المواضيع الأخيرة
بحـث
حالة غضب
4 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: الـمـنتـدى الادبـي...LITERARY FORUM :: قــسم القصص ألادبيه...LITERARY STORIES
صفحة 1 من اصل 1
حالة غضب
عاصفاً مثل الريح، دخل نضال إلى بيته، يحمل هموم الدنيا فوق منكبيه، لم تستطع أميمة استيعاب حالته الطارئة، ولم تراع وضعه النفسي المتوتّر، لأنّها كانت تعيش ضغوطاً مشابهة... وبينما اللحظة تناطح اللحظة، وبينما الاستفزاز يناور الاستفزاز، حدث مالم يكن بالحسبان.. فقد تكوّر وجهها بين كفّيه - فجأه - صفعة من هنا، صفعة من هناك، غيّبت معالم الودّ بين الزوجين، وغدا الأنس في خبر كان ... تعالى الصياح، وعصف العنف في جوّ جامح مشحون، أدّى إلى تخريب السكينة، وإلى تلاشي الهدوء على عتبات التهوّر. وراحت الحيرة تعانق متاهات لا بارق فيها ولا أمل، واستنفرت أسئلة أيقظاها بتفاهات الخلاف الذي نشب بغتةً .... الأسئلة مثل طعنات لم تغادر الجوارح، فظلّت نازفة مدماة على مدار أسابيع، بل شهور ...
بعد انفجار البركان ... صاح نضال:
- أخرجي من البيت، ولا تعودي إليه.
رويداً، رويداً.. ابتعدت. رويداً، رويداً.. راح وجهها يتحنّط داخل تابوت الفقد. الثلج يتساقط داخلها، وأوقات الحزن تصفرّ ورقة، ورقة، وصدرها يعايش أنيناً مكتوماً يشدّها للإصغاء عنوه:
قالت أمّها:
- سيدفع الثمن غالياً
قالت خالته:
- طباعها لا تحتمل، وتستأهل الضرب.
قال عمّها:
- أنا أعرف شغلي معه.. نهايته ستكون على يدي.
قال جدّه:
- من لا تطيع زوجها ذبحها حلال.
وجلست أميمة في بيت أبيها تنتظر ... وهل يحفل الانتظار، إلاّ بسوء الختام، بعد أن تفاقم الوضع، وأنبأت المشاكل بأخبار لا تسرّ، وتأججّت حرب طاحنة بين أهلها، وأهل زوجها، لم تخمدها وساطات المقرّبين، وفاعلي الخير.
استنفرت البنادق .لمعت نصال المدى. أعدّت الأسلحة بجاهزيّة كاملة، وصار كلّ فرد من أفراد الأسرتين يتوعّد، يترصّد، يهدّد الآخر بالنذير.
- " ليت يدي كسرت قبل أن تمتدّ صوبها "
أخذ نضال يندب، يوبخ نفسه، بينما أصابعه العشرة تقف أمام عينيه مثل شبح أسود. كره عمره، عيشته، طول لياليه.. هو الآن في طريقه إلى فقدان الصبر، والقبيلة توزّع إرثها القديم، وحقدها عليه، منذ أن ارتبط وأميمة رغماً عن الجميع. إنهم يصفّون حساباتهم معه ... يستعدّون لشرب دمه.. يحرّكون دفة السفينة في الاتجاهات المواتية لريحهم -"لماذا يا أميمة ؟.. وكيف هان عليك الود ؟.. دعيني أعترف لك... دعيني أبُح.. لقد اشتقت إليك، والولدان أيضاً.. ألا تريدين رؤيتهما ؟ وسام ومريم، قرّة عيني وعينك... ألم يوحشك البيت؟ ... ألم تحنّي للياسمينة وصحن الدار ؟... وأنا ... ألم؟.."
تحجرّت الدموع في عينيه، تمنى لوتسقط، لكنّها لم تشأ..تعمّدت الجفاء.
نحلت أميمة ،جفّ عودها، صارت مثل عصفورة جمّدها الصقيع. لم تكن تدري أن مشادّة بسيطة ستتحوّل بسرعة البرق إلى فاجعة كبرى، تجرّ بساط الإلفة صوب هاوية القطيعة والانفصال ... إنه نضال.. عشير عمرها، حبّها الذي ضحّت من أجله بالكثير.. فكان صدره - في كلّ حين - ملاذاً لرأسها، حين يناوشها التعب، ومودّته قنديلها، ودفؤها، وفرحة عمرها.
- " ماذا لو ضربني مرّة ؟.. ماذا لو أضطر وفعلها ؟.. ألم يكن غاضباً ؟ ألم يكن مشحوناً بألف سبب وسبب؟.. ألم يتصّرف بشكل خارج عن إرادته ؟ ... لماذا لم أتحمّله ؟.. لماذا لم أبرّرله ؟.. ولماذا تركت البيت ؟.. أنا نادمة، ولن يفيد الندم .."
لقد احترق الهشيم بعود ثقاب، وخرج المصير إلى الشوارع، والبيوت والمقاهي، وإلى أروقة المحاكم، وراح الناس يحيون الميّت من الأفعال والنقائص الماضية في تاريخ العائلتين، وينقلون لكلّ عائلة عن لسان الأخرى أنباء يوميّة واتّهامات تزيد الطين بلّة.
اشتعلت النيران في رأس .نذير، فانطلق يرغي ويزبد:
- واللّه لأقضينّ عليهم واحداً واحداً ... واللّه لأحرقنّ الأخضر واليابس من ديارهم ..من يرمي أختي بوردة، رميته بشوكه تدميه، وتجرح قلبه، وتفقأ بؤبؤي عينيه ؟
ركض نذير باتجّاه معيّن، تناهبته الأرصفة، وارته البيوت، تلقّفته عتمة الأزقّة، سكّينه تلمع في يده، وشرّه متأبّط.هجم على أهل نضال في عقر دارهم.. شتم ولعن، وتقاذف معهم حجارة الإهانات والسباب والألفاظ النابية.
في تلك الأثناء..
كانت أميمة تعود إلى زوجها وولديها، دون أن تلتفت إلى الوراء.
بعد انفجار البركان ... صاح نضال:
- أخرجي من البيت، ولا تعودي إليه.
رويداً، رويداً.. ابتعدت. رويداً، رويداً.. راح وجهها يتحنّط داخل تابوت الفقد. الثلج يتساقط داخلها، وأوقات الحزن تصفرّ ورقة، ورقة، وصدرها يعايش أنيناً مكتوماً يشدّها للإصغاء عنوه:
قالت أمّها:
- سيدفع الثمن غالياً
قالت خالته:
- طباعها لا تحتمل، وتستأهل الضرب.
قال عمّها:
- أنا أعرف شغلي معه.. نهايته ستكون على يدي.
قال جدّه:
- من لا تطيع زوجها ذبحها حلال.
وجلست أميمة في بيت أبيها تنتظر ... وهل يحفل الانتظار، إلاّ بسوء الختام، بعد أن تفاقم الوضع، وأنبأت المشاكل بأخبار لا تسرّ، وتأججّت حرب طاحنة بين أهلها، وأهل زوجها، لم تخمدها وساطات المقرّبين، وفاعلي الخير.
استنفرت البنادق .لمعت نصال المدى. أعدّت الأسلحة بجاهزيّة كاملة، وصار كلّ فرد من أفراد الأسرتين يتوعّد، يترصّد، يهدّد الآخر بالنذير.
- " ليت يدي كسرت قبل أن تمتدّ صوبها "
أخذ نضال يندب، يوبخ نفسه، بينما أصابعه العشرة تقف أمام عينيه مثل شبح أسود. كره عمره، عيشته، طول لياليه.. هو الآن في طريقه إلى فقدان الصبر، والقبيلة توزّع إرثها القديم، وحقدها عليه، منذ أن ارتبط وأميمة رغماً عن الجميع. إنهم يصفّون حساباتهم معه ... يستعدّون لشرب دمه.. يحرّكون دفة السفينة في الاتجاهات المواتية لريحهم -"لماذا يا أميمة ؟.. وكيف هان عليك الود ؟.. دعيني أعترف لك... دعيني أبُح.. لقد اشتقت إليك، والولدان أيضاً.. ألا تريدين رؤيتهما ؟ وسام ومريم، قرّة عيني وعينك... ألم يوحشك البيت؟ ... ألم تحنّي للياسمينة وصحن الدار ؟... وأنا ... ألم؟.."
تحجرّت الدموع في عينيه، تمنى لوتسقط، لكنّها لم تشأ..تعمّدت الجفاء.
نحلت أميمة ،جفّ عودها، صارت مثل عصفورة جمّدها الصقيع. لم تكن تدري أن مشادّة بسيطة ستتحوّل بسرعة البرق إلى فاجعة كبرى، تجرّ بساط الإلفة صوب هاوية القطيعة والانفصال ... إنه نضال.. عشير عمرها، حبّها الذي ضحّت من أجله بالكثير.. فكان صدره - في كلّ حين - ملاذاً لرأسها، حين يناوشها التعب، ومودّته قنديلها، ودفؤها، وفرحة عمرها.
- " ماذا لو ضربني مرّة ؟.. ماذا لو أضطر وفعلها ؟.. ألم يكن غاضباً ؟ ألم يكن مشحوناً بألف سبب وسبب؟.. ألم يتصّرف بشكل خارج عن إرادته ؟ ... لماذا لم أتحمّله ؟.. لماذا لم أبرّرله ؟.. ولماذا تركت البيت ؟.. أنا نادمة، ولن يفيد الندم .."
لقد احترق الهشيم بعود ثقاب، وخرج المصير إلى الشوارع، والبيوت والمقاهي، وإلى أروقة المحاكم، وراح الناس يحيون الميّت من الأفعال والنقائص الماضية في تاريخ العائلتين، وينقلون لكلّ عائلة عن لسان الأخرى أنباء يوميّة واتّهامات تزيد الطين بلّة.
اشتعلت النيران في رأس .نذير، فانطلق يرغي ويزبد:
- واللّه لأقضينّ عليهم واحداً واحداً ... واللّه لأحرقنّ الأخضر واليابس من ديارهم ..من يرمي أختي بوردة، رميته بشوكه تدميه، وتجرح قلبه، وتفقأ بؤبؤي عينيه ؟
ركض نذير باتجّاه معيّن، تناهبته الأرصفة، وارته البيوت، تلقّفته عتمة الأزقّة، سكّينه تلمع في يده، وشرّه متأبّط.هجم على أهل نضال في عقر دارهم.. شتم ولعن، وتقاذف معهم حجارة الإهانات والسباب والألفاظ النابية.
أقسم بأغلظ الأيمان أنّه قادم لذبحهم. تجمّع الجيران، وأهل الحي، وشتات من الأحياء القريبة والبعيدة. جاء الأخوال والأعمام ... الخالات والعمّات.. الأبناء والأحفاد، من قبل الطرفين، تشاجروا، تلاسنوا، تضاربوا، سالت دماء، ندبت نساء، مُزّقت أردان وياقات، حملتهم الحال الصعبة إلى وضع بعيد عن الصلح بعشرات السنوات الضوئية.
في تلك الأثناء..
كانت أميمة تعود إلى زوجها وولديها، دون أن تلتفت إلى الوراء.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: حالة غضب
نورتيني هنادي
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» حالة انتظار
» حالة شاذة
» فشل أول حالة زواج انترنت في السودان
» ارتفاع عدد إصابات أنفلونزا الخنازير إلى 53 حالة
» الصحة: عدد المصابين بفيروس انفلونزا الخنازير يقفز إلى 216 حالة
» حالة شاذة
» فشل أول حالة زواج انترنت في السودان
» ارتفاع عدد إصابات أنفلونزا الخنازير إلى 53 حالة
» الصحة: عدد المصابين بفيروس انفلونزا الخنازير يقفز إلى 216 حالة
نســــــــــــــــــــــايــــم :: الـمـنتـدى الادبـي...LITERARY FORUM :: قــسم القصص ألادبيه...LITERARY STORIES
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome