محللون : اغتيال كمال مدحت هدفه عرقلة الحوار بين فتح وحماس

بيروت - ا ف ب

يعتبر محللون ان مقتل المسؤول الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كمال مدحت ، يشكل عاملا اضافيا باتجاه زعزعة الاستقرار داخل المخيمات ، كما انه قد يساهم في اضعاف سلطة حركة فتح. وتقول سحر الاطرش المحللة في مجموعة الازمات الدولية (مركز دراسات مقره في بروكسل) ان "اغتيال كمال مدحت يظهر مرة جديدة ان المخيمات هي عامل توتر على الساحتين اللبنانية والفلسطينية". وتعتبر ان الاغتيال "يجعل وضع الفلسطينيين في لبنان اكثر هشاشة ، وهو ضربة قوية لفتح التي خسرت مسؤولا كبيرا".

وقتل مدحت الذي يعد الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان مع ثلاثة من مرافقيه الاثنين في تفجير عبوة ناسفة لدى خروجهم من مخيم المية ومية القريب من مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا جنوب لبنان. ويأتي الاعتداء في ظل انقسام فلسطيني داخلي ادى مرارا الى صدامات ومواجهات دامية خلال السنوات الاخيرة بين الفصائل المختلفة في 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وكان مدحت يقود جهودا لرأب الصدع بين حركة فتح ومنافستها الرئيسية حركة حماس اضافة الى مجموعات اسلامية متطرفة تعمل داخل المخيمات. لكن الصراعات الفلسطينية الداخلية في لبنان ، اتاحت للمتطرفين الحصول على موطئ قدم في المخيمات. واعتبرت الاطرش التي ساهمت في تقرير لمجموعة الازمات الدولية حول المخيمات "ان قتل مدحت كان رسالة لاحباط مساعيه لاقامة حوار بين مختلف الفصائل ، بما فيها الاسلامية".

واعتبرت حركة فتح في بيان صدر في رام الله ان اغتيال مدحت هدفه السيطرة على القرار الفلسطيني. وجاء في البيان "نؤكد أن هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها العصابات العميلة إنما تهدف الى ضرب حركة فتح وتصفية كوادرها المناضلة للسيطرة على القرار الفلسطيني ، وتوظيفه في خدمة أعداء شعبنا ، ولإثارة الفتنة مرة أخرى في لبنان".

وفي لبنان نعت حركة فتح مدحت ورفاقه الثلاثة معتبرة ان الهدف من اغتيالهم عرقلة الحوار الفلسطيني الذي يجري بين فتح وحماس في القاهرة. وقالت في بيان "تأتي هذه الجريمة في الوقت الذي يتقدم فيه الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة ، بهدف ارباك هذا الحوار واعادة اجواء الفتنة والتناحر".

ويقول احمد موصللي ، استاذ العلوم السياسية والحركات الاسلامية في الجامعة الاميركية في بيروت ، ان اغتيال مدحت ربما يكون من عمل مجموعة متطرفة ، وحذر من تصعيد في المخيمات وفي الداخل اللبناني. وقال موصللي "اذا كان هناك قرار لنسف الاوضاع والدخول في حرب مخيمات ، فسنشهد سلسلة تحركات ستؤدي الى ذلك". واضاف "قتل مدحت هو مجرد رسالة ، ولكن إذا وقعت هجمات أخرى فان الوضع سينفجر". ويعتبر موصللي ان مزيدا من العنف قد يدفع الحكومة الى اعادة النظر "بشكل جدي" في اجراء الانتخابات التشريعية في حزيران ، كما في سياستها حول ابقاء امن المخيمات بعهدة الفلسطينيين. ويتابع موصللي "ما حصل رسالة سيئة جدا من حيث التوقيت والنتائج" ، مضيفا "هذا يمكن ان يكون صنيعة اي دولة مصالحها في لبنان تقضي بعدم الوصول بالامور الى خواتمها السعيدة".

ميرسي جانيستا

اغلا ريم