المواضيع الأخيرة
بحـث
ثمّ عاد
+5
moon
hanadi
دودو
مصطفي ماجيك
janesta
9 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: الـمـنتـدى الادبـي...LITERARY FORUM :: قــسم القصص ألادبيه...LITERARY STORIES
صفحة 1 من اصل 1
ثمّ عاد
ذهب دون وداع.. لم يقل شيئاً قبل الرحيل.. حزم أمتعته في غفلة عن البيت، ثمّ خرج إلى غير رجعه. تنبهّت فاطمة إلى غياب سليم المفاجئ، لكنّها لم تقم بأيةّ إجراءات تخص التلميح أوالتصريح، خشية انتشار الخبر بشكل ينعكس عليها، وعلى أطفالها سلباً.
أخفت همّها بادئ الأمر، لعل الزوج يكون قد غادر المنزل في مهمّة قصيرة، ثمّ يعود ...
لكنّ الفترة طالت، وتجاوز الغياب حدّه المعقول، وبات السكوت مستحيلاً. أخبرت صغارها بالحقيقة، مختلقة لرحيل أبيهم المفاجئ أعذاراً متعدّدة، وكان عددهم ستة، بالإضافة إلى جنين في أشهره الأولى ... ينام في بطنها الذي مافتئ ينتفخ شيئاً فشيئاً، معلناً تمّرده على ماحدث. بعد عام ونيفّ، وبعد أن كانت الأم قد أنجبت طفلة، واجهت عيناها النور، دون أن يهدهدها أب، ودون أن يطلق عليها اسماً، أوحتّى يحتج على مجيئها.. بعد عام ونيّف من الضنك والعذاب أمضته فاطمة متنقلة بين هنا وهناك في السؤال والتقصيّ .... عرفت أخيراً مكانه وعرفت أنّه قد غادر القطر، ولن يعود إلى الوطن أبداً .
ذرفت دموعاً مالحة كملوحة أيّامها المقبلة. بكت بحرقة على حظّها، وعمرها، وشبابها.. حاولت أن تتعرّف على سبب واحد لهجرانه لها، فلم تجده.. فتّشت عن مبرّرات مقنعة وكافية لتبرئته أمام نفسها، وأمام أولادها، وأمام المجتمع، فلم تعثر عليه، بدأت رحلة الهموم بالنسبة إليها، وراح الصغار يكبرون، وتكبر معهم المسؤوليّات الجمّة التي عجزت في البداية عن حملها ... إذ استنجدت بالأقارب فلم ينجدوها " ولجأت إلى الأصدقاء والمعارف، فتهرّبوا منها.. لذلك، قرّرت أن تعمل ... وكان عملها أوّل الأمر يتوزّع ما بين الخدمة في بيوت الناس صباحاً، ومابين صناعة بعض المعّجنات لأحد مخازن الحلويّات مساء ... ثمّ استقرّ حالها بعد ذلك على القيام بمهنة كانت قد تعلّمتها منذ صغرها، وهي الخياطة.. فقد ملكت مقدرة مزاولة هذه المهنة، وأتقنت أداءها بالتدريج.. لذلك اشترت ماكينة خياطة ... جمعت ثمنها قرشاً إثر قرش، وراحت تخيط للآخرين بالأجرة.. لم يكن الوضع سهلاً أو مريحاً في بدايته، لعدم شهرتها، وقلّة زبائنها.. لكنّ الله لم ينسها، فقد أعانها على خوض مرحلتها الجديدة، وسهّل لها الطريق الذي صمّمت السير فيه، لتصبح بعد زمن من العمل الدؤوب المستمرّ، إسماً معروفاً في عالم الحياكة والتطريز، وبدأت أحوالها الماديّة تتغيّر، وأمور أسرتها تنتقل من الحسن إلى الأحسن.. حمدت الله وشكرته على نعمته وفضله ورحمته التي شملها بها، وعوّضها عن فقرها، وفرّج كربتها بعد نضال مع الزمن دام سبعة عشر عاماً، استطاعت خلالها أن تربيّ أبناءها أحسن تربية، وتخرجهم للدنيا رجالاً ونساء صالحين، وتوصلهم إلى وضع حياتي مقبول .... أمّا الأب فقد قلّت أخباره وندرت حتىّ انقطعت تماماً، ولم يعد يسأل عنه، أو يذكره أحد... إلى أن كان يوم..
طرق الباب فيه على عجل، وكان الطارق برقيّة تقول: " سآتي بعد أسبوع "
ذهلت فاطمة ... سكتت عن الكلام، ولجمت لسانها الدهشة حين قرأت التوقيع ... معقول ؟! سيعود ؟! بعد هذا العمر ؟!.. ولماذا ؟ بدأ لسانها يتمتم، يتخبّط بنواشذ الكلام ...قلب الأولاد جميعاً شفاههم، مستنكرين الأمر، مبدين عدم الارتياح، وعدم قبول ما سمعوا.. قالت إحدى البنات..
- لماذا يريد العودة ؟
عقّب أخوها
- ماذا يبغي منّا ... وماذا نبغي منه ؟
تابعت الصغري:
- نحن لا نرغب بمجيئة ...
ثمّ أضافت:
- أنا لا أعرفه، ولا أريد..
