طهران تعتقل 8 موظفين في السفارة البريطانية .. ولندن تحتج

عواصم - وكالات الانباء

اعتقلت السلطات الايرانية ثمانية موظفين محليين في السفارة البريطانية لاتهامهم بلعب دور في اعمال الشغب التي تلت الانتخابات الرئاسية ، الامر الذي اعتبرته لندن محاولة "ترهيب". وتأتي عملية الاعتقال بعد يوم واحد من وعيد الرئيس المنتخب محمود احمدي نجاد الغرب بنهج اكثر حسما في ولاية حكمه الثانية.

وقالت وكالة فارس"تم احتجاز ثمانية موظفين محليين في السفارة البريطانية قاموا بدور كبير في الاضطرابات الاخيرة.. هذه المجموعة قامت بدور فعال في اثارة الاضطرابات الاخيرة". ومن شأن هذه الخطوة التسبب في المزيد من الاضطرابات في العلاقات بين لندن وطهران. وصرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند امس ان بلاده "قلقة جدا" جراء توقيف "طاقم بدلوماسي يعمل بجهد" وذلك على هامش اجتماع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا تستضيفه جزيرة كورفو اليونانية (غرب).

واعتبر ميليباند التوقيفات "مضايقة وترهيبا غير مقبولين على الاطلاق" من طرف طهران. وطالب "بالافراج عن الموقوفين سالمين كي يستأنفوا عملهم". وقال دبلوماسي رفيع من دولة غربية أخرى ان أنباء الاحتجاز "تطور مثير للقلق".

في سياق متصل ، انتقد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي الزعماء الغربيين بسبب "تصريحاتهم الحمقاء" بشان الانتخابات الرئاسية. ونقل عنه قوله في اجتماع مع مسؤولين قضائيين ان "بعض المسؤولين الاوروبيين والاميركيين بتعليقاتهم الحمقاء عن ايران ، يتحدثون وكان مشاكلهم قد حلت ولم يبق سوى قضية ايران وحدها امامهم".

وكثف مسؤولون ايرانيون على مدى الاسبوع الماضي الاتهامات للغرب وعلى رأسه بريطانيا بالوقوف وراء موجة الاحتجاجات. ويقول وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان طهران تبحث خفض مستوى التمثيل مع بريطانيا ، كما قال وزير الاستخبارات غلام حسين محسني أجئي ان بعض الافراد الذين يحملون جوازات سفر بريطانية تورطوا في أعمال العنف التي حدثت في الجمهورية الاسلامية بعد الانتخابات.

بدوره ، حذر علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الغرب امس من أن بلاده ليست "العراق أو أفغانستان". ودعا لاريجاني الذي كان يتحدث في بداية زيارة للجزائر تستغرق أربعة أيام القوى الغربية إلى احترام "الحياة الديمقراطية" في إيران. وقال "إيران ليست العراق ولا أفغانستان". وأضاف لاريجاني أن الديمقراطية في كل من إيران والجزائر مرتبطة بالثقافة الإسلامية. وأوضح "يتعين على الغرب أن يحترم هذه القواسم الموجودة بين البلدين وبين الدول الإسلامية بشكل عام".

وأكد لاريجاني أن رؤية بلاده بشأن القضايا التي تجري في المنطقة "مختلفة عن موقف مجموعة الثمانية" ، مضيفا "ممكن أن تكون العراق وأفغانستان بالنسبة للغرب لقمة دسمة لكن بالنسبة لإيران فان الأمر يختلف". ودعا لاريجاني إلى أن "يكون تقرير مصير هذين البلدين بيد شعبيهما".

داخليا ، اعلن المرشح الاصلاحي للانتخابات الرئاسية الايرانية مهدي كروبي ، على غرار المرشح مير حسين موسوي ، رفضه العمل مع اللجنة التي اقترحت السلطة تشكيلها للنظر في اعادة انتخاب نجاد. واوضح كروبي "ان بعض السادة في هذه اللجنة سبق ان اتخذوا مواقف منحازة" ، داعيا الى تشكيل لجنة "مستقلة يكون اعضاؤها اكثر اعتدالا". واضاف "في حال شكل مجلس صيانة الدستور لجنة مستقلة تتمتع بكامل الصلاحيات للتحقيق في جميع جوانب الانتخابات ، فسوف اقبل بها". لكنه قال انه نظرا لان خامنئي قرر المصادقة على الانتخابات التي اعادت نجاد الى سدة السلطة ، واستبعد الغاء الانتخابات فعلى المجلس "ان يترك عبء المسؤولية على المرشد الاعلى".

ورفض موسوي السبت التعاون مع اللجنة اذ اعلن ان لجنة "يعينها مجلس (صيانة الدستور) لا يمكنها التوصل الى حكم منصف". ودعا خامنئي كافة الأطراف وثيقة الصلة إلى وضع نهاية للنزاعات حول نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال خامنئي في اجتماع مع المسؤولين القضائيين "إنني أدعو الطرفين بعدم إثارة عواطف الشباب ووقف وضع الناس في مواجهة بعضهم مع البعض والامتناع عن المساس بوحدة الأمة". وقال خامنئي "إن هناك طرقا قانونيا لتسوية النزاع ويجب اتباع هذه المعايير القانونية".

نورتيني اغلا ريم