التعامل الغامض مع حق العودة يحمل عناصر قلق إلى لبنان

من طرف legacy11 الخميس يونيو 25, 2009 10:54 pm

تبلّغ المسؤولون اللبنانيون ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيعلن خطته للسلام من اجل معاودة المفاوضات وفق سقف زمني وآليات للتنفيذ ولمراقبة مدى تقيد الاطراف المعنيين بالتزاماتهم حيال جهود السلام لانهاء الصراع على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية مع اسرائيل. رحّب لبنان بما يخطط له الرئيس الاميركي لكنه في الوقت نفسه ابدى قلقه حيال موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، في حين ان عدداً كبيراً منهم يقيمون في معظم المحافظات اللبنانية ويشكلون خللاً في التوازن السكاني لا يمكن تحمله، وكرّر ذلك امس في الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة لاتخاذ موقف موحد من خطابي اوباما ونتنياهو الاخيرين حول السلام في الشرق الاوسط تمهيداً لاحلال التسوية للصراع العربي – الاسرائيلي. واثبت مجلس وزراء الخارجية العرب غير العادي في بيانه الختامي "ضرورة التوصل الى حل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ورفض اشكال التوطين، بما يضمن حق العودة الكريمة لهم". وذكر البيان ايضاً انه "يترتب على اسرائيل انهاء الاراضي المحتلة في جنوب لبنان وفقاً لقرارات مجلس الامن ذات الصلة". ولبنان كما بقية الدول الاعضاء وبالاجماع من دون استثناء يؤيد انهاء جميع انواع الاستيطان.
ويرى المسؤولون ان المشكلة الحقيقية المطروحة تكمن في طريقة معالجة واشنطن لرفض اسرائيل وقف الاستيطان لا سيما بعد القرار العربي الجامع الذي صدر امس في القاهرة.
وأفاد وزراء عرب شاركوا في اجتماع القاهرة الوزاري "النهار" ان اوباما يضع كل ثقله لمنع الانشطة الاستيطانية على اشكالها ولكن من دون نتيجة حتى الآن، بل على النقيض من ذلك جاهر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امام نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون بان بلاده لن تتجاوب مع هذا الطلب، بل ترى ان الاستيطان ليس عقبة امام معاودة المفاوضات توصلا الى السلام، وهذا ما جعل اوباما يحجم عن استقباله في البيت الابيض.
ورأوا ان هذا التصلب الاسرائيلي لا يزال يشكل العائق الحقيقي وسيبلغ الوزراء الاعضاء في "لجنة المبادرة العربية للسلام" ولبنان من ضمنها والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، غدا الجمعة ما قرره العرب في مصر الى اعضاء "اللجنة الرباعية الدولية" التي ستعقد في ترييستا في ايطاليا. والمعلوم ان اللجنة تضم وزراء خارجية اميركا وروسيا والدولة التي تترأس دورة الاتحاد الاوروبي السنوية والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون وسيتمحور الموقف الوزاري العربي على وجوب ان تؤمن اسرائيل الظرف المناسب للجلوس معها الى طاولة المفاوضات والافراج عن الاسرى والمعتقلين العرب في السجون الاسرائيلية والعودة الى خطوط 28 ايلول 2000.
واستغربوا المرونة التي ابداها اوباما، والتي تمثلت بوصفه الدولة الفلسطينية التي رسمها بنيامين نتنياهو على مزاجه بانها "خطوة ايجابية" واعتباره ان قضية اعادة اللاجئين الى ديارهم "صعبة"، فيما نتنياهو وليبرمان متمسكان بالاستيطان كأنهما يرميان الى اسقاط خطة اوباما وعزمه على التوصل الى تسوية للنزاع في الشرق الاوسط.
وسألوا كيف يمكن اوباما ان يقنع اسرائيل بان تكون مرنة وتتعاون معه لاطلاق عملية التفاوض؟ واشاروا الى ان الترحيب العربي بالجهود التي يبذلها لا يمكن ان تعني التجاوب مع ما تريده الدولة العبرية من شروط. وتوقعوا بلورة الامور بدءا من النصف الاول من الشهر المقبل وبعد ذلك يمكن معرفة ما سيقرره اوباما لاطلاق عملية التفاوض او تأجيلها تفاديا لاعلان الاخفاق والخضوع لنتنياهو ولليبرمان.