المواضيع الأخيرة
بحـث
المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية
3 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية
ارتبطت المذهبية دائما في التاريخ الإسلامي بأبعاد سياسية ؛ تستغل الدين كإيديولوجيا في الصراع السياسي الدائر. ومن هذا المنظور يمكن أن نقرأ الانشطار الذي حدث بدايات التاريخ الإسلامي؛ و الذي أفصح فيما بعد عن تيارين مذهبيين كبيرين؛ كل تيار يستغل تأويله للنص الديني لفرض هيمنته المذهبية/السياسية.
وإذا عدنا إلى فترة حدوث هذا الانشطار المذهبي؛ فإننا لا نعثر على خلافات دينية ترتبط بتصور كل تيار للمسألة الدينية؛ بل إن الأمر يرتبط في العمق بخلاف سياسي حول من يمتلك الاستخلاف بعد الرسول.
وبما أن الأمويين كعائلة قرشية قوية؛ تمكنت من السيطرة عنوة على الخلافة؛ على يد معاوية بن أبي سفيان؛ فإنها حاولت بناء إيديولوجيتها الخاصة التي تمكنها من ربح المعركة ضد علي بن أبي طالب وأنصاره؛ الذين تشيعوا له (تبعوه) فسموا فيما بعد بالشيعة (شيعة علي أي أتباعه الذين انتصروا له).
لذلك فإن ما يسمى بمذهب السنة؛ لا يجد أي تفسير واضح؛ خارج الإيديولوجيا التي صاغته؛ واعتمدته كأداة للصراع السياسي؛ والاستفراد بأمور الحكم؛ ولذلك فإن المعنى الحقيقي لهذا التيار؛ لا يخرج عن الإيديولوجيا السياسية الأموية؛ التي استغلت رجال الدين في بناء تصورها الإيديولوجي؛ عبر تأويل النص الديني لخدمة مصالحها السياسية والاستفراد بالحكم .
وفي نفس السياق؛ يمكن أن نفهم كذلك ما يرتبط بالمذهب الشيعي؛ فهو لم يعتمد في البداية على أسس عقائدية أو تشريعية مخالفة للتيار السني؛ بل إن هذا المذهب نفسه جاء كرد فعل ضد العنف الإيديولوجي؛ الذي مارسه الأمويون؛ حيث ظهر على الساحة أتباع علي بن أبي طالب - المقهور- في مواجهته ضد معاوية بن أبي سفيان؛ ولذلك فقد اعتبرت تبعيتهم لعلي تشيعا له؛ وأطلق على هؤلاء الأتباع اسم الشيعة (الذين تشيعوا لعلي أي الذين تبعوه).
بناء على هذه المعطيات التاريخية؛ لا يمكن أن نتحدث داخل الإسلام عن تيارين دينيين؛ بل على الأصح يمكن الحديث عن تيارين سياسيين؛ لكل تيار سياسي إيديولوجيته الدينية التي يعتمدها في الصراع؛ عبر تأويل النصوص الدينية؛ لتخدم مصالحه السياسية.
لقد مر زمن طويل يقاس بالقرون على هذه الأحداث؛ لكن أثرها لم يمح بعد من الذاكرة الإسلامية؛ بل على العكس من ذلك، يمكن اعتباره مكبوتا ظل راقدا في اللاشعور الجمعي؛ من دون أن ينجح الحسم معه في مراحل تاريخية طويلة؛ مليئة بالتحولات.
لقد شكل استيلاء الأمويين على السلطة؛ وتحويل نظام الحكم إلى ملك متوارث جرحا غائرا في ذاكرة أتباع علي المضطهدين؛ والذين تعرضوا لأبشع صنوف الإقصاء والاضطهاد. إن هؤلاء هم الذين سيعملون في ما بعد على بناء تصور معارض للتصور الأموي؛ والذي سيبدأ سياسيا؛ بينما سيتحول مع مرور الزمن إلى تصور مذهبي.
وقد وجد هؤلاء إلى جانبهم ذخيرة بشرية؛ تتكون من شعوب حديثة العهد بالإسلام؛ مثل الفرس؛ الذين لم يخفوا نزعتهم للمشاركة في نظام الحكم والاستفادة من الكعكة؛ خصوصا وأنهم يمتلكون رأسمالا ماديا ورمزيا؛ يرتبط بماضيهم الإمبراطوري المزدهر و المتطور .
لذلك سيجدون في الدعوة الجديدة؛ التي تعارض نظام الحكم الأموي القائم فرصة ذهبية؛ لتشكيل تصور سياسي بديل؛ يمكنهم من الانخراط في نظام حكم بديل؛ سيعملون على بلورته فيما بعد؛ عبر تشكيل معارضة قوية.
ولعل ما يؤكده التاريخ هو أن العباسيين في صراعهم ضد بني أمية؛ استغلوا الجنس الفارسي؛ لتحقيق حلم الانتصار على الأمويين؛ بعد صراعات دامية دارت رحاها بين الطرفين؛ مستغلين في ذلك تلك الحرب الشعواء التي شنها الأمويون على الأجناس غير العربية في الدولة .
لكن الجنس الفارسي الذي دعم العباسيين في صراعهم ضد بني أمية استفاد بشكل كبير من كعكة الحكم؛ حيث تقلد الكثير من الفرس مناصب سياسية مرموقة؛ وأصبحت لهم كلمتهم الفصل في شؤون الدولة؛ وهذا ما مكنهم من إرساء الدعائم الإيديولوجية لمذهبهم؛ مستغلين في ذلك الإمكانات التي وفرتها لهم الدولة الجديدة؛ وقد استغلوا كذلك التقارب مع بني العباس؛ حيث ينتمي الطرفان معا إلى شجرة النبي (بنو العباس ينتمون إلى العباس عم النبي والشيعة هم أتباع علي ابن عم النبي)؛ بالإضافة إلى تحالف الطرفين معا في مواجهة عدو واحد هو الدولة الأموية .
لقد ظهرت إذن خلال هذه المرحلة البوادر الأولى لمذهب بدأ يفصح عن تماسكه الإيديولوجي (الإيديولوجية الشيعية) في مواجهة الأمويين (الإيديولوجية السنية)؛ وطوال مراحل هذا البناء المذهبي؛ كان الهاجس السياسي هو الموجه؛ من دون أي حضور لمعالم أي تعددية دينية.
وإذا عدنا إلى فترة حدوث هذا الانشطار المذهبي؛ فإننا لا نعثر على خلافات دينية ترتبط بتصور كل تيار للمسألة الدينية؛ بل إن الأمر يرتبط في العمق بخلاف سياسي حول من يمتلك الاستخلاف بعد الرسول.
وبما أن الأمويين كعائلة قرشية قوية؛ تمكنت من السيطرة عنوة على الخلافة؛ على يد معاوية بن أبي سفيان؛ فإنها حاولت بناء إيديولوجيتها الخاصة التي تمكنها من ربح المعركة ضد علي بن أبي طالب وأنصاره؛ الذين تشيعوا له (تبعوه) فسموا فيما بعد بالشيعة (شيعة علي أي أتباعه الذين انتصروا له).
لذلك فإن ما يسمى بمذهب السنة؛ لا يجد أي تفسير واضح؛ خارج الإيديولوجيا التي صاغته؛ واعتمدته كأداة للصراع السياسي؛ والاستفراد بأمور الحكم؛ ولذلك فإن المعنى الحقيقي لهذا التيار؛ لا يخرج عن الإيديولوجيا السياسية الأموية؛ التي استغلت رجال الدين في بناء تصورها الإيديولوجي؛ عبر تأويل النص الديني لخدمة مصالحها السياسية والاستفراد بالحكم .
وفي نفس السياق؛ يمكن أن نفهم كذلك ما يرتبط بالمذهب الشيعي؛ فهو لم يعتمد في البداية على أسس عقائدية أو تشريعية مخالفة للتيار السني؛ بل إن هذا المذهب نفسه جاء كرد فعل ضد العنف الإيديولوجي؛ الذي مارسه الأمويون؛ حيث ظهر على الساحة أتباع علي بن أبي طالب - المقهور- في مواجهته ضد معاوية بن أبي سفيان؛ ولذلك فقد اعتبرت تبعيتهم لعلي تشيعا له؛ وأطلق على هؤلاء الأتباع اسم الشيعة (الذين تشيعوا لعلي أي الذين تبعوه).
بناء على هذه المعطيات التاريخية؛ لا يمكن أن نتحدث داخل الإسلام عن تيارين دينيين؛ بل على الأصح يمكن الحديث عن تيارين سياسيين؛ لكل تيار سياسي إيديولوجيته الدينية التي يعتمدها في الصراع؛ عبر تأويل النصوص الدينية؛ لتخدم مصالحه السياسية.
لقد مر زمن طويل يقاس بالقرون على هذه الأحداث؛ لكن أثرها لم يمح بعد من الذاكرة الإسلامية؛ بل على العكس من ذلك، يمكن اعتباره مكبوتا ظل راقدا في اللاشعور الجمعي؛ من دون أن ينجح الحسم معه في مراحل تاريخية طويلة؛ مليئة بالتحولات.
لقد شكل استيلاء الأمويين على السلطة؛ وتحويل نظام الحكم إلى ملك متوارث جرحا غائرا في ذاكرة أتباع علي المضطهدين؛ والذين تعرضوا لأبشع صنوف الإقصاء والاضطهاد. إن هؤلاء هم الذين سيعملون في ما بعد على بناء تصور معارض للتصور الأموي؛ والذي سيبدأ سياسيا؛ بينما سيتحول مع مرور الزمن إلى تصور مذهبي.
وقد وجد هؤلاء إلى جانبهم ذخيرة بشرية؛ تتكون من شعوب حديثة العهد بالإسلام؛ مثل الفرس؛ الذين لم يخفوا نزعتهم للمشاركة في نظام الحكم والاستفادة من الكعكة؛ خصوصا وأنهم يمتلكون رأسمالا ماديا ورمزيا؛ يرتبط بماضيهم الإمبراطوري المزدهر و المتطور .
لذلك سيجدون في الدعوة الجديدة؛ التي تعارض نظام الحكم الأموي القائم فرصة ذهبية؛ لتشكيل تصور سياسي بديل؛ يمكنهم من الانخراط في نظام حكم بديل؛ سيعملون على بلورته فيما بعد؛ عبر تشكيل معارضة قوية.
ولعل ما يؤكده التاريخ هو أن العباسيين في صراعهم ضد بني أمية؛ استغلوا الجنس الفارسي؛ لتحقيق حلم الانتصار على الأمويين؛ بعد صراعات دامية دارت رحاها بين الطرفين؛ مستغلين في ذلك تلك الحرب الشعواء التي شنها الأمويون على الأجناس غير العربية في الدولة .
لكن الجنس الفارسي الذي دعم العباسيين في صراعهم ضد بني أمية استفاد بشكل كبير من كعكة الحكم؛ حيث تقلد الكثير من الفرس مناصب سياسية مرموقة؛ وأصبحت لهم كلمتهم الفصل في شؤون الدولة؛ وهذا ما مكنهم من إرساء الدعائم الإيديولوجية لمذهبهم؛ مستغلين في ذلك الإمكانات التي وفرتها لهم الدولة الجديدة؛ وقد استغلوا كذلك التقارب مع بني العباس؛ حيث ينتمي الطرفان معا إلى شجرة النبي (بنو العباس ينتمون إلى العباس عم النبي والشيعة هم أتباع علي ابن عم النبي)؛ بالإضافة إلى تحالف الطرفين معا في مواجهة عدو واحد هو الدولة الأموية .
لقد ظهرت إذن خلال هذه المرحلة البوادر الأولى لمذهب بدأ يفصح عن تماسكه الإيديولوجي (الإيديولوجية الشيعية) في مواجهة الأمويين (الإيديولوجية السنية)؛ وطوال مراحل هذا البناء المذهبي؛ كان الهاجس السياسي هو الموجه؛ من دون أي حضور لمعالم أي تعددية دينية.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية
ميرسي جانيستا علي المجهود
دودو- عضو متميز
-
عدد الرسائل : 4345
العمر : 35
نقاط : 3124
تاريخ التسجيل : 02/02/2009
رد: المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية
جينستا
مجهودك مميز ورائع
مجهودك مميز ورائع
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
» ضبط لصين صورتهما خدمة جوجل للخرائط في هولندا
» غوغل يطلق خدمة الترجمة من وإلى الفارسية
» الاتصالات السعودية تتيح خدمة «اسألني» لعملائها المسافرين
» سوني ستطرح خدمة لتحميل ملفات الفيديو الموسيقية
» ضبط لصين صورتهما خدمة جوجل للخرائط في هولندا
» غوغل يطلق خدمة الترجمة من وإلى الفارسية
» الاتصالات السعودية تتيح خدمة «اسألني» لعملائها المسافرين
» سوني ستطرح خدمة لتحميل ملفات الفيديو الموسيقية
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome