مصر : القضية الفلسطينية .. اولوية في اجندة الرئيس الاميركي

عواصم - وكالات الانباء

قالت مصر ان القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم العربي لها الاولوية في اجندة التحرك التي طرحها الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه من جامعة القاهرة للعالم الاسلامي. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي في تصريحات صحفية امس ان قضية فلسطين هي الاختبار الأصعب والأهم امام الإدارة الأميركية.

في بيروت ، ابرزت الصحف اللبنانية على صفحاتها الاولى الخطاب مركزة على ما تضمنه من رسالة تاريخية بان الولايات المتحدة ليست في حرب مع الاسلام رغم ان بعضها شكك في مضمونها.

من جانبها ، قالت منظمة العفو الدولية ان خطاب اوباما الذي وعد فيه بفتح صفحة جديدة في السياسة الاميركية في الشرق الاوسط ، تجاهل التجاوزات المستمرة في مجال حقوق الانسان في الدول العربية. وقالت ساره لي ويتستون مديرة المنظمة في الشرق الاوسط "اذا اراد اوباما معالجة اسباب كراهية المسلمين للولايات المتحدة فعليه مواجهة الانظمة القمعية في المنطقة التي تدعم واشنطن عددا منها وخصوصا البلدان التي زارها".

في القدس المحتلة ، أعربت مصادر إسرائيلية مسؤولة عن خيبة أملها للموقف الذي أبداه اوباما حول الموضوع الإيراني ،

ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر القول إن الرؤية التي طرحها اوباما "قائمة على تصورات ساذجة". ورأت صحيفة "جيروزالم بوست" أن شهر العسل الذي استمر على مدار سبع سنوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حول الشرق الأوسط في حزيران عام 2002 شهد "نهاية مخزية". وأضافت الصحيفة أن ما أثار امتعاض الحكومة الإسرائيلية في الخطاب هو أن أوباما لم يتحدث ولو بكلمة واحدة عن "الإرهاب الفلسطيني" مشيرة إلى أن لفظة "الإرهابيين" كانت من ضمن أساسيات الثروة اللغوية للرئيس بوش حديثه عن الشرق الأوسط.

وفي حين ، عبر مسلمون اميركيون عن ارتياحهم واملهم الكبير عقب الخطاب ، اثارت اشارة اوباما في خطابه الى تسامح الاسلام في الاندلس في ظل الخلافة الاسلامية في القرون الوسطى ، تساؤلات في الاعلام الاسباني. وقال اوباما ان "الاسلام معروف بتسامحه. نرى ذلك اذا ما قارنا تاريخ الاندلس وقرطبة في ظل محاكم التفتيش". وكتبت صحيفة "ال موندو" اليمينية ان اوباما "ربط بشكل يثير الشك بين الخلافة في قرطبة ومحاكم التفتيش". وقال معلقون أسبان إن الرئيس الأمريكي ارتكب خطأ حقيقيا يتعلق بالتاريخ الاسباني.

صحيفة واشنطن بوست رأت في افتتاحيتها امس أن أوباما نجح من خلال خطابه في الترويج للقيم الأميركية ، لكنه استخدم في الوقت ذاته لغة جديدة من شأنها إعادة صياغة المظالم القديمة التي نشبت بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة في عصر سابقه ، جورج بوش. فيما رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن الخطاب قدّم أسلوبًا جديدًا في التعامل مع الشرق الأوسط تمثَّل في الصراحة وحسن النية. وقالت إن الرئيس لم يعلن عن أي تغييرات في السياسة الأميركية لكنه سعى للدخول في تحدْ مع المستمعين إليه حول رؤاه وأفكاره المسبقة بخصوص الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

بدورها ، اعتبرت صحيفة هوستون كرونيكل إن الخطاب كان من أكثر اللحظات السياسية خطورة بالنسبة إلى الرئيس الأميركي الشاب ، كما أنه كان بمثابة التحدي الذي تعامل معه بالتركيز بشكل صريح على الجزئيات التاريخية والنفسية

التي ساهمت - من وجهة نظره - في نشوب التعصب الديني والانقسام السياسي. وأضافت الصحيفة بقولها أن خطاب

أوباما كان أشبه بالمشي الدبلوماسي عبر حقل مليء بالألغام.

ميرسي جانيستا علي الاخبار