مبادرة اوباما تقضي بقيام دولة فلسطينية خلال 4 سنوات

تناقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية امس معلومات حول صيغة مبادرة السلام الأميركية التي يعتزم الرئيس الأميركي ، باراك أوباما ، طرحها خلال زيارته للقاهرة ، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، في الرابع من حزيران المقبل.

وقالت "يديعوت" الإسرائيلية إن أوباما سيطرح في القاهرة مبادرة سلام شامل بين اسرائيل والدول العربية تشمل إقامة دولة فلسطينية خلال 4 سنوات على أساس مبدأ "دولتين لشعبين" ، الذي لا يزال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض قبوله.

وأضافت أن أوباما سيدعو في خطابه الدول العربية القيام بخطوات "لبناء الثقة" تجاه اسرائيل لتحسين الأجواء عشية المفاوضات.

وذكرت الصحيفة أن مبادرة أوباما تتبنى عدة بنود من مبادرة السلام العربية. وحسب المبادرة فإن أوباما سيدعم إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ومستقلة مجردة من الجيش والاسلحة الثقيلة وبلا اتفاقيات عسكرية ومع تواصل جعرافي في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل بإتفاق مسبق.

وحسب "يديعوت" تسقط مبادرة أوباما حق العودة للفلسطينين إلى داخل اسرائيل فيما تحصره إلى اراضي السلطة الفلسطينية وتعويض اللاجئين وتوطينهم في الدول التي يعيشون فيها.

وتدعو المبادرة حسب المصادر الاعلامية الاسرائيلية إلى علاقات دبلوماسية بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية تشمل علاقات سياحية وإقتصادية. وسيدعو اوباما إلى فتح مسار تفاوضي مواز بين اسرائيل وسوريا ولبنان.

وقالت "يديعوت" إن اوباما سيتطرق في خطابه في القاهرة إلى الملف النووي الإيراني من خلال الدعوة لفتح حوار فوري بين الولايات المتحدة وايران من دون شروط مسبقة. وأشارت الصحيفة إلى ان الصيغة النهائية للمبادرة التي ستعرض في القاهرة ستنجز خلال الأسبوع المقبل بعد اللقاء الذي سيجمع الرئيس المصري ، حسني مبارك ، بالرئيس الأميركي.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها ان أوباما سيدعو إسرائيل الى وقف بناء المستوطنات فيما سيدعو الدول العربية والاسلامية "مد اليد" لإسرائيل وفتحها أمام السياحة الاسرائيلية والاتصالات الهاتفية والسماح لشركة الطيران الاسرائيلية "إلعال" التحليق في أجوائها الأقليمية. وحسب المصادر لا يزال أوباما ينتظر رد نتنياهو بخصوص وقف بناء المستوطنات.

إلى ذلك ، ذكرت صحيفة "معاريف"الإسرائيلية ، امس ، أن خلافاً في الرؤى السياسية يسود العلاقات الاميركية - الاسرائيلية وخصوصاً في الطلب الأميركي بوقف بناء المستوطنات والملف النووي الايراني.

ونقلت الصحيفة ان اوباما وافق نتنياهو الرأي ان على الدول العربية عدم الإنتظار حتى إنتهاء المفاوضات مع الفلسطينيين والمباشرة فوراً بـ"التقرب" لإسرائيل و"إبداء نوايا تطبيع في العلاقات" ، مقابل وقف بناء المستوطنات. وحسب الصحيفة رد نتنياهو على دعوة أوباما بالقول إن "ذلك ليس عمليا وغير ممكن سياسياً".

وعلى صعيد الملف النووي الايراني ، نقلت الصحيفة عن مصادر في الوفد المرافق لنتنياهو قولها إنه "لم يتعهد امام أوباما بعدم مهاجمة إيران". ونقلت عن نتنياهو قوله إن "إسرائيل تحفظ لنفسها حق العمل في الوقت المناسب لها".

وأعرب نتنياهو في حديث موجه للرأي العام الاسرائيلي أن اللقاء مع أوباما كان إيجابياً إذ وضع معادلة تقضي بأن يقدم العرب على خطوات تجاه الفلسطينيين وليس فقط أن تقدم اسرائيل "التنازلات".

في موازة ذلك ، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن مسؤولين إسرائيليين تعبيرهم عن قلق من مبادرة أوباما وأنه "لأول مرة يدور الحديث عن خطة سلام أميركية لم يتم تنسيقها مسبقا مع إسرائيل.. وهذا أمر غير مسبوق ويثير القلق". ودعا القيادي في حزب كاديما ، عضو الكنيست شاؤول موفاز ، رئيسة حزبه ، تسيبي ليفني ، إلى استغلال محاولات دفع السلام من أجل الانضمام إلى حكومة نتنياهو.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين أميركيين قولهم لنظرائهم الإسرائيليين إن أوباما لن يطرح خطة سلام جديدة ، خلال خطابه في القاهرة ، وإنما سيركز على التقرب من العالم العربي والإسلامي ، وسيأتي على ذكر مبادىء سياسته تجاه العملية السياسية بين إسرائيل وبين الفلسطينيين والدول العربية.

وحسب مصادر الصحيفة سيدعو اوباما الرئيس الفلسطيني ، الذي سيزور واشنطن الأسبوع المقبل ، إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل فورا وعدم وضع شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات ، بادعاء ان وضع شروط كهذه سيؤدي إلى تصلب مواقف الجانبين.

وقال مصدر موافق لزيارة نتنياهو إلى واشنطن إنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية بخصوص وقف بناء المستوطنات ومبدأ الدولتين للشعبين. وقد اتفقنا على مواصلة التباحث في جميع هذه المواضيع ، العامة والإقليمية والفلسطيني".

نورتيني ريم