لاجئو الصومال في اليمن : لا امل بالعودة الى الوطن

اليمن - كينيا - وكالات الأنباء

عندما وصلت فاطمة عبدالله محمود الى اليمن قادمة من بلادها الصومال عام 1992 ، اي بعيد انطلاق الحرب الاهلية في مقديشو ، كانت تعتقد ان اقامتها لن تتجاوز بضعة اشهر. الا انها ، وبعد 17 عاما ، ما تزال في اليمن نظرا الى استمرار تردي الاوضاع في بلدها حيث يستمر القتال ، وهي مضطرة للبقاء على ما يبدو.

وتجسد قصة هذه المراة الاربعينية ماساة عشرات الالاف من مواطنيها الذين عبروا خليج عدن مخاطرين بحياتهم خلال السنوات الماضية ووجدوا انفسهم غير قادرين على التحرك من اليمن احد افقر بلدان العالم. وقالت فاطمة في مدينة بساتين المتاخمة لعدن ، كبرى مدن جنوب اليمن ، "عندما اتحدث عن الصومال ، يخاف اولادي".وغالبا ما يطلق على بساتين اسم "الصومال الصغيرة" بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين الصوماليين الذين استقروا فيها. ويعيش في المدينة حوالى اربعين الف نسمة بينهم من 14 الى 17 الف لاجئ صومالي. الا ان هؤلاء لا يشكلون الا نسبة صغيرة من الصوماليين اللاجئين في اليمن.

وتختلف تقديرات عدد اللاجئين الصوماليين بين السلطات اليمنية وبين مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين.وقالت كلير بورجوا التي تمثل المفوضية في اليمن ان "العدد الرسمي بالنسبة لنا هو 142 الفا ، بينما الحكومة اليمنية تقول ان عددهم يبلغ نصف مليون شخص".وفي مجالسهم الخاصة ، يشير بعض المسؤولين اليمنيين الى ارقام اكبر حتى ، مثل 800 الف لاجئ او حتى مليون لاجئ. الا ان هذه التقديرات بحسب بورجوا لا تستند الى اي اساس ملموس ، مع العلم ان مفوضية الامم المتحدة تقوم بتسجيل جميع اللاجئين الصوماليين الذي يصلون الى الشواطئ اليمنية الجنوبية بواسطة مهربين صوماليين.

ومعركة الارقام هذه مهمة لانها تظهر تنامي المشاعر السلبية عموما في اليمن ازاء اللاجئين الصوماليين. وحاليا ، تمنح السلطات اليمنية تلقائيا صفة لاجئ لكل صومالي يصل الى اراضيها ، والصوماليون هم الوحيدون الذين يستفيدون من هذا الوضع المميز. وتسري منذ عدة اشهر شائعات حول عزم الحكومة وقف العمل بهذه المعاملة المميزة مع الصوماليين.وقال رئيس بعثة منظمة اطباء بلا حدود - اسبانيا في اليمن فرانسيسكو اوتيرو فيلار ان الوضع الاقتصادي في اليمن حيث تبلغ معدلات البطالة %40 على الاقل ، "لا تترك مساحة للاجئين" مشيرا خصوصا الى "تصاعد الخطاب المعادي للاجانب". فالصوماليون ليسوا لاجئي حرب فقط ، بل هم ايضا لاجئون اقتصاديون. وقال فيلار "انهم يقولون ذلك علنا لانهم يعرفون انهم يتمتعون بصفة لاجئ".

وفي 2008 ، عبر اكثر من خمسين الف شخص غالبيتهم من الصوماليين ، خليج عدن ، اي بزيادة نسبتها %70 مقارنة بالعام 2007 ، وذلك بحسب المفوضية العليا للاجئين. وقضى 590 شخصا غرقا خلال هذا العبور ، وما زال 359 شخصا في عداد المفقودين ، وهم توفوا ايضا على الارجح.

إلى ذلك ، قال موظفون بالامم المتحدة امس ان صوماليين يفرون من الحرب والجوع في بلادهم يتدفقون على كينيا المجاورة بمعدل يبلغ متوسطه سبعة الاف شخص كل شهر ليزيدوا من حجم اكبر مستوطنة للاجئين في العالم.

ميرسي جانيستا علي الاخبار