تسمية الحريري حُسمت واستشارات التكليف في نهاية الأسبوع

من طرف legacy11 الخميس يونيو 25, 2009 10:43 pm

لتئم الهيئة العامة لمجلس النواب الجديد في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في أولى جلساتها لاعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس للمرة الخامسة، وهو الامر الذي حسم رسميا ليل أمس من غير ان يحسم معه عدد الاصوات الذي سيناله.
والعامل الثابت في هذا المجال أن بري سينال أصوات المعارضة وكتلتي "المستقبل" و"اللقاء الديموقراطي" فيما سيكون "التصويت الابيض" لكتلتي الكتائب و"القوات اللبنانية" وبعض المستقلين في قوى 14 آذار مع امكان "تفلت" نواب من "المستقبل" سبق لهم ان اتخذوا مواقف علنية من اعادة انتخاب بري كالنائبين احمد فتفت وهادي حبيش. واذ أعربت اوساط المعارضة عن ثقتها بأن بري سيحظى بنحو 100 صوت، لم تخف أوساط معارضي اعادة انتخابه لعدم تقديمه ضمانات مسبقة لـ"عدم تعطيل مجلس النواب"، سعيها الى ان يكون التصويت بالاوراق البيض كفيلا بخفض عدد اصوات المؤيدين الى ما دون المئة.
ومع أن الوقائع الظاهرة للاتصالات واللقاءات الكثيفة التي أجريت أمس لم توح بربط استحقاق انتخاب رئيس المجلس بالاستحقاق الحكومي، فان مواقف كل من الرئيس بري ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري عكست أن آفاق تأليف الحكومة الجديدة كانت في صلب هذه الاتصالات بدليل ان بري لم يكتف بعد ظهر أمس بتأكيد تزكيته الحريري رئيسا للحكومة المقبلة، بل طرح صيغة مبدئية للحكومة تعتمد "تذويب 8 و14 آذار في وحدة وطنية" من غير "أن نحكي بالثلثين او الثلث او النصف او أكثر او أقل". هذا الموقف اعتبره بعض الاوساط المطلعة بمثابة "الضمانات" غير المباشرة والبديلة من الضمانات التي طلبها المعترضون على اعادة انتخاب بري والتي زودت الحريري لاحقا ورقة تزكيته لاعادة انتخاب بري والزام كتلته وحدها هذا الانتخاب على قاعدة "جو انفتاح جديد" في البلاد يساهم فيه الجميع.
وتبعا لذلك، كشفت هذه الاوساط لـ"النهار": ان ثمة اتجاها الى التعجيل في اجراء استشارات التكليف بعد انتخاب بري. ذلك أن رئيس المجلس، بعد انتخابه اليوم، سيتوجه فورا الى قصر بعبدا ويبحث مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة العتيد. ويفترض ان تجتمع "كتلة المستقبل" بعدما استكمل الحريري مشاوراته مع حلفائه في قوى 14 آذار، لاعلان تسميته لرئاسة الحكومة. وقالت ان رئيس الجمهورية يفترض ان يتسلم اليوم لائحة بتوزع الكتل والنواب في مجلس النواب الجديد، وفي ضوء ذلك سيجري تحديد مواعيد الاستشارات السبت المقبل على الارجح وليوم واحد، مما يعني ان رئيس الحكومة المكلف سيبدأ بدوره استشاراته مع النواب والكتل في مجلس النواب الاثنين المقبل.
ماذا عن وقائع اللقاءات والاتصالات التي جرت أمس؟
عقب عودة النائب الحريري فجرا الى بيروت، عقد اجتماع بعد الظهر في قريطم ضم 41 نائبا من "كتلة المستقبل" وعدد من النواب الاخرين في قوى 14 آذار والمستقلين بينهم النواب تمام سلام وميشال فرعون ومحمد الصفدي وروبير غانم ونايلة تويني وآخرون. وخصص الاجتماع لهدفين: الاول اعلان "تكتل لبنان أولا" الذي "يمثل تحالفا نيابيا واسعا من كل المناطق والطوائف " ويلتزم "الانفتاح والتعاون مع كل القوى السياسية لتغليب مصلحة الدولة على كل المصالح الخاصة الداخلية والخارجية"، والثاني البحث في موضوع انتخاب رئيس مجلس النواب.
وعلم ان نقاشا مستفيضا حصل في الاجتماع في شأن مسألة الضمانات المطلوبة لاعادة انتخاب الرئيس بري، من منطلق ان المعركة الانتخابية خيضت على أساس انهاء ظاهرة تعطيل المؤسسات. ولم يخف نواب من "كتلة المستقبل" كما من النواب المستقلين والمنضوين داخل فريق 14 آذار اعتراضهم على عزل استحقاق انتخاب الرئيس بري عن الاستحقاق الحكومي، من دون الحصول على ضمانات تكفل تمرير الاستحقاقين بتوافق على عدم العودة الى الثلث المعطل، واقفال المؤسسات او تعطيلها. كما شدد كثيرون على ضرورة ان يكون المخرج بالاتفاق مع الشركاء الاخرين في قوى 14 آذار وخصوصا اولئك الذين سيصوتون بأوراق بيض. وأخذ الحريري على عاتقه التشاور في مجمل هذه الاعتراضات مع الرئيس بري، مؤكدا ان أي أمر لن يحصل الا بالتوافق الكامل بين مختلف مكونات فريق 14 آذار. واتفق على عقد اجتماع مسائي آخر بعد قيام الحريري بزيارة لعين التينة.

