الحوار الفلسطيني يتواصل اليوم وسط خلافات حول الحكومة والانتخابات

عواصم - وكالات الانباء

فشلت الفصائل الفلسطينية حتى الآن في التغلب على العقبات في محادثات المصالحة التي يؤمل أن تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحكم قطاع غزة والضفة الغربية.

وتصر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المحادثات التي تستضيفها القاهرة على وجوب "التزام" حركة حماس المنافسة لها باتفاقات التسوية القائمة الموقعة مع إسرائيل ، لكن حماس ترفض ذلك.

واقترحت حماس استخدام كلمة "احترام" بدلا من "التزام" ، لكن هذا لا يلبي مطالب الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب الذين يطالبون حماس بقبول التسويات السلمية مع الدولة العبرية.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الخلاف بين فتح وحماس كان أحد النقاط التي دفعت مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للتدخل إذ التقى مع زعماء بالحركتين مساء امس الاول لتضييق هوة الخلافات.

وفي تصريحات للصحافيين في رام الله قال عباس "لا نريد أن نقول إن هناك تعثرا أو هناك عقبات. المفاوضات بلا شك صعبة وتحتاج إلى جهد وتحتاج إلى نوايا حسنة ورغبة حقيقية في الوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية. لذلك لا نريد الآن أن نتحدث وإنما نتمنى للمتفاوضين أن ينجحوا إن شاء الله." وقال فوزي برهوم عضو وفد حماس في بيان وزع على وسائل الإعلام: "إنه لا تزال هناك خلافات" ، مضيفاً "إلى الآن لم نصل إلى اتفاق حول البرنامج السياسي للحكومة وهناك عقبات مطلوب تذليلها من أجل التوصل إلى صيغة متوازنة". ونفى برهوم أن يكون اسم رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض قد طرح أو نوقش لرئاسة حكومة التوافق المقترحة في حوار القاهرة.

وجاءت تصريحات برهوم تعقيبا على ما نشر على لسان "قيادي رفيع" من حماس لم يستبعد موافقة الحركة على تكليف فياض لتشكيل الحكومة المقبلة وأن موافقة الحركة عليه سيكون لها ثمن كبير للغاية ، مضيفا أن هناك بدائل أخرى يمكن التوافق عليها مثل الاقتصادي المستقل منيب المصري.

وقال برهوم "نحن نستكمل جلسات الحوار وهناك بعض القضايا تم التوافق عليها والبعض الآخر تحت النقاش مثل برنامج الحكومة ومنظمة التحرير والاتفاقيات الموقعة وآلية تشكيل مجلس وطني جديد". وأضاف أن قضية الاعتقال السياسي في الضفة الغربية تعترض عمل اللجان ، مشيرا إلى أن حماس تطالب بأن يكون هذا الملف مرتبطا بالاتفاقيات ولا يمكن تجاوزه. وأوضح أن ما يجرى في القاهرة حوار على كل القضايا والأمر يحتاج إلى وقت وجهد أكبر وتحمل مسؤولية من الجميع لإنجاح الحوار.

من جهته ، قال نبيل شعث عضو وفد فتح للحوار إن الحوار يمر بلحظة حرجة ويواجه صعوبات جدية في قضايا رئيسية مثل موقف حكومة التوافق وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. وأضاف أنه "رغم هذه الصعوبات فإننا برعاية الإخوة المصريين نبذل ما بوسعنا من جهد لتجاوزها وللوصول إلى اتفاق حولها وفي ذهننا أن الفشل ممنوع لأن ثمنه سيكون باهظا جدا على قضيتنا ومستقبل شعبنا".

من جهته أعلن نافذ عزام رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو وفدها لحوار القاهرة أن الحوار لا يزال يراوح مكانه وأن خلافات بين فتح وحماس تعيق التقدم بشأن التوافق على القضايا العالقة لا سيما تشكيل حكومة توافق.

بدوره أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن عقبات ظهرت أثناء اجتماعات اللجان ، دفعت مصر لتمديد الحوار الى اليوم السبت. وأوضح أن لجنة التوجيه العليا ستجتمع اليوم لتذليل هذه العقبات ، خصوصا تلك التي تواجه عمل لجنتي الحكومة والانتخابات ، مشيرا إلى وجود ضغط مصري في اتجاه الخروج باتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني.

وأضاف مزهر أن موضوع الحكومة يواجه صعوبات جدية تعترض تشكيلها ، موضحا أن الخلاف يدور حول شكلها وبرنامجها ، بالإضافة إلى أن حماس تربط الاتفاق حول المنظمة بالنجاح في التوصل لاتفاق حول تشكيل الحكومة.

في لبنان ، أكد ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان أن الحوار الوطني في القاهرة يسير بشكل إيجابي في اتجاه تشكيل حكومة توافق فلسطينية. وأكد حمدان في تصريحات صحافية أن المتحاورين يريدون حكومة تعكس نتائج الانتخابات ، وتكون مقبولة إقليميا ودوليا ، مشيرا الى أنه من غير المتوقع حل الخلافات سريعا بعد مدة طويلة من الانقسام. وذكر أن الحوار يجب أن يأخذ ما يكفي من الوقت للتوصل إلى حلول حقيقية ربما تشكل مفاجأة للكثير من الأطراف.

ميرسي جانيستا علي الاخبار

دودو قلبي

اغلا نسمه