واشنطن تشعر بـ «قلق عميق» من «زحف» طالبان باتجاه إسلام اباد

عواصم - وكالات الانباء

أكد المتحدث باسم طالبان في وادي سوات ان رجاله بدأوا امس انسحابا تدريجيا من اقليم بونر القبلي الذي كانوا احتلوه قبل ايام. وقال مسلم خان في اتصال هاتفي "لقد انسحب مقاتلو طالبان من بعض المناطق وسننهي انسحابنا خلال قوت قصير".

وكان مسلحو طالبان قد وافقوا على الانسحاب في أعقاب اجتماع للمسؤول الحكومي الباكستاني المحلي سيد محمد جاويد مع رجل الدين مولانا صوفي محمد الوسيط الأكبر في اتفاق" تطبيق الشريعة" بسوات المجاورة.

وانتشر مئة عنصر من القوات شبه العسكرية في بعض مراكز شرطة المقاطعة. وصرح رشيد خان ضابط الشرطة في المنطقة ان "الحكومة ارسلت وحدتان من خفر الحدود تمركزت عناصرها في عدة مراكز شرطة تفاديا لاي هجوم من طالبان" ، موضحا ان عناصر طالبان ما زالوا يقومون بدوريات في شوارع المقاطعة.

واثار اجتياح طالبان بونرالاسبوع الماضي مخاوف واشنطن من زحف طالبان تدريجيا نحو اسلام اباد ، ودان المجتمع الدولي وعلى راسه الولايات المتحدة "استسلام" الحكومة.

واعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن القلق من "خطر محدق بالدولة الباكستانية يتمثل في زحف طالبان المتواصل".

وعن الخوف من ان تسيطر الحركة يوما على تلك "الدولة النووية" ، اما وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس فانه دعا باكستان الى اتخاذ التدابير الضرورية لاحتواء خطر طالبان.

وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس "اعتقد ان الانباء في الايام الاخيرة تثير القلق. الادارة الاميركية تشعر بقلق عميق". واضاف "نشعر بقلق عميق من هذا الوضع والرئيس اوباما يخصص له وقتا طويلا" ، مؤكدا ان "ما يحدث في باكستان وافغانستان يشكل محورا في السياسة الخارجية لهذه الادارة".

وبشان الساحة الافغانية ، يرى ضباط سابقون في الجيش الاميركي ان النزاع في افغانستان لا يمكن حله بالسبل العسكرية وحدها ، مذكرين بفشل هذه الاستراتيجية في فيتنام. وقال الضابط المتقاعد في قوات المارينز الكابورال ريك ريس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "بعد ان غادرت افغانستان اكتشفت كم كان الوجود الاميركي هناك خطأ كبيرا".

واضاف "اعتقد تماما ان التدخل العسكري ليس الطريق الصحيح" ، مضيفا "اعلم ان التدهور العسكري ناتج عن خطأ جسيم".

من جهته قال الكابتن السابق في الجيش الاميركي وسلي مور "ان الطابع العسكري مهم لانه لا بد من ضمان الامن في البلاد ، الا انه يجب ان يستكمل باجراءات اخرى". وتطرق عدد من الضباط السابقين الى المثل الفيتنامي عندما اجبرت القوات الاميركية في مطلع السبعينات على الانسحاب منهزمة بعد ان غرقت في المستنقع الفيتنامي.

وفضل رئيس اللجنة الديموقراطي جون كيري التشديد على وجود بعض نقاط التشابه بين الازمتين في فيتنام وافغانستان من دون الذهاب بعيدا في هذا السياق. وقال "اننا مرة اخرى نحارب مقاتلين في بلد ريفي حكومته المركزية ضعيفة. ان اعداءنا يندمجون تماما بين السكان المحليين ويعبرون بسهولة حدودا طويلة للاختباء في بلد مجاور". وتابع كيري "اننا بتجاهلنا نقاط التشابه نجعل رجالنا يدفعون الثمن".

واعرب السناتور الجمهوري بوب كوركر عن الاسف للاستراتيجية الاميركية الجديدة في افغانستان. وقال "باستثناء ارسال المزيد من القوات لا افهم شيئا اضافيا من هذه الخطة".