واشنطن تلغي لقاء ميتشل ونتنياهو وتفضل استقبال باراك

ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية امس ان مصر قدمت اخيرا لإسرائيل معلومات تتصل بصحة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ، فيما نفت اسرائيل الأنباء عن نقل شاليط إلى مصر تمهيداً لتنفيذ صفقة التبادل قريباً.

وأضافت الصحيفة ان جهات مصرية قالت ان لديها معلومات حول الوضع الصحي لشاليط ، ما اعتبرته إسرائيل اول تأكيد منذ سنة على ان شاليط لا يزال على قيد الحياة.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنه "من غير المتوقع حصول تطورات جوهرية في قضية تبادل الأسرى إلى حين وصول المسؤول عن ملف المفاوضات بشأن شاليط ، حاجي هداس ، إلى القاهرة خلال أسبوعين".

إلى ذلك ، كشفت الصحيفة ان نتنياهو أرسل سرا مبعوثا خاصا إلى واشنطن لتسوية الخلافات في ملف تجميد المستوطنات. وتابعت ان مبعوث نتنياهو ، يتسحاك مولكو ، قد أجرى محادثات سرية في نهاية الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين الاميركيين لتسوية الخلافات ، وتم إبلاغه بأن الولايات المتحدة تعارض استمرار البناء في المستوطنات حتى بذريعة ما يسمى بـ"النمو الطبيعي".

وذكرت الصحيفة ان خلافاً مستمراً بين حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية أدت إلغاء اللقاء الذي كان من المقرر بين نتنياهو ، والمبعوث الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط ، جورج ميتشل.

وقال مصدر رفيع للصحيفة إن الإدارة الأميركية ، بعثت لنتنياهو رسالة شديدة اللهجة أكدت خلالها "انه ليس هناك ما يمكن الحديث عنه ما دام مصرا على استمرار البناء في المستوطنات".

على صلة ، قالت صحيفة "هآرتس" امس ان نتنياهو لا يسقط خيار إجراء مفاوضات مع حركة حماس غير مباشرة وبوساطة مصرية ، بهدف إتمام صفقة تبادل الأسرى والإفراج عن الجندي شاليط.

ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله خلال لقاء مع الصحافيين في روما "لقد أوعزت إلى جميع أذرع الحكومة ببذل جهود مشتركة على صعد مختلفة من أجل الإفراج عن جلعاد شاليط .

ورفض نتنياهو تفصيل طبيعة الجهود التي تمت للإفراج عن شاليط مكتفيا بالقول "إننا ملزمون باستعادة شاليط ، ولن يفيد شيئا أن أتحدث عن شروط الصفقة أو طرق الإفراج عنه ، وكلما قل الحديث عن ذلك كان ذلك أفضل". مشيرا إلى أن شاليط لم يحظ لغاية الآن بزيارة من قبل منظمة الصليب الأحمر الدولية.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع امس ان تسوية الخلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة بشأن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة سيتطلب عملا جادا مهونا من شأن فرص تحقيق انفراجة مبكرة.

وقال المسؤول الاسرائيلي الذي يرافق نتنياهو الى باريس حيث سيجتمع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "هناك حاجة لكثير من العمل الجاد للتوصل الي ارضية مشتركة".

ودعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان الذي يعيش قي مستوطنة بالضفة الغربية الى مرونة اكبر من جانب الولايات المتحدة. لكن مايكل اورين الذي عينه اخيرا نتنياهو سفيرا لاسرائيل في واشنطن اعرب في الاسبوع الماضي عن الثقة في قرب التوصل الى اتفاق بشأن المستوطنات. وقال دبلوماسيون غربيون ان الالغاء المفاجىء لاجتماع مقرر بين نتنياهو ومبعوث اوباما في الشرق الاوسط جورج ميتشل يبرز الصعوبة التي تواجه كلا من الجانبين في تسوية خلافاتهما.

وسيجتمع ميتشل بدلا من ذلك مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في واشنطن يوم الاثنين المقبل.

وسعى وزير الدفاع الاسرائيلي امس الى التهوين من شأن الخلاف بشأن المستوطنات مشيرا الى استعداد نتنياهو "للانضمام طواعية الي مبادرة سلام اقليمية".

وقال ايهود باراك "في اطار حوار اقليمي موسع ومحادثات دون شروط مسبقة مع الفلسطينيين بهدف حل الدولتين لشعبين سيتم التعامل مع قضية المستوطنات ببعدها المناسب واعتقد انه يمكن حلها في هذا الاطار.

وقال ليبرمان "اننا نتحدث عن السماح بالنمو الطبيعي في اطارالحدود القائمة للمستوطنات الموجودة. واعتقد ان استعداد الحكومة لاتخاذ خطوات معقدة يجب احترامه. نتوقع ان يقدر الجانب الآخر هذه المرونة. "لا يمكن التوقع منا قبول وضع حيث يستحيل بناء معابد او رياض اطفال او اضافة غرف للاسر".

واعتبر الباحث الاسرائيلي يوسي الفر ان "الغاء لقاء ميتشل بنتنياهو رسالة واضحة وجهها الرئيس اوباما الى الاسرائيليين والاميركيين معا". واشار المدير السابق لمعهد الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب الى انه "اتضح ان الادارة لن تلين بعد اليوم حيال الاستيطان وان لم يمتثل نتنياهو فانه سيصبح شخصا غير مرغوب به في واشنطن". واضاف "انه مثال تقليدي للضغط السياسي. فاستعداد الولايات المتحدة لمحادثة باراك يمنحه المزيد من الثقل ويظهر انها لا تقاطع اسرائيل بل رئيس وزرائها".