تمسك ميتشل بـ «حل الدولتين» يصطدم بـ «تعنت» حكومة التطرف الاسرائيلية

قطع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشيل الطريق امس وزير الخارجية الاسرائيلي المتطرف ليبرمان بتاكيده موقف الادارة الاميركية الجديدة حيال حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والمتمثل بحل الدولتين .

وذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية في موقعها الالكتروني ان ليبرمان وخلال لقائه بالمبعوث الاميركي ، قال انه يتوجب ايجاد"افكار جديدة"للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، فرد عليه ميتشيل بالقول ان الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين للشعبين. واكد ميتشل خلال لقائه ليبرمان الحاجة إلى أسلوب جديد للتعامل مع صراع الشرق الأوسط بعد فشل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

وتعد محادثات امس الأولى للمبعوث الأمريكي في إسرائيل منذ تولي الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو مقاليد السلطة الشهر الماضي. وبدأ ميتشيل محادثاته في وقت سابق مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في القدس المحتلة ، مجددا التزام واشنطن بأمن إسرائيل ولكن أيضا بحل الدولتين للصراع في الشرق الأوسط.

ويصطدم موقف الولايات المتحدة بتحفظات الحكومة الاسرائيلية التي تم تنصيبها في 31 اذار ، والتي ترفض هذا الخيار مؤكدة استعدادها لاجراء محادثات مع الفلسطينيين على اساس خطة لتنمية اقتصادهم.

وترفض حكومة نتنياهو الالتزام بحل الدولتين ، وأكد ليبرمان ضرورة إيجاد "أفكار جديدة" لأن الطريق الذي خاضته الحكومات السابقة لم يوصل إلى "أماكن جيدة ، على أقل تقدير". وقال وزير الداخلية ايلي يشائي "في الظروف الراهنة يجب العمل ليس على (قيام) دولتين لشعبين ، بل على اقتصادين لشعبين ، وميتشل يعلم ان ارغام المنطقة على حوار افتراضي يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية" لتلك المنشودة.

من جهته ، قال وزير النقل اسرائيل كاتز (الليكود) إن حكومة نتنياهو لن تقبل ، على الأرجح ، بتسوية للصراع في الشرق الاوسط قائمة على أساس دولتين ولن تواصل عملية انابوليس "لأنها فشلت" ، مضيفا"لا تعد تفاهمات انابوليس اتفاقا ملزما".

وكان ميتشل اكد في وقت سابق بالمغرب إصرار إدارة أوباما على الدفع باتجاه تسوية الصراع في الشرق الأوسط.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الادارة الامريكية اشترطت على إسرائيل إخلاء مستوطنات بالضفة الغربية حتى تساعدها في التعامل مع الملف النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة إلى أنه محادثات جرت مؤخرا بين رئيس طاقم موظفي البيت الابيض رام إيمانويل وأحد زعماء الجالية اليهودية في واشنطن أكد خلالها إيمانويل أنه "سيتم التوصل الى تسوية دائمة بين اسرائيل والفلسطينيين خلال السنوات الأربع القادمة على أساس حل الدولتين للشعبين فلا يهم واشنطن البتة من هو رئيس الحكومة في اسرائيل".

وتضيف الصحيفة ان إدارة اوباما وجهت في الآونة الأخيرة إشارات واضحة وصريحة إلى إسرائيل مفادها أن أوباما لا ينوي الانتظار سنتين الى ان يستكمل نتنياهو اعداد خطة سياسية تتعلق بمستقبل العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني.

كما ذكرت الصحيفة أن إدارة أوباما أبلغت نتنياهو بأن الرئيس الأمريكي لن يستطيع مقابلته مطلع الشهر المقبل خلال أعمال مؤتمر اللوبي الأمريكي المؤيد لاسرائيل (إيباك) في واشنطن نظرا لان اوباما "لن يكون متواجدا في واشنطن خلال هذه الفترة" ، ولذلك فهناك تفكير في الغاء زيارة نتنياهو ومحاولة تحديد موعد آخر للقاء اوباما خلال أيارالمقبل.

من ناحية ثانية ، يتوجه مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الضفة الغربية اليوم لإجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسئولين فلسطينيين آخرين.