بري والحريري

في غضون ذلك، ادلى الرئيس بري بموقف اعرب فيه عن امله في ان تكون جلسة انتخابه مجدداً اليوم مقدمة لتأليف حكومة وحدة وطنية تواجه الاستحقاقات المقبلة على لبنان.
وقال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "ان شاء الله تكون الجلسة بداية جمع الشمل اللبناني وبداية الوحدة الوطنية اللبنانية التي يجب ان تترجم اكثر فأكثر بحكومة وحدة وطنية". واضاف: "عندما يكون البلد في ازمات يحاول الوصول الى التفاف لمواجهة الازمات.
الالتفاف اليوم من مصلحة الاقلية ومصلحة الاكثرية". واعلن تأييده تسمية النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، قائلاً: "سأعمل على انجاز الحكومة في اسرع وقت، ولو ان الامر يعود الي وحدي خلال اسبوعين"، داعياً الى ان "تذوب 8 و14 آذار في وحدة وطنية". واوضح ان "الذوبان يعني اننا لن نحكي بالثلثين او الثلث او النصف او اكثر او اقل". في الحكومة، بل يعني "تذويب هذا الانقسام والشرخ العمودي" في البلد.
وأقر بري بأنه لا يزال خائفاً على لبنان، مشيراً الى ان ابرز الازمات التي سيكون على البلد مواجهتها في المرحلة المقبلة خطر توطين الفلسطينيين. وقال ان الوحدة الوطنية ضرورية لان "هذه المرحلة هي الاكثر دقة نظراً الى انعكاس الاحداث الاقليمية والدولية على لبنان". واعتبر انه "عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية لا تستطيع اي حكومة في العالم ان تتغلب علينا". وعن مطالبة شخصيات في 14 آذار بضمانات لانتخابه قال: "هل يطلب من رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة ضمانات قبل اختيارهما؟ هناك دستور وقانون واصول وانا لم اخالف الدستور يوماً. ان رئاسة مجلس النواب سلطة دستورية تتقيد بالدستور والقوانين فقط لا غير".
وقرابة السادسة زار الحريري بري في عين التينة وخرج بعد اكثر من ساعة ليعلن ان سياسة "اليد الممدودة التي اعلناها منذ البداية بعد الانتخابات النيابية وهذا الانفتاح تلاقيا في مكان ما مع كلام الرئيس بري في مراحل عدة من خلال الانفتاح الذي يبديه دائماً وطريقة العمل التي ستكون في المستقبل لمصلحة المواطن اللبناني".
وقال: "بناء على ان الجميع منفتحون على طريقة جديدة للعمل للمستقبل، نحن في كتلة المستقبل نرى ان انتخاب الرئيس بري سيكون قرارنا".
وعلمت "النهار" ان الحريري شرح لبري خلال لقائهما الدوافع لولادة "تكتل لبنان اولاً"، كما تناولا نتائج زيارتي الحريري للرياض والقاهرة. وبدا من تقويمهما ان ثمة تحسساً لتطورات ايجابية على الصعيد السعودي – السوري خصوصاً. كذلك بحثا في موضوع انتخاب رئيس المجلس ونائبه الذي رشح التكتل الجديد له النائب فريد مكاري، كما بحثا في الاسماء المرشحة لهيئة مكتب المجلس.
وبعد انصراف الحريري ابدى بري لـ"النهار" ارتياحه الى اجواء اللقاء ووصف موقف الحريري وكلامه بأنه "ايجابي وانفتاحي". وقال: "سنعمل بالطبع معاً وبالتعاون مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، وانا سبق لي ان رشحت الشيخ سعد لرئاستها وسنسرع جميعاً في اتمام الاستشارات وتأليف الحكومة المنتظرة".
وعلم ان بري سيلقي بعد انتخابه اليوم كلمة يتناول فيها كل القضايا المطروحة بما فيها موضوع عمل مجلس النواب في ولايته الجديدة.
وفي الوقت عينه زار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط مساءً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور النائب وائل ابو فاعور. وعلم ان جنبلاط اطلع السنيورة على نتائج لقائه والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كما جرى البحث في الخطوات المقبلة نيابياً وحكومياً.
وبعد عودة الحريري الى قريطم من لقائه ورئيس الجمهورية مساءً، زاره جنبلاط والوزيران غازي العريضي وابو فاعور والنائب مروان حماده وعرضوا معه الاستحقاقين النيابي والحكومي.
وعاد عدد من نواب "تكتل لبنان اولاً" الى الاجتماع ليلاً في قريطم واطلعوا من الحريري على نتائج اجتماعه بالرئيس بري. وبحثوا في الترشيحات المتعلقة بهيئة مكتب المجلس.
وعلمت "النهار" ان نواب "كتلة المستقبل" سيلتزمون التصويت لبري، فيما تركت الحرية للنواب المستقلين باتخاذ الموقف الملائم. ورشح المجتمعون لهيئة المكتب النواب مروان حماده وسير تسمية الحريري حُسمت واستشارات التكليف في نهاية الأسبوع F22-big

تسمية الحريري حُسمت واستشارات التكليف في نهاية الأسبوع F22-big

ج طورسركيسيان وميشال موسى مفوضين، واحمد فتفت وانطوان زهرا لامانة السر.