجاب لها الشيخ كفرصة لوضع النقاط على الحروف، عرض المضيف أوضاع الجزائر بتفاصيلها الدقيقة بين يدي الشيخ، ثم انتقل إلى موضوع المؤتمر ومساندة الشاذلي بن جديد لانعقاده في أحسن الظروف، لم يعقب الشيخ على العرض الأول بل ذهب رأسا إلى قضية المؤتمر مشترطا قبول تولي الرئاسة نفقات تنقل العلماء وإيوائهم بضمان عدم التدخل، مع الملاحظة أن الأمر يعود في الأخير إلى مجلس الشيوخ الأجلاء، تلقى الشيخ من العربي بلخير توكيدا بعدم التدخل.
'بلدوزر' سلطة الظل يقلب الطاولة
بعد هذا اللقاء بفترة وجيزة، فوجئت اللجنة التحضيرية بدخول شخص قدم نفسه على أنه ضابط برتبة عالية موظف بمصالح الرئاسة، مكلف بالمساعدة في الإعداد لهذا المؤتمر. فسر رئيس اللجنة الأمر أولا بكونه لا يعدو مراقبة العمل، وليس هناك من شيء تخفيه اللجنة. غير أن الرجل شرع في التدخل عمليا، باتصالاته بالولاة وكبار المسؤولين، ووضع البرامج وما إلى ذلك، مما دعا رئيس اللجنة للاتصال برئيس الديوان الرئاسي العربي بلخير ولقائه.
في هذا اللقاء عرض رئيس اللجنة سلوكيات هذا الرجل، المتعجرفة شكلا والمسيرة لشؤون اللجنة بما لا يتفق وأهداف المشايخ ضمنا، وذكّره بوعده للشيخ خليل بعدم التدخل، لافتا انتباهه الى أن الأمر إذا بلغه فقد يلغي فكرة المؤتمر بشكل جازم ونهائي. لم يكن رد العربي بلخير حازما، بل عبر عن امتعاضه من سلوكيات هذا الرجل، مؤكدا أنه بسببها أصبح يكنى من قبل محيطه بـ'البلدوزر'، ذلك أنه يحطم كل شيء يقترب من طريقه، ووعده بمراجعة الموقف. غير أن الأمر لم يتغير.
اضطر رئيس اللجنة لإبلاغ الشيخ خليل القاسمي بهذه المستجدات، فدعا لعقد اجتماع مع كبار المشايخ بالعاصمة، وتم فعلا اللقاء بين المشايخ بمؤسسة مستقلة. وما أن تم طرح المستجدات للنقاش، حتى ارتفعت أصوات الجلبة بالبهو المحاذي للقاعة، انه 'البلدوزر' يريد الدخول. غير أن الأخ الأصغر للشيخ خليل منعه بحجة أن اللقاء خاص لا يسمح لغير المدعوين بالدخول. لكن 'البلدوزر'، بسلوكه العسكري، تمكن من دفع باب القاعة بقوة والدخول عنوة، ولم ينتظر إذنا ولم يلق تحية، بل خاطب جمع العلماء بصيغة الأمر، موضحا أنه يتحتم عليهم، إذا أرادوا العون، الاستجابة لأوامر الرئاسة، وعلى رأسها عقد المؤتمر قبل الانتخابات البرلمانية التي كانت ستجري في كانون الأول (ديسمبر) 1991 (لقطع الطريق على الجبهة الإسلامية)، وإصدار بيان ختامي يدعو الشعب لعدم التصويت للمعارضة.
رد المشايخ على هذا الرجل بالتوبيخ، مؤكدين له رفضهم القاطع لعرض الرئاسة، وأمروه بالخروج، فأبى ذلك قبل سماع رد كل شيخ، فأحالوا الكلمة الى الشيخ خليل القاسمي بصفته ممثلا عنهم وصاحب الكلمة الفصل. وكعادته بكل سكينة ووقار ذكّر 'الضيف' بأنهم لم يطلبوا شيئا من الرئاسة بل هي التي قدمت عرضها، وهذه المناسبة كافية لرفضه شكلا ومضمونا، وأما موضوع الملتقى فتؤخر مناقشته لأجل غير مسمى، ليقاطعه 'البلدوزر' ضاربا بقبضة يده طاولة الاجتماع بعنف قائلا: 'سينعقد المؤتمر بدونكم'. ولما حاول رئيس اللجنة التحضيرية إبلاغ العربي بلخير بما فعله 'بلدوزرهم'، قطعت كل وسائل الاتصال به.
