البابا في اسرائيل : معاداة السامية «مقيتة» ويجب عدم نسيان ضحايا المحرقة

القدس المحتلة - وكالات الانباء

دعا البابا بنديكت السادس عشر امس الى "عدم انكار او تشويه او نسيان معاناة" ضحايا المحرقة ، وذلك خلال زيارته نصب ياد فاشيم في القدس تكريما لستة ملايين يهودي قضوا في المحرقة النازية. وقال البابا خلال اضاءته الشعلة الابدية في قاعدة الذكرى "يجب الا تموت اسماء هؤلاء الضحايا ، يجب عدم انكار او تشويه او نسيان معاناتهم.. وعلى جميع أصحاب النيات الطيبة ان يزيلوا من قلب الانسان كل ما يمكن ان يؤدي الى مآس مماثلة".

واكد البابا عند وصوله الى اسرائيل امس في اطار رحلة حج الى الاراضي المقدسة ان معادة السامية "مقيتة" و"مرفوضة بالكامل".

وقال في خطاب القاه في مطار بن غوريون قرب تل ابيب "للاسف ، تواصل معاداة السلام الكشف عن وجهها المقيت في عدد كبير من دول العالم. انها امر مرفوض بالكامل".

وشدد على ان "السلام الدائم مسألة ثقة" ، وذلك خلال لقائه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في اليوم الاول من زيارته لاسرائيل ، المرحلة الثانية من جولته في الاراضي المقدسة التي تستمر حتى 15 الشهر الحالي.

وقال البابا ان "السلام الدائم مسألة ثقة ، تغذيها العدالة والنزاهة" ، موضحا ان هذا الامر يستدعي "الاعتراف بالاخر كأخ وكأخت". واضاف "بهذه الطريقة ، لا يصبح المجتمع مكانا للمعوقات والحواجز بل للتجانس".

واكد البابا انه "في اللغة العبرية ، فان الامن ينبثق من الثقة ولا يشير فقط الى غياب التهديد بل ايضا الى الشعور بالهدوء والثقة". وقال ايضا "الامن ، النزاهة ، السلام والعدالة. (هذه المبادىء) لا يمكن فصلها في ما يرسمه الله للعالم" ، داعيا الى "ممارسة" هذه المبادىء و"عيشها".

وقال بيريز بالانجليزية في حضور البابا "لقد تأثرنا كثيرا بتصريحاتكم حول معاداة السامية". ثم قدم اليه كتاب العهد القديم الذي وضعه علماء محليون على شريحة الكترونية مصنوعة من السيليكون بحجم رأس ابرة. وقام علماء من المعهد الاسرائيلي للتكنولوجيا بحفر الكتاب المقدس وهو باللغة العبرية على شريحة حجمها 5,0 ملم مربع.

والتقى البابا بنديكت السادس عشر في القدس امس والدي الجندي جلعاد شاليط الذي تاسره حركة حماس منذ نحو ثلاث سنوات. وبث التلفزيون الاسرائيلي مشاهد هذا اللقاء مباشرة ، وظهر والدا شاليط يتحدثان مع الحبر الاعظم بمساعدة مترجم.

من جهتها انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) امس زيارة بابا الفاتيكان إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ، واصفة إياها بأنها "ستجمل من صورة الاحتلال". وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان صحفي: "إن زيارة البابا بنديكت السادس عشر للاحتلال الصهيوني تحديدا بعد ارتكابه مجزرة ومحرقة بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة ، واستخدامه أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دوليا في قتل الأطفال وقصف المساجد والكنائس ودور العبادة ستجمل من صورة الاحتلال وستضعف من فرص ملاحقة قيادته كمجرمي حرب ارتكبوا مجازر ومحارق بحق الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم أجمع".

وأضاف: "نحن نستغرب تسويق البابا لفكرة حل الدولتين ، فهذا يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية متطرفة تشكل خطرا على الشعب الفلسطيني... وتحديدا بعد تصريحاتهم العنصرية المتطرفة في القضاء على العرب وتهديد المصالح الفلسطينية والعربية وإيمانهم بأن السلام لا يأتي إلا بالحرب".

وأوضح برهوم قائلا: "إن تعاطفه (البابا) مع عائلة (الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد) شاليط هو تعاطف في غير محله لما فيه من تجاهل لمعاناة 12 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يمارس بحقهم كافة أشكال الظلم والقهر والتعذيب والحرمان".

واغلقت اسرائيل امس مركزا اعلاميا فلسطينيا في القدس وحدت من دخول المسيحيين القادمين من قطاع غزة في الوقت الذي دعا فيه البابا بنديكت في زيارته للاراضي المقدسة الى السماح بحرية الوصول الى المدينة.

وقبل وصول البابا بفترة قصيرة سلمت اسرائيل امرا مكتوبا الى فندق في القدس الشرقية يمنع فتح مركز اعلامي مخصص لزيارة البابا التي تستمر خمسة ايام ترعاه حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي غزة قال رجال دين مسيحيون ومسؤولون فلسطينيون ان زهاء 150 من بين 250 مسيحيا قدموا طلبات لمغادرة القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية لحضور قداس بابوي في القدس او بيت لحم لكن لم تصدر لهم تصاريح للقيام بذلك. واكدت اسرائيل السماح لنحو 100 فلسطيني بالدخول قادمين من غزة.

نورتيني ياقمره