حكومة من «الصقور» برئاسة نتنياهو ترتسم في الافق

مع اعلان رفض حزب العمل الاسرائيلي بزعامة ايهود باراك الانضمام الى ائتلاف حكومي موسع ترتسم في الافق ملامح حكومة اسرائيلية يمينية ضيقة برئاسة بنيامين نتنياهو. وقد رفضت وزير الخارجية وزعيمة حزب كاديما الوسطي تسيبي ليفني ايضا في الوقت الحاضر طلب نتانياهو للمشاركة في مثل هذه الحكومة لكنها تركت الباب مفتوحا من خلال قبولها الالتقاء به مجددا في الايام المقبلة.

وقال براك إن حزبه قرر الذهاب للمعارضة وعدم الإنضمام للائتلاف الحكومي ، معتبرا أن "الناخب قرر إرسالنا إلى المعارضة". وجاءت اقوال براك في ختام لقاء جمعه مع زعيم حزب "ليكود" المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو أمس في القدس المحتلة. وأوضح براك إنه أبلغ نتنياهو نيته الذهاب الى "معارضة مسؤولة وبناءة وجدية" ، حسب تعبيره.

من جانبه أعلن نتنياهو عن اصراره في مواصلة المشاورات لتشكيل حكومة موسعة تضم العمل وكاديما ، مؤكداً إنه سيلتقي مرة أخرى ببراك وزعيمة كديما تسيبي ليفني في الأيام المقبلة. وقال في جلسة كتلة حزبه البرلمانية: "سأحاول بذل كل الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية. يجب وضع السياسة العادية جانباً لأن التحديات التي تواجهها اسرائيل جمة". وأضاف: "إننا في حالة طوارئ لم نشهدها منذ (حرب الاستقلال) في العام ..8491. سباق إيران للتسلح نوويا لن ينتظرنا ، وتسلح حماس لن ينتظرنا ، الأزمة الاقتصادية لن تنتظرنا. يتوجب علينا توحيد القوى لمواجهة تلك التحديات".

وفشل نتنياهو في إقناع زعيمة "كاديما" ليفني خلال لقاءهما قبل يومين بالإنضمام الى حكومته. وحاولت ليفني تعليل رفضها الانضمام لحكومة نتنياهو بإدعاء رفضه تبني مطالب كاديما السياسية وأبرزها استمرار العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية على أساس مبدأ "دولتين لشعبين" ، فيما ذكرت مصادر مقربة من نتنياهو إنه يرفض ذكر مصطلح "دولة فلسطينية" خشية من خسارة الاحزاب اليمينية المتطرفة الشريكة في ائتلافه الحكومي.

ويواجه نتنياهو تحديا من قبل المجتمع الدولي الذي يخشى أن تعطل حكومته اليمينية المسيرة السياسية ، إذ اشترط حزب "الاتحاد القومي" المتطرف تشريع البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية وتحويلها إلى مستوطنات "قانونية" وتوسيعها.

وكتب المحلل السياسي لصحيفة "معاريف" بن كسبيت إن نتنياهو يخشى من حكومة يمين ضيقة ويريد من براك وليفني "الامساك به حتى لا ينفذ ما قاله في الانتخابات" ، مشيراً إلى ان اعضاء في كاديما يريدون الانضمام للحكومة إلا أن زعيمتهم ترفض ذلك ، فيما اعضاء في حزب العمل يرفضون الإنضمام للحكومة إلا أن زعيمهم براك يريد الانضمام للحكومة. ويحظى نتانياهو 59( عاما) المعارض لاتفاقات اوسلو المبرمة في 1993 والرافض لقيام دولة فلسطينية ، مبدئيا بدعم كتلة احزاب اليمين التي تضم 65 نائبا.



لكنه ينوي على مضض الاعتماد على هذه الغالبية من "الصقور" التي ستثير حتما توترات مع الادارة الاميركية الجديدة العازمة على اعادة اطلاق مساعي السلام في الشرق الاوسط. وهذا التكتل قد يتحول حتى الى مشكلة لان نواب اليمين المتطرف الاربعة في الاتحاد الوطني يطالبون بمواصلة الاستيطان الى ابعد حد في الضفة الغربية المحتلة وكذلك بتشريع المستوطنات العشوائية التي انشئت بدون موافقة رسمية اسرائيلية.

ميرسي جانيستا

نورتيني دودو

نورتي اغلا ريم