وقامت 'سلطة الظل' بإعلان عقد مؤتمر للزوايا من جانبها عبر وسائل الإعلام، وقام من الجانب الآخر الشيخ خليل وكوكبة المشايخ بإبلاغ من أمكنهم بحقيقة ما يحاك ضد الشعب باسم الزوايا، ولم يحضر ذلكم الملتقى إلا من لم نتمكن من إبلاغهم وهم قلة، وانسحبوا منه لما لاحظوا غياب كبار العلماء.
لقاء الشاذلي بعد اقالته والمفاجأة
تعتبر زيارة الشيخ خليل القاسمي لفخامة الرئيس الشاذلي بن جديد بعد عزله بفترة وجيزة، سابقة تاريخية، خاصة في تلك الظروف، تقتضي شجاعة أصيلة.
من حق الرئيس الشاذلي بن جديد علي كمواطن، ومن حق الشعب الجزائري علي أن أقتطع هنا جزءا لأعبر عن مفاجأتي بهذا الرجل عند لقائه.
المفاجأة الأولى: أن الرجل كان يقيم مع جميع أفراد أسرته في بيت صهره بحي سكني بوهران، خلاف ما أشيع عنه أنه في قصر رئاسي بمنطقة بوسفر السياحية الخلابة، وأن أفراد أسرته قد فروا خارج الوطن.
الثانية: أن الرجل كان يتمتع بثقافة عالية وذاكرة عجيبة، من خلال تناوله لموضوع حياة الأمير عبد القادر بتفاصيلها العسكرية الدقيقة. وكنت للتو أنهيت مطالعة كتاب أديب حرب عن الأمير، هذا يخالف ما أشيع بين الشعب أنه (الشاذلي) رجل أمي لا يحسن القراءة.
الثالثة: أن الرجل كان فعلا يتمتع بأخلاق وسلوك النبلاء، فحركاته محسوبة بدقة متناهية، من طريقة المشي والقيام والجلوس، الى حركات اليدين. كنت ألاحظ كل حركة لأنتهي أمام حقيقة أنني أمام قائد فذ على أعلى درجات الوعي والمسؤولية.
أقمنا في ضيافته ثلاثة أيام، توزعت بين جلسات عائلية وأخرى مغلقة بين الشيخ والرئيس، وبعد مغادرتنا أعلمني الشيخ بالمفاجأة.
عبر لي الشيخ عن دهشته من المعلومات الكاذبة التي رفعت للرئيس آنذاك، ومنها أن الشيخ هو من طلب الدعم المادي من الرئيس وهو من حدد مكان وزمان المؤتمر وبيانه الختامي، غير أنه انقلب في آخر لحظة إلى صف الجبهة الإسلامية للإنقاذ، لأسباب مجهولة. ولما قام الوالد بسرد الحقائق، أعرب الرئيس عن صدمته مما كان يحاك بأيدي 'سلطة الظل'، وكيف تمكنت من ضرب جدار عازل بينه وبين الشعب، حتى الشخصيات الوطنية لم تتمكن من اختراقه. وأنكر بشكل قاطع أنه أمر بما تعرض له كبار العلماء، أو أنه كان على علم بذلك. لقد كان الموقف صعبا فعلا.
الخلاصة
ما وقع مع الشاذلي بن جديد، بأيدي 'سلطة الظل'، وقع من بعده مع كل من جاء بعده، ولا زال قائما هذا الخطر إلى اليوم. يكفي دلالة على ذلك أن المكنى 'البلدوزر'، الذي استطاع أن يوقع بين مؤسسة الرئاسة وكبار المشايخ، وأن يوقع بين هؤلاء والجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي لا زال بعض قادتها يعتقدون أن الزوايا وقفت ضدهم بتوجيه من السلطة.. هذا الشخص نفسه عومل من قبل مؤسسات الدولة على أنه مستشار للرئيس الحالي، وبعد اتهامه بعمليات اختلاس ادخل السجن لتخرجه 'سلطة الظل' مرة أخرى بعد أقل من عام، وهو اليوم يمارس دور الرئيس الابدي لجمعية وطنية دينيه كبيرة شكلا، فارغة ضمنا، ويمارس وظائف أخرى باسم أعلى هيئة في الوطن مع الأسف الشديد.