بقيت الأم على شرودها ساهمة، واجمة، حائرة بماذا تجيب، وكيف تتصرف ّ، وماذا تقول للأولاد، وعلى أيّ أساس تقنعهم بوجوده، وبأيّة صفة تستقبل ذاك الذي هجرها عمراً بحاله، وتركها وأطفالها وهم بأمسّ الحاجة إليه ... عاد كالغريب، رجع، وقد نأت عنه العافية، وتغيرّت أحواله وملامحه.. أتى مريضاً مشلولاً محمولاً على نقّالة، ينخر السوس عظامه، والعلل تتوزّع دماغه وقلبه ... ولا بدّ له من خادمة وممرّضة للعناية به.. وليس هناك سوى فاطمة، التي حكمت عليها الحياة بالعذاب.. ترى هل تقبله ؟.. أم ترفضه ؟ وما رأيكم ...؟
أخفت همّها بادئ الأمر، لعل الزوج يكون قد غادر المنزل في مهمّة قصيرة، ثمّ يعود ...
لكنّ الفترة طالت، وتجاوز الغياب حدّه المعقول، وبات السكوت مستحيلاً. أخبرت صغارها بالحقيقة، مختلقة لرحيل أبيهم المفاجئ أعذاراً متعدّدة، وكان عددهم ستة، بالإضافة إلى جنين في أشهره الأولى ... ينام في بطنها الذي مافتئ ينتفخ شيئاً فشيئاً، معلناً تمّرده على ماحدث. بعد عام ونيفّ، وبعد أن كانت الأم قد أنجبت طفلة، واجهت عيناها النور، دون أن يهدهدها أب، ودون أن يطلق عليها اسماً، أوحتّى يحتج على مجيئها.. بعد عام ونيّف من الضنك والعذاب أمضته فاطمة متنقلة بين هنا وهناك في السؤال والتقصيّ .... عرفت أخيراً مكانه وعرفت أنّه قد غادر القطر، ولن يعود إلى الوطن أبداً .
ذرفت دموعاً مالحة كملوحة أيّامها المقبلة. بكت بحرقة على حظّها، وعمرها، وشبابها.. حاولت أن تتعرّف على سبب واحد لهجرانه لها، فلم تجده.. فتّشت عن مبرّرات مقنعة وكافية لتبرئته أمام نفسها، وأمام أولادها، وأمام المجتمع، فلم تعثر عليه، بدأت رحلة الهموم بالنسبة إليها، وراح الصغار يكبرون، وتكبر معهم المسؤوليّات الجمّة التي عجزت في البداية عن حملها ... إذ استنجدت بالأقارب فلم ينجدوها " ولجأت إلى الأصدقاء والمعارف، فتهرّبوا منها.. لذلك، قرّرت أن تعمل ... وكان عملها أوّل الأمر يتوزّع ما بين الخدمة في بيوت الناس صباحاً، ومابين صناعة بعض المعّجنات لأحد مخازن الحلويّات مساء ... ثمّ استقرّ حالها بعد ذلك على القيام بمهنة كانت قد تعلّمتها منذ صغرها، وهي الخياطة.. فقد ملكت مقدرة مزاولة هذه المهنة، وأتقنت أداءها بالتدريج.. لذلك اشترت ماكينة خياطة ... جمعت ثمنها قرشاً إثر قرش، وراحت تخيط للآخرين بالأجرة.. لم يكن الوضع سهلاً أو مريحاً في بدايته، لعدم شهرتها، وقلّة زبائنها.. لكنّ الله لم ينسها، فقد أعانها على خوض مرحلتها الجديدة، وسهّل لها الطريق الذي صمّمت السير فيه، لتصبح بعد زمن من العمل الدؤوب المستمرّ، إسماً معروفاً في عالم الحياكة والتطريز، وبدأت أحوالها الماديّة تتغيّر، وأمور أسرتها تنتقل من الحسن إلى الأحسن.. حمدت الله وشكرته على نعمته وفضله ورحمته التي شملها بها، وعوّضها عن فقرها، وفرّج كربتها بعد نضال مع الزمن دام سبعة عشر عاماً، استطاعت خلالها أن تربيّ أبناءها أحسن تربية، وتخرجهم للدنيا رجالاً ونساء صالحين، وتوصلهم إلى وضع حياتي مقبول .... أمّا الأب فقد قلّت أخباره وندرت حتىّ انقطعت تماماً، ولم يعد يسأل عنه، أو يذكره أحد... إلى أن كان يوم..
طرق الباب فيه على عجل، وكان الطارق برقيّة تقول: " سآتي بعد أسبوع "
ذهلت فاطمة ... سكتت عن الكلام، ولجمت لسانها الدهشة حين قرأت التوقيع ... معقول ؟! سيعود ؟! بعد هذا العمر ؟!.. ولماذا ؟ بدأ لسانها يتمتم، يتخبّط بنواشذ الكلام ...قلب الأولاد جميعاً شفاههم، مستنكرين الأمر، مبدين عدم الارتياح، وعدم قبول ما سمعوا.. قالت إحدى البنات..
- لماذا يريد العودة ؟
عقّب أخوها
- ماذا يبغي منّا ... وماذا نبغي منه ؟
تابعت الصغري:
- نحن لا نرغب بمجيئة ...
ثمّ أضافت:
- أنا لا أعرفه، ولا أريد..
بقيت الأم على شرودها ساهمة، واجمة، حائرة بماذا تجيب، وكيف تتصرف ّ، وماذا تقول للأولاد، وعلى أيّ أساس تقنعهم بوجوده