الحريري يدعو الى أعلى تضامن لبناني وعربي في وجه نتنياهو

من طرف legacy11 الأربعاء يونيو 17, 2009 6:20 pm

في وقت أجمع اللبنانيّون على إدانة الخطاب الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، وطالب رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان دول الغرب بـ "لعب دور ضاغط على إسرائيل من أجل القبول بالمبادرات السلمية المطروحة لوضع المنطقة على سكّة الحلول"، سجّلت دعوة رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري إلى "أعلى درجات التضامن اللبناني والعربي، في مواجهة التحديات الإقليمية الماثلة"، حيث اعتبر أن "خطاب نتنياهو يضع المنطقة في دوامة التصعيد من جديد، ويرسم خارطة الطريق الإسرائيليّة للانقلاب على مساعي التسوية ومبادرات السلام".
وشدّد على أن نتنياهو "يعمل على إعادة مساعي التسوية إلى نقطة الصفر، سواء بالنسبة لحقّ العودة أو بالنسبة لدعوة الفلسطينيين للاعتراف بيهوديّة دولة إسرائيل، أو بالنسبة لمصير القدس الشريف"، معتبراً أنّها "عناوين تضع المبادرة العربية في مهب الرياح، وتعرّض السلام الإقليميّ للخطر الشديد، وتفتح المنطقة على احتمالات جديدة تقتضي أعلى درجات التنسيق بين القيادات العربية، ووضع المجتمع الدوليّ أمام مسؤولياته في مواجهة السياسات المعلنة للعدو الإسرائيلي".
هذا، ويواصل الحريري زيارته الخاصة إلى المملكة العربية السعودية، ومن المقرر أن يعود إلى بيروت في غضون أيام قليلة، لاستئناف مشاوراته السياسية، قبيل مباشرة المجلس النيابي الجديد دورته الدستورية.
المرّ
في هذه الأثناء، كان لافتاً ما كشفه النائب ميشال المرّ خلال مؤتمره الصحافيّ أمس حيث تحدّث عن "ثغر كبيرة" رافقت الانتخابات النيابيّة في دائرة المتن الشماليّ، وذلك "في انتظار البتّ النهائيّ في المجلس الدستوريّ وبالأخص الخلل الواضح في أقلام الاقتراع في برج حموّد في ساحل المتن". وتوقّف عند "الأرقام الضخمة للناخبين الأرمن في برج حمّود والتي لا يمكنها أن تكون سليمة استناداً إلى لوائح وزارة الداخلية وبطاقات الهويّة المسلّمة وسواها من المستندات التي أعدتها الوزارة"، واعتبر أنّ زيادة الـ4371 صوتاً أرمنياً بين انتخابات 2007 الفرعية وانتخابات 2009 هي "مما يثير الشكوك حول صحة هذه الأرقام والأصوات وصدقيتها، وتكثر التساؤلات من أين أتت وبأي بطاقات هويّة انتخبت؟" وأضاف: "هل هي البطاقات المزوّرة التي أحال وزير الداخلية (زياد بارود) الملف العائد إليها الى النيابة العامة التمييزية للتحقيق أو أنها أسماء ناخبين انتخبوا من جراء التلاعب بقيودهم؟".
وأكّد أنّه "إذا تمّ حسم عدد أصوات الأرمن المشكوك في أمرها أي 4371 صوتاً من أرقام النتائج النهائية الرسمية للانتخابات الأخيرة فتصبح النتيجة فوز ستة نوّاب من لائحة الإنقاذ ونائب من لائحة عون".
وشدّد المرّ على أنّ "لائحة الإنقاذ ستتقدم بالطعون أمام المجلس الدستوريّ بعد درس كل المعطيات وستفاجأون بالأسماء التي جرى تسخيرها وكيف استعملوا آليات الدولة في بعض القرى بواسطة مديرين عامين سبق أن عيّنهم ميشال المرّ في هذه المراكز(..)".
كذلك، اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميّل أنّه "في الوقت الحاضر هناك أمور كثيرة غامضة بالنسبة إلى انتخابات المتن وبحاجة إلى إعادة بحث".
في المقابل، فسّر النائب عن "حزب الطاشناق" آغوب بقرادونيان" الزيادة العدديّة، بأنّ "الأرمن صوّتوا بأعداد كبيرة في انتخابات 2009"، واعتبر أن"النائب المرّ حرّ في أن يقدّم بلاغاً إلى النيابة العامة التمييزية للتحقيق في الصناديق ويتقدم بطعن"، وقال "نحن أحرار في مَن ننتخب وكيف ننتخب(..)".
هذا، ولوحظ هجوم نواب "تكتل التغيير والإصلاح" على البطريرك الماروني نصر الله صفير، الذي اتهمه عضو التكتل النائب سليم عون أنّه "لا يريد حكومة وحدة وطنية وإنما يريد عرقلة الوصول إلى التوافق"، في حين دعا النائب نعمة الله أبي نصر "الكنيسة المارونية إلى استخلاص العبر وممارسة دورها التاريخي الجامع"، فيما بلغ وزير الشؤون الإجتماعيّة ماريو عون حدّ القول إنّ "نصف رعية صفير لا يتفقون مع ما أعلنه، وهم سينظرون باشمئزاز لهذه التوجهات".
مكاري
وقبل أيّام من بدء المجلس النيابيّ الجديد دورته الدستوريّة، رأى نائب رئيس المجلس الحاليّ فريد مكاري أنّه يجب أن لا يكون هناك ربط بين تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس المجلس، وأنّه "يجب في كل موضوع أن توضع نقاط وتبحث وأن نصل إلى قناعات تؤدي إلى المصلحة المشتركة". كما أكّد أنّه "ليس لأحد تحفّظات على شخص الرئيس نبيه برّي إنّما هناك تحفظات على كيفية التعاطي مع المجلس النيابي خلال السنوات الأربع الماضية". واعتبر أنّ هذا الموضوع "يجب أن يبحث على صعيد الكتل النيابية ولا سيما على صعيد 14 آذار، وأن لا يكون لدى أي شخص موقف مسبق"، مبدياً اعتقاده بأنّه سيكون "هناك اجتماع لـ14 آذار للتداول بهذا الموضوع(..)".
ديبلوماسيّة
على صعيد آخر، شدّد مساعد نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان على أنّ بلاده "لن تتعامل مع "حزب الله قبل أن يتحوّل إلى حزب سياسيّ، وطالما أنه لا يميّز بين جناحيه العسكري والسياسيّ"، وتوجّه بالتهنئة الى اللبنانيين على نجاح العملية الانتخابية مؤكداً أن "الشعب اللبناني يدرك أكثر من غيره مستقبل بلاده".
هذا وقد نقل ديبلوماسي روسيّ رفيع المستوى ومقرّب من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لموقع "ناو ليبانون"، ترحيب بلاده بنتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، مثنياً على "اختيار الشعب اللبناني للاعتدال لا للتطرف" وأضاف "نحن ندعم تولّي النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة إذ أن علاقات جيدة وصداقات تربطنا بالحريري وهو نال الأكثرية النيابية وبالتالي إذا اختاره النواب اللبنانيون سنكون داعمين له". كما شدّد على أنّ "موسكو ستبقى دائماً داعمة للمؤسسة العسكرية اللبنانية على مستوى العتاد والتدريب(..)".