ليبرمان يرفض مبدأ «الارض مقابل السلام» ويستبعد الانسحاب من الجولان

واصل وزير الخارجية الاسرائيلي المتطرف افيغدور ليبرمان توجيه الضربات للعملية السلمية ، فقد استبعد اي انسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة ، رابطا من ناحية ثانية انجاز السلام مع الفلسطينيين بنزع سلاح المقاومة الاسلامية في غزة. واثارت تصريحات ليبرمان عاصفة من الغضب سواء داخل الكيان الاسرائيلي او لدى عواصم عربية وغربية.

واكد ليبرمان في مقابلة مع صحيفة هآرتس "لا قرار من الحكومة الاسرائيلية بشأن المفاوضات مع سوريا ولن نقبل بانسحاب من هضبة الجولان" ، مشددا على ان "السلام لن يتحقق الا في مقابل السلام" مخالفا بذلك مبدأ "الارض مقابل السلام" الذي شكل اساسا للمفاوضات بين اسرائيل وجيرانها العرب منذ مؤتمر مدريد العام ,1991

في ذات السياق ، اعتبر ليبرمان انه من الصعب تحقيق تقدم في محادثات السلام مع الفلسطينيين طالما تسيطر حماس على قطاع غزة. وقال "على الفلسطينيين أولا وقبل كل شيء التصدي للارهاب والسيطرة على غزة ونزع سلاح حماس. دون هذا سيكون من الصعب التحرك قدما". واضاف"سنجري محادثات مع السلطة الفلسطينية لكن نريد ان نتأكد ان ما يقدمونه من شيكات ستكون قابلة للصرف. اسرائيل قطعت على نفسها التزامات في خارطة الطريق وستحترمها لكن هذا يجب ان يكون بالمثل".

ومع سيطرة حماس على قطاع غزة يشكك كثيرون في قدرة القيادة الفلسطينية على تنفيذ شرط اسرائيل الامني في أي وقت قريب.

وقال ليبرمان "من يتصور انه سيصل الى شيء من خلال التنازلات...لا...انه بذلك لن يلقى الا مزيدا من الضغوط ومزيدا من الحروب...اذا كنت تريد السلام استعد للحرب ".

تصريحات الوزير الاكثر تطرفا في الحكومة الاكثر تطرفا اثارت عاصفة من الاحتجاج. وذكر صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات أن تنصل ليبرمان من مقررات انابوليس "يدق المسمار الأخير في نعش عملية السلام".وقال عريقات "إعلان ليبرمان يغلق الباب في وجه المجتمع الدولي" ، محذرا من أن هذه التصريحات"قد تجر الفوضى في المنطقة".

بدورها ، اعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة أن تصريحات ليبرمان "يستوجب على القيادة الفلسطينية المفاوضة مراجعة موقفها".

وقال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة" هذا الموقف يوجب بالضرورة على القيادة الفلسطينية المفاوضة للجانب الإسرائيلي مراجعة مواقفها واتخاذ الخطوة اللازمة والضرورية للتخلص من عبء ما يسمى بـ" المفاوضات العبثية مع الاحتلال". وشدد مستشار رئيس الوزراء المقال على ضرورة "أن يراجع الفلسطينيون والعرب مواقفهم وان يخرجوا من دائرة العجز.. وان يخرجوا من طريق السراب" ، في إشارة إلى انتهاج مسار المفاوضات والعملية السلمية.

من جانبها ، وصفت الخارجية المصرية التصريحات بأنها "مؤسفة وتمثل أول انتكاسة لجهود السلام" ، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة انتباه لهذا التحول الظاهر في الموقف الإسرائيلي و"عدم تقديم أي غطاء سياسي لحكومة لا تزعم المضي في طريق السلام كما هو واضح".

اما واشنطن فقد تعهدت العمل بشكل وثيق مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة للتوصل الى حل يقوم على دولتين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غوردن دوغيد "نحن لا نزال ملتزمين كليا بامن اسرائيل .. لكننا سنعمل بشكل وثيق مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للدفع بقضية السلام والاستقرار في الشرق الاوسط الى الامام ودفع الطرفين باتجاه حل يقوم على دولتين".

وفي اسرائيل ، وصف النائب من حزب العمل عوفر بينس باز المعارض لانضمام حزبه الى الائتلاف الحكومي ليبرمان بانه "خطر استراتيجي على اسرائيل". واعتبرت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ان "حتى الان كان اليمين يرفض التفاوض بحجة عدم وجود شريك في الطرف الاخر والان فاننا نجد انفسنا نحن في هذا الموقف". لكن وزير البيئة جلعاد اردان المقرب من نتانياهو اعتبر تصريحات ليبرمان "غير متباينة نوعا ما مع مواقف الليكود (حزب نتانياهو). وهو ايضا ما تعتقده اغلبية الاسرائيليين".

ميرسي جانيستا

thnx janesta