الكونغرس يواجه «لاءات» نتنياهو بـ «رسائل صارمة»لإسرائيل

كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان وفداً من نواب الكونغرس الأميركي أجرى لقاءات سياسية في اسرائيل ونقل "رسائل صارمة" بخصوص توسيع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ، فيما أكدت الصحيفة أن "المواجهة ما زالت مستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل" وخصوصاً في ملف القدس في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن "القدس ستبقى العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل". وقالت الصحيفة إن وفد نواب الكونغرس أعرب عن "شكه بقدرة حكومة نتنياهو في تركيبتها الحالية تغيير مواقفها والمضي قدماً في المسار السياسي مع الفلسطينيين". وقالت الصحيفة إن الوفد ألتقى رئيس الدولة ، شمعون بيرس ، ومع مسؤولين كبار في اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وحسب الصحيفة فإن وفد نواب الكونغرس قدّم "أسئلة صعبة" حول التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية ، وهاجم نوايا الحكومة الاسرائيلية الإستمرار في توسيع المستوطنات بذريعة "التكاثر الطبيعي" للمستوطنين. وفي ما يتعلق بشكل التسوية في القدس ، ذكرت الصحيفة أن "أسبوع واحد بعد زيارة نتنياهو لواشنطن ولقاء أوباما ، استمرت المواجهة بين الولايات المتحدة واسرائيل" ، ولفتت الصحيفة إلى بيان وزارة الخارجية الأميركية السبت الماضي وجاء فيه أن "اسرائيل والفلسطينيين اتفقا على حل قضية القدس بالمفاوضات... وسندعم الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق في كافة قضايا الحل الدائم".

إلى ذلك ، قالت رئيسة الوزراء السابقة ، تسيبي ليفني ، إنها "بدأت تشهد علامات إنهيار سياسي وعلى الحكومة وقفه فوراً" ، وأضافت أنها تسمع "اليوم أصواتاً بالأنجليزية والفرنسية وليس بالعربية التي تتحدث بصورة مغايرة".

من جانبه قال الوزير العمالي يتسحاق هرتسوغ إن المطالبة الصارمة من قبل وزيرة الخارجية الاميركية ، هيلاري كلينتون ، بوقف توسع المستوطنات هو بمثابة "إشارة تحذير" ، وأضاف ان "تصريحات كلينتون تدل على ان هناك ادارة جديدة في واشنطن وأن اللعبة تغيرت". وأوضح هرتسوغ أن "التطورات بمثابة مؤشر لاحباط في العلاقات بين الدولتين ناتج عن تراكم لغضب عميق ، فهذا ليس أمرا مجرداً وسهلاً". وأضاف"في واشنطن وعواصم عديدة يسود شعور بأننا في اسرائيل لم نفي بتعهدنا ، وأننا غررنا بهم في موضوع المستوطنات ، وهذا مصدر إحباط الأميركان".

رفعت اسرائيل الاحد ثلاثة لاءات اما قيام دولة فلسطينية سيادية تمثلت بتصريحات نتنياهو ووزير خارجيته اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان قيام مثل هذه الدولة الفلسطينية ، والانسحاب الى حدود 1967 وتجميد الاستيطان.

في المقابل ، يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الى واشنطن لعقد لقائه الاول مع اوباما ، آملا في الحصول منه على دعم فاعل لاقامة دولة فلسطينية على الرغم من رفض اسرائيل. وياتي اللقاء في البيت الابيض الخميس بعد عشرة ايام على لقاء اوباما ونتنياهو. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان عباس اكد قبل التوجه الى كندا حيث يقوم بزيارة ، انه "سيبحث خلال اجتماعه مع الرئيس الاميركي عدة قضايا من بينها عملية السلام ككل والمبادرة العربية وخطة خريطة الطريق ... ووقف الاستيطان الذي يجب ان تقوم به اسرائيل ، وكذلك الاعتراف بالدولتين ، بالاضافة الى مجموعة من القضايا الاقليمية والمحلية".وتزداد اهمية حصول السلطة الفلسطينية على الدعم الاميركي النشط لسعي الفلسطينيين الى اقامة دولة ، خصوصا بعد "لاءات" اسرائيل الثلاث.

واضاف عباس ان "الرئيس اوباما جاد في ان تكون اولوية لحل القضية الفلسطينية في الشرق الاوسط ، وان هذا هو موقفه الذي قاله لقادة العالم ، وان مسالة التطبيق تعود للرئيس اوباما وقدرته على وضع الامور في نصابها".

بدورها ، قالت حماس إنها لا تعوّ ل كثيرًا على لقاء عباس مع أوباما في واشنطن ، محذرةً من تقديم تنازلات بشأن حق العودة. واعتبر القيادي في الحركة إسماعيل رضوان أن اللقاء يأتي استكمالاً لمسيرة الأخير في "الاستجداء والرهانات الخاسرة على الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني". وحذر رضوان من أي تنازل أو مشاريع قد تفرط بحق العودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم من خلال زيارة عباس لواشنطن وخطة السلام التي يعكف أوباما على إعدادها.

ميرسي جانيستا علي المجهود