اوباما يقر بـ «عجز» اميركا عن اجبار اطراف الصراع على صنع السلام

دريسدن - وكالات الانباء

طالب الرئيس الاميركي باراك اوباما العرب و الفلسطينين بالقيام بـ "خيارات صعبة" عبر تقديم تنازلات لاسرائيل ، في حين واصل التعاطف مع "معاناة" اليهود عبر تكريم ما يعرف بقتلى "المحرقة" وابدائه تفهما كبيرة لصعوبة موقف رئيس الحكومة المتطرفة بنيامين نتنياهو.

واعلن أوباما انه واثق من امكانية تحقيق تقدم جاد في عملية السلام في الشرق الاوسط هذا العام. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مدينة دريسدن بشرق المانيا "انا واثق من اننا اذا ثابرنا وبدأنا مبكرا يمكننا ان نحقق بعض التقدم الجاد هذا العام" ، مطالبا الفلسطينيين ان يحسموا القضايا التي تخصهم والا ستجد اسرائيل صعوبة في تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط قدما.

وأكد الرئيس الأمريكي أنه يدرك تماما صعوبة إيجاد حل للصراع في منطقة الشرق الأوسط ، قائلا إن الولايات المتحدة لن يمكنها وحدها التوصل إلى حل لهذه المشكلة أو إجبار أطراف النزاع على قبول الحل السلمي. مؤكدا إن الوقت قد حان للتعامل مع إيجاد حل على أساس دولتين ، داعيا العرب والاسرائيليين الى القيام "بخيارات صعبة" لبلوغ السلام المستند الى تعايش بين دولتين ، فلسطينية واسرائيلية. وقال "اوجدنا فضاء ، مناخا لاستئناف المفاوضات". لكنه تدارك ان الولايات المتحدة لا تستطيع اجبار الفرقاء المعنيين على صنع السلام ، بل يمكنها فقط مساعدتهم في تجاوز الخلافات.

ودعا الفلسطينيين والعرب الى "خيارات صعبة" عبر تقديم تنازلات لاسرائيل ، مؤكدا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس احرز بعض التقدم "ولكنه ليس كافيا" ، موضحا انه ينتظر من الفلسطينيين ان يضعوا حدا "للتصريحات التي تحض على كره" الدولة العبرية ، ويريد ان يكون العرب مستعدين لاقامة "تبادل تجاري ودبلوماسي" مع اسرائيل في حال التزمت السلام. وجدد مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، مذكرا بان اسرائيل سبق ان التزمت هذا الامر. وقال اوباما "اقر بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيواجه صعوبة كبيرة على الصعيد السياسي" لاتخاذ تدابير مماثلة.

بدورها ، اعلنت ميركل انه مع اوباما "لدينا فرصة فريدة لاعطاء دفع جديد لعملية المفاوضات هذه" ، معتبرة ان "الخطاب في القاهرة شكل بابا مفتوحا على العالم العربي ، وينبغي ان يليه تقدم ملموس". واكدت ان المجتمع الدولي "ينوي" المضي قدما ويملك فرصة تاريخية للقيام بذلك ، "خصوصا لان دولا كثيرة في العالم العربي لها مصلحة كبرى في هذا التقدم ، كونها تحتاج الى الامن من اجل تنميتها الاقتصادية".

وبعدما أدان انكار وجود المحرقة في القاهرة ، عزز الرئيس الاميركي هذا الموقف عبر زيارته مع ميركل معسكر بوشنفالد السابق 200( كلم غرب دريسدن) احد رموز ما يعرف بـ"المحرقة" ، كما الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ، الذي وصف محارق النازي هذا الاسبوع مجددا بأنها "خدعة كبرى" ، أن يزور موقع معسكر اعتقال بوخنفالد.

من ناحية ثانية ، جدد أوباما استعداد واشنطن لإجراء حوار موسع مع إيران ، وشدد على ضرورة وضع حد لسباق التسلح في منطقة الشرق الأوسط.و قال ان الولايات المتحدة مستعدة "لحوار جاد" مع ايران وان الوقت حان لاقرار السلام في الشرق الاوسط ، مضيفا" يجب ان نتفادى سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط".

الى ذلك صرح الرئيس الاميركي ان حكومته لم تطلب "التزامات حازمة" من المانيا لتتكفل بمعتقلين سابقين في غوانتانامو ، مضيفا انه لا يتوقع ان تتم تسوية المشكلة "في غضون شهرين او ثلاثة" ، بل يجب مواصلة المناقشات مع الاوروبيين من اجل ايجاد حل. وحول قضية المناخ ، اقر أوباما انه سيكون من الصعب اقناع دول أقل ثراء مثل الصين بقطع تعهدات تستهدف الحد من ظاهرة تغيرالمناخ.

ميرسي جانيستا علي الاخبار