لا يكمن لرئيس الجمهورية كائنا من كان، أن يحيط بكل شيء علما، ولا أن يمسك بجميع خيوط الحكم، خاصة إذا تميز النظام بهشاشة المؤسسات.
وعلى هذا الأساس أدعو الوجوه السياسية العريقة أمثال السادة عبد الحميد مهري والاخضر الإبراهيمي وأحمد طالب الابراهيمي وحسين آيت أحمد وأحمد (علي) محساس، وغيرهم من الرعيل الأول بأن يسمعوا صوتهم عاليا للرئيس، ويساعدوه على كنس هذه الأشباح من مؤسسات الدولة. فهم أدرى الناس بأن الجزائر في وضع دقيق وخطير، ولا يمكن لشخص واحد أن ينهض بها، ولا يغفر لهم أن يغادروها وهي أسيرة مصالح هذه الأشباح.
كما أدعو تلامذة الشيخ خليل القاسمي بحق أياديه البيضاء عليهم، وقد أخرجهم من ظلام الجهل إلى نور العلم، حين احتضنهم على فقرهم وقلة حيلتهم في المعهد القاسمي، ليصبحوا اليوم كوادر سامية في الدولة، فمنهم إسماعيل دبش مستشار الرئيس، وعز الدين ميهوبي وزير الإعلام الحالي، وغيرهم كثير عددهم بالآلاف.. أدعوهم جميعا لتذكر أيامهم الأولى، فحال الشعب اليوم كحالهم بالأمس، وعليهم أن يصدقوا النصيحة للرئيس ويبلغوه بصدق المعلومات، ويضحوا ولو بأنفسهم من أجل تطهير مؤسسات الدولة من هذه الأشباح السرطانية. وليذكروا أن ما هم عليه اليوم إنما نتيجة تضحيات الوالد رحمه الله، وانتصاره على كل ترغيب وترهيب في سبيل بنائهم وإعدادهم للنهوض بالجزائر. أرجو من الله ألا يخيب جهده وتضحياته.
الحمد لله أني لا أشغل وظيفة أخشى على كرسيها. والحمد لله أني لا انتمي لأي حزب فيحمل كلامي بما يخدم هذا أو ذاك. والحمد لله أن الشاذلي بن جديد ليس في السلطة وإلا حسبت شهادتي مداهنة. والحمد لله أن اتسعت جريدة 'القدس العربي' لشهادتي بعد أن ضاقت عني غيرها. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
كخطوة أولى، قامت اللجنة بإبلاغ السلطات المعنية بمشروع عقد مؤتمر دولي، ومن بينها رئاسة الجمهورية، عبر رئيس الديوان السيد العربي بلخير، لرئيس اللجنة عن ارتياحه لهذه المبادرة، وأنه سينقلها لفخامة الرئيس السيد الشاذلي بن جديد. بعد الحصول على الموافقة المبدئية انطلقت اللجنة في الإعداد للمؤتمر، لكن رئيسها تلقى مكالمة تدعوه للقاء العربي بلخير في مكتبه برئاسة الجمهورية، في هذا اللقاء عبر رئيس الديوان عن موافقة الرئيس وعرضه تولي الرئاسة نفقات نقل العلماء واستضافتهم متعهدا بعدم التدخل في شؤون المؤتمر، كما أعرب عن رغبته في لقاء الشيخ خليل القاسمي، تجديدا لأواصر محبة والده (الحاج الحبيب والد العربي بلخير) لرجال زاوية الهامل.
نقل رئيس اللجنة فحوى اللقاء للشيخ خليل، الذي أبدى تحفظا من عرض الرئاسة، ليس اتهاما لشخص الرئيس لعلمه بحسن معاملته وحبه للعلماء، ولا أدل على ذلك علاقته المتميزة بالشيخ محمد الغزالي (رحمه الله)، ولكن الشيخ كان يرى أن تعفف الزوايا عن مساعدات السلطة يضمن استقلاليتها، ويرفع قدرها ويحافظ عن مصداقيتها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، يعلم أن السلطة في الجزائر متقلبة، وأن فيها عصبا متضاربة التوجهات والمصالح، قد تجعل من أي مساعدة عينية ولو بهذا الشكل البسيط، أداة لإملاء شروطها وسببا لاستغلال هذه القلاع التربوية.
تلقف العربي بلخير نبأ زيارة الشيخ للعاصمة، ليوجه له دعوة شخصية إلى مقر سكنه، استجاب لها الشيخ كفرصة لوضع النقاط على الحروف، عرض المضيف أوضاع الجزائر بتفاصيلها الدقيقة بين يدي الشيخ، ثم انتقل إلى موضوع المؤتمر ومساندة الشاذلي بن جديد لانعقاده في أحسن الظروف، لم يعقب الشيخ على العرض الأول بل ذهب رأسا إلى قضية المؤتمر مشترطا قبول تولي الرئاسة نفقات تنقل العلماء وإيوائهم بضمان عدم التدخل، مع الملاحظة أن الأمر يعود في الأخير إلى مجلس الشيوخ الأجلاء، تلقى الشيخ من العربي بلخير توكيدا بعدم التدخل.
'بلدوزر' سلطة الظل يقلب الطاولة
بعد هذا اللقاء بفترة وجيزة، فوجئت اللجنة التحضيرية بدخول شخص قدم نفسه على أنه ضابط برتبة عالية موظف بمصالح الرئاسة، مكلف بالمساعدة في الإعداد لهذا المؤتمر. فسر رئيس اللجنة الأمر أولا بكونه لا يعدو مراقبة العمل، وليس هناك من شيء تخفيه اللجنة. غير أن الرجل شرع في التدخل عمليا، باتصالاته بالولاة وكبار المسؤولين، ووضع البرامج وما إلى ذلك، مما دعا رئيس اللجنة للاتصال برئيس الديوان الرئاسي العربي بلخير ولقائه.
في هذا اللقاء عرض رئيس اللجنة سلوكيات هذا الرجل، المتعجرفة شكلا والمسيرة لشؤون اللجنة بما لا يتفق وأهداف المشايخ ضمنا، وذكّره بوعده للشيخ خليل بعدم التدخل، لافتا انتباهه الى أن الأمر إذا بلغه فقد يلغي فكرة المؤتمر بشكل جازم ونهائي. لم يكن رد العربي بلخير حازما، بل عبر عن امتعاضه من سلوكيات هذا الرجل، مؤكدا أنه بسببها أصبح يكنى من قبل محيطه بـ'البلدوزر'، ذلك أنه يحطم كل شيء يقترب من طريقه، ووعده بمراجعة الموقف. غير أن الأمر لم يتغير.
اضطر رئيس اللجنة لإبلاغ الشيخ خليل القاسمي بهذه المستجدات، فدعا لعقد اجتماع مع كبار المشايخ بالعاصمة، وتم فعلا اللقاء بين المشايخ بمؤسسة مستقلة. وما أن تم طرح المستجدات للنقاش، حتى ارتفعت أصوات الجلبة بالبهو المحاذي للقاعة، انه 'البلدوزر' يريد الدخول. غير أن الأخ الأصغر للشيخ خليل منعه بحجة أن اللقاء خاص لا يسمح لغير المدعوين بالدخول. لكن 'البلدوزر'، بسلوكه العسكري، تمكن من دفع باب القاعة بقوة والدخول عنوة، ولم ينتظر إذنا ولم يلق تحية، بل خاطب جمع العلماء بصيغة الأمر، موضحا أنه يتحتم عليهم، إذا أرادوا العون، الاستجابة لأوامر الرئاسة، وعلى رأسها عقد المؤتمر قبل الانتخابات البرلمانية التي كانت ستجري في كانون الأول (ديسمبر) 1991 (لقطع الطريق على الجبهة الإسلامية)، وإصدار بيان ختامي يدعو الشعب لعدم التصويت للمعارضة.
رد المشايخ على هذا الرجل بالتوبيخ، مؤكدين له رفضهم القاطع لعرض الرئاسة، وأمروه بالخروج، فأبى ذلك قبل سماع رد كل شيخ، فأحالوا الكلمة الى الشيخ خليل القاسمي بصفته ممثلا عنهم وصاحب الكلمة الفصل. وكعادته بكل سكينة ووقار ذكّر 'الضيف' بأنهم لم يطلبوا شيئا من الرئاسة بل هي التي قدمت عرضها، وهذه المناسبة كافية لرفضه شكلا ومضمونا، وأما موضوع الملتقى فتؤخر مناقشته لأجل غير مسمى، ليقاطعه 'البلدوزر' ضاربا بقبضة يده طاولة الاجتماع بعنف قائلا: 'سينعقد المؤتمر بدونكم'. ولما حاول رئيس اللجنة التحضيرية إبلاغ العربي بلخير بما فعله 'بلدوزرهم'، قطعت كل وسائل الاتصال به.
وقامت 'سلطة الظل' بإعلان عقد مؤتمر للزوايا من جانبها عبر وسائل الإعلام، وقام من الجانب الآخر الشيخ خليل وكوكبة المشايخ بإبلاغ من أمكنهم بحقيقة ما يحاك ضد الشعب باسم الزوايا، ولم يحضر ذلكم الملتقى إلا من لم نتمكن من إبلاغهم وهم قلة، وانسحبوا منه لما لاحظوا غياب كبار العلماء.
لقاء الشاذلي بعد اقالته والمفاجأة
تعتبر زيارة الشيخ خليل القاسمي لفخامة الرئيس الشاذلي بن جديد بعد عزله بفترة وجيزة، سابقة تاريخية، خاصة في تلك الظروف، تقتضي شجاعة أصيلة.
من حق الرئيس الشاذلي بن جديد علي كمواطن، ومن حق الشعب الجزائري علي أن أقتطع هنا جزءا لأعبر عن مفاجأتي بهذا الرجل عند لقائه.
المفاجأة الأولى: أن الرجل كان يقيم مع جميع أفراد أسرته في بيت صهره بحي سكني بوهران، خلاف ما أشيع عنه أنه في قصر رئاسي بمنطقة بوسفر السياحية الخلابة، وأن أفراد أسرته قد فروا خارج الوطن.
الثانية: أن الرجل كان يتمتع بثقافة عالية وذاكرة عجيبة، من خلال تناوله لموضوع حياة الأمير عبد القادر بتفاصيلها العسكرية الدقيقة. وكنت للتو أنهيت مطالعة كتاب أديب حرب عن الأمير، هذا يخالف ما أشيع بين الشعب أنه (الشاذلي) رجل أمي لا يحسن القراءة.
الثالثة: أن الرجل كان فعلا يتمتع بأخلاق وسلوك النبلاء، فحركاته محسوبة بدقة متناهية، من طريقة المشي والقيام والجلوس، الى حركات اليدين. كنت ألاحظ كل حركة لأنتهي أمام حقيقة أنني أمام قائد فذ على أعلى درجات الوعي والمسؤولية.
أقمنا في ضيافته ثلاثة أيام، توزعت بين جلسات عائلية وأخرى مغلقة بين الشيخ والرئيس، وبعد مغادرتنا أعلمني الشيخ بالمفاجأة.
عبر لي الشيخ عن دهشته من المعلومات الكاذبة التي رفعت للرئيس آنذاك، ومنها أن الشيخ هو من طلب الدعم المادي من الرئيس وهو من حدد مكان وزمان المؤتمر وبيانه الختامي، غير أنه انقلب في آخر لحظة إلى صف الجبهة الإسلامية للإنقاذ، لأسباب مجهولة. ولما قام الوالد بسرد الحقائق، أعرب الرئيس عن صدمته مما كان يحاك بأيدي 'سلطة الظل'، وكيف تمكنت من ضرب جدار عازل بينه وبين الشعب، حتى الشخصيات الوطنية لم تتمكن من اختراقه. وأنكر بشكل قاطع أنه أمر بما تعرض له كبار العلماء، أو أنه كان على علم بذلك. لقد كان الموقف صعبا فعلا.
الخلاصة
ما وقع مع الشاذلي بن جديد، بأيدي 'سلطة الظل'، وقع من بعده مع كل من جاء بعده، ولا زال قائما هذا الخطر إلى اليوم. يكفي دلالة على ذلك أن المكنى 'البلدوزر'، الذي استطاع أن يوقع بين مؤسسة الرئاسة وكبار المشايخ، وأن يوقع بين هؤلاء والجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي لا زال بعض قادتها يعتقدون أن الزوايا وقفت ضدهم بتوجيه من السلطة.. هذا الشخص نفسه عومل من قبل مؤسسات الدولة على أنه مستشار للرئيس الحالي، وبعد اتهامه بعمليات اختلاس ادخل السجن لتخرجه 'سلطة الظل' مرة أخرى بعد أقل من عام، وهو اليوم يمارس دور الرئيس الابدي لجمعية وطنية دينيه كبيرة شكلا، فارغة ضمنا، ويمارس وظائف أخرى باسم أعلى هيئة في الوطن مع الأسف الشديد.
لا يكمن لرئيس الجمهورية كائنا من كان، أن يحيط بكل شيء علما، ولا أن يمسك بجميع خيوط الحكم، خاصة إذا تميز النظام بهشاشة المؤسسات.
وعلى هذا الأساس أدعو الوجوه السياسية العريقة أمثال السادة عبد الحميد مهري والاخضر الإبراهيمي وأحمد طالب الابراهيمي وحسين آيت أحمد وأحمد (علي) محساس، وغيرهم من الرعيل الأول بأن يسمعوا صوتهم عاليا للرئيس، ويساعدوه على كنس هذه الأشباح من مؤسسات الدولة. فهم أدرى الناس بأن الجزائر في وضع دقيق وخطير، ولا يمكن لشخص واحد أن ينهض بها، ولا يغفر لهم أن يغادروها وهي أسيرة مصالح هذه الأشباح.
كما أدعو تلامذة الشيخ خليل القاسمي بحق أياديه البيضاء عليهم، وقد أخرجهم من ظلام الجهل إلى نور العلم، حين احتضنهم على فقرهم وقلة حيلتهم في المعهد القاسمي، ليصبحوا اليوم كوادر سامية في الدولة، فمنهم إسماعيل دبش مستشار الرئيس، وعز الدين ميهوبي وزير الإعلام الحالي، وغيرهم كثير عددهم بالآلاف.. أدعوهم جميعا لتذكر أيامهم الأولى، فحال الشعب اليوم كحالهم بالأمس، وعليهم أن يصدقوا النصيحة للرئيس ويبلغوه بصدق المعلومات، ويضحوا ولو بأنفسهم من أجل تطهير مؤسسات الدولة من هذه الأشباح السرطانية. وليذكروا أن ما هم عليه اليوم إنما نتيجة تضحيات الوالد رحمه الله، وانتصاره على كل ترغيب وترهيب في سبيل بنائهم وإعدادهم للنهوض بالجزائر. أرجو من الله ألا يخيب جهده وتضحياته.
الحمد لله أني لا أشغل وظيفة أخشى على كرسيها. والحمد لله أني لا انتمي لأي حزب فيحمل كلامي بما يخدم هذا أو ذاك. والحمد لله أن الشاذلي بن جديد ليس في السلطة وإلا حسبت شهادتي مداهنة. والحمد لله أن اتسعت جريدة 'القدس العربي' لشهادتي بعد أن ضاقت عني غيرها. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: دور بعض أفراد 'سلطة الظل' في صناعة المواقف.. الجزائر نموذجا
جينستا
مجهودك مميز ورائع
مجهودك مميز ورائع
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» المسؤولية العربية القومية ,,, أزمة السودان نموذجا
» حقيقة التباين في المواقف العربية حيال المسألة الفلسطينية
» مدمن مخدرات يقتل 8 من أفراد أسرته
» نوكيا تدخل عالم صناعة الكمبيوتر المحمول
» بوتين يقود سيارة لادا لدعم صناعة السيارات الروسية
» حقيقة التباين في المواقف العربية حيال المسألة الفلسطينية
» مدمن مخدرات يقتل 8 من أفراد أسرته
» نوكيا تدخل عالم صناعة الكمبيوتر المحمول
» بوتين يقود سيارة لادا لدعم صناعة السيارات الروسية
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome