المواضيع الأخيرة
بحـث
المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
4 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
عرض قسّ على راهبة أن يصطحبها بسيارته من الدير الذي يقطنان فيه إلى الكنيسة، وما أن انطلقت المركبة بهما حتى وضع القسّ يده على ساق الراهبة التي بادرته:
يا أبانا هل تتذكر وصيّة "المزمور-129"؟
أعاد القس يده إلى عجلة القيادة، ولكنه سرعان ما أعاد وضعها على ساق الراهبة مجدّداً ..
يا أبانا أذكّرك بالمزمور-129..
المعذرة .. المعذرة، لن أعيدها ثانية .. كم هي خطّاءة هذه النفس البشرية!
وصلا إلى الكنيسة، فرمقته الراهبة بنظرة مؤنّبة وأطلقت تنهيدة حسرة .. ثم نزلت ..
هرع القسّ إلى الكنيسة وفتح الكتاب المقدّس فوجد في المزمور-129 الآتي: "واصل السعي، حقّق ما تصبو إليه، ابلغ منتهاه.." ..
ثم ذُيّلت القصة بالعبرة التالية: "إنّ عدم إحاطتك بتفاصيل عملك من شأنه أن يفوّت عليك فرصاً ذهبية"!
بعيداً عمّا تستبطنه هذه العبرة من نصيحة خسيسة، حيث تصوّر أن القسّ فوّت على نفسه فرصة ذهبية (!) عندما لم يواصل ما بدأه من تحرّش بالراهبة، ما لفتني هنا – ودائماً - هو أن التجّار ورجال الأعمال والإداريين لا يتركون طريقة، أو قصة، أو حكاية، أو طرفة، أو موروث ثقافي، أو ديني أو مناسبة، أو أي وسيلة تواصل وإقناع كلاسيكية أو حديثة لتثبيت قيم العمل التي يؤمنون بها لدى موظّفيهم، أو للترويج لخدماتهم والبضائع التي ينتجونها إلاّ توسّلوا بها، ناهيك عن اللجوء إلى الكذب، والخداع، والتمويه، بحجة أن الغاية تبرّر الوسيلة، فأُلّفت آلاف الكتب في أخلاقيات العمل، وطرق التعامل مع الزبائن لكسبهم، وأُسّست مئات مراكز التدريب، وابتُدعت عشرات السبل لإلزامهم بمواثيق شرف تحافظ على سمعة الشركة أو المؤسسة التي ينتمون إليها بغض النظر عن الخدمات أو البضائع التي تقدّمها أكانت شركة تأمين على الحياة، أو مصنع لصناعة منظّف لبلاط الحماّمات، أو لإنتاج مبيد حشري!!
على النقيض من ذلك تماماً المؤسسة الدينية (الله يرحمها) وعلى رأسها بعض رجال الدين (المحنّطين) قلباً، وقالباً، فبقدر ما تقدّم عالم التجارة والصناعة تخلّفت المؤسسة الدينية، فاستُثمرت حتى استُنفذت كل الطاقات لضمان المزيد من الانتعاش في عالم المادّيات، بينما حوربت ووُئدت كل محاولة إصلاح داخلية أو خارجية أو (عملية إنعاش) لجسد المؤسسة الدينية، وفي معظم الأحوال كان الوأد بأيدي رجال الدين المتعصّبين الجامدين، أعداء التجديد، الذين لا ينشطون إلاّ في الشرّ إما بتشويه سمعة المصلحين إن قامت لأحدهم قائمة، أو الطعن في آرائهم ونواياهم، أو بتعميق الخلافات الطائفية ونفخها، وإعادة الناس إلى كهوف القرون السالفة واستنزافهم لحفظ مقاماتهم.
أزمة المؤسسة الدينية التقليدية أنها مصابة بداء الغرور والرضا عن النفس، وبالتالي لا ينتابها أي شعور بالتهديد من مشاكل داخلية أو خارجية، ولا تعترف بوجود حالة طوارئ يتطلّب منها التحرّك لإصلاح فسادها، ولا ترى البتة أنها معنيّة بالتخفيف من الأزمات الاجتماعية والأخلاقية والتربوية العالمية، فإما أن تكتفي بدور المراقب، أو أن تأخذ دور الشامت المتندّر على من حوله، مع أنها ليست بأحسن حال من غيرها من قبل ومن بعد.
عندما أتأمل المؤسسات التجارية التي أخلصت لوظيفتها وموظّفيها وزبائنها ومجتمعاتها وإن تلخّص دورها في بيع الكماليات للناس كالشوكولاتة أو المشروبات الغازية، أو أدوات تنظيف أو أي شيء كان، وأقارنها بحال المؤسسة الدينية وتردّيها مؤسّساتياً، وبالتالي قصورها وتخلّفها عن المساهمة في عملية الإصلاح الحقيقي بما يتناسب وحجم التحدّيات التي تواجه المجتمع الإنساني، وتخاذلها عن أداء رسالتها رغم ما تدّعي لنفسها من أهمية .. أتأمّل ذلك فتقرع أذني صرخة للإمام علي (ع) حيث كان يقول لمن معه من المتخاذلين عن نصرة الحق: "لوددت أن معاوية صارفني بكم مصارفة الدرهم بالدينار، فأعطيه عشرة منكم ويعطيني واحداً منهم"، فأود أن أقول كما قال، فنستبدل عشرة رجال دين متخاذلين برجل دنيا مخلص لوطنه، وعمله، ورسالته في الحياة.
يبدو أن المؤسسة الدينية جعلت لها (أذن من طين وأذن من عجين) تجاه الانتقادات التي توجّه إليها، وخاصة إذا نذر أتباعها أنفسهم للدفاع عن أخطائها كلما ارتفع صوت ينادي بتنقيتها مما أصابها من فساد، لذا فإنها لا ترى نفسها مسئولة عن أيّ من مشاكل العالم لا الاقتصادية منها ولا الأخلاقية ولا الاجتماعية ولا التربوية، مع العلم أنها لو كانت تعمل في العقود بل القرون الماضية بنفس إخلاص المؤسسة التجارية لاستطاعت أن تكبح جماح الفساد وتخفّف من أضرار الشرّ الذي خلت له الساحة فعبث فيها كما شاء.
بالمناسبة فإن العبارة المذكورة آنفاً بأنها المزمور- 129، ليست صحيحة، ولا أدري من أين اختلقها راوي القصة ولماذا!
يا أبانا هل تتذكر وصيّة "المزمور-129"؟
أعاد القس يده إلى عجلة القيادة، ولكنه سرعان ما أعاد وضعها على ساق الراهبة مجدّداً ..
يا أبانا أذكّرك بالمزمور-129..
المعذرة .. المعذرة، لن أعيدها ثانية .. كم هي خطّاءة هذه النفس البشرية!
وصلا إلى الكنيسة، فرمقته الراهبة بنظرة مؤنّبة وأطلقت تنهيدة حسرة .. ثم نزلت ..
هرع القسّ إلى الكنيسة وفتح الكتاب المقدّس فوجد في المزمور-129 الآتي: "واصل السعي، حقّق ما تصبو إليه، ابلغ منتهاه.." ..
ثم ذُيّلت القصة بالعبرة التالية: "إنّ عدم إحاطتك بتفاصيل عملك من شأنه أن يفوّت عليك فرصاً ذهبية"!
بعيداً عمّا تستبطنه هذه العبرة من نصيحة خسيسة، حيث تصوّر أن القسّ فوّت على نفسه فرصة ذهبية (!) عندما لم يواصل ما بدأه من تحرّش بالراهبة، ما لفتني هنا – ودائماً - هو أن التجّار ورجال الأعمال والإداريين لا يتركون طريقة، أو قصة، أو حكاية، أو طرفة، أو موروث ثقافي، أو ديني أو مناسبة، أو أي وسيلة تواصل وإقناع كلاسيكية أو حديثة لتثبيت قيم العمل التي يؤمنون بها لدى موظّفيهم، أو للترويج لخدماتهم والبضائع التي ينتجونها إلاّ توسّلوا بها، ناهيك عن اللجوء إلى الكذب، والخداع، والتمويه، بحجة أن الغاية تبرّر الوسيلة، فأُلّفت آلاف الكتب في أخلاقيات العمل، وطرق التعامل مع الزبائن لكسبهم، وأُسّست مئات مراكز التدريب، وابتُدعت عشرات السبل لإلزامهم بمواثيق شرف تحافظ على سمعة الشركة أو المؤسسة التي ينتمون إليها بغض النظر عن الخدمات أو البضائع التي تقدّمها أكانت شركة تأمين على الحياة، أو مصنع لصناعة منظّف لبلاط الحماّمات، أو لإنتاج مبيد حشري!!
على النقيض من ذلك تماماً المؤسسة الدينية (الله يرحمها) وعلى رأسها بعض رجال الدين (المحنّطين) قلباً، وقالباً، فبقدر ما تقدّم عالم التجارة والصناعة تخلّفت المؤسسة الدينية، فاستُثمرت حتى استُنفذت كل الطاقات لضمان المزيد من الانتعاش في عالم المادّيات، بينما حوربت ووُئدت كل محاولة إصلاح داخلية أو خارجية أو (عملية إنعاش) لجسد المؤسسة الدينية، وفي معظم الأحوال كان الوأد بأيدي رجال الدين المتعصّبين الجامدين، أعداء التجديد، الذين لا ينشطون إلاّ في الشرّ إما بتشويه سمعة المصلحين إن قامت لأحدهم قائمة، أو الطعن في آرائهم ونواياهم، أو بتعميق الخلافات الطائفية ونفخها، وإعادة الناس إلى كهوف القرون السالفة واستنزافهم لحفظ مقاماتهم.
أزمة المؤسسة الدينية التقليدية أنها مصابة بداء الغرور والرضا عن النفس، وبالتالي لا ينتابها أي شعور بالتهديد من مشاكل داخلية أو خارجية، ولا تعترف بوجود حالة طوارئ يتطلّب منها التحرّك لإصلاح فسادها، ولا ترى البتة أنها معنيّة بالتخفيف من الأزمات الاجتماعية والأخلاقية والتربوية العالمية، فإما أن تكتفي بدور المراقب، أو أن تأخذ دور الشامت المتندّر على من حوله، مع أنها ليست بأحسن حال من غيرها من قبل ومن بعد.
عندما أتأمل المؤسسات التجارية التي أخلصت لوظيفتها وموظّفيها وزبائنها ومجتمعاتها وإن تلخّص دورها في بيع الكماليات للناس كالشوكولاتة أو المشروبات الغازية، أو أدوات تنظيف أو أي شيء كان، وأقارنها بحال المؤسسة الدينية وتردّيها مؤسّساتياً، وبالتالي قصورها وتخلّفها عن المساهمة في عملية الإصلاح الحقيقي بما يتناسب وحجم التحدّيات التي تواجه المجتمع الإنساني، وتخاذلها عن أداء رسالتها رغم ما تدّعي لنفسها من أهمية .. أتأمّل ذلك فتقرع أذني صرخة للإمام علي (ع) حيث كان يقول لمن معه من المتخاذلين عن نصرة الحق: "لوددت أن معاوية صارفني بكم مصارفة الدرهم بالدينار، فأعطيه عشرة منكم ويعطيني واحداً منهم"، فأود أن أقول كما قال، فنستبدل عشرة رجال دين متخاذلين برجل دنيا مخلص لوطنه، وعمله، ورسالته في الحياة.
يبدو أن المؤسسة الدينية جعلت لها (أذن من طين وأذن من عجين) تجاه الانتقادات التي توجّه إليها، وخاصة إذا نذر أتباعها أنفسهم للدفاع عن أخطائها كلما ارتفع صوت ينادي بتنقيتها مما أصابها من فساد، لذا فإنها لا ترى نفسها مسئولة عن أيّ من مشاكل العالم لا الاقتصادية منها ولا الأخلاقية ولا الاجتماعية ولا التربوية، مع العلم أنها لو كانت تعمل في العقود بل القرون الماضية بنفس إخلاص المؤسسة التجارية لاستطاعت أن تكبح جماح الفساد وتخفّف من أضرار الشرّ الذي خلت له الساحة فعبث فيها كما شاء.
بالمناسبة فإن العبارة المذكورة آنفاً بأنها المزمور- 129، ليست صحيحة، ولا أدري من أين اختلقها راوي القصة ولماذا!
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
ميرسي جانيستا
دودو- عضو متميز
-
عدد الرسائل : 4345
العمر : 35
نقاط : 3124
تاريخ التسجيل : 02/02/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
جينستا غاليتي
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
NoNa- عضــو ممتاز
- عدد الرسائل : 701
نقاط : -1
تاريخ التسجيل : 28/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية
» نتائج حرب تموز تثير سجالاً في المؤسسة العسكرية الأميركية
» نتائج حرب تموز تثير سجالاً في المؤسسة العسكرية الأميركية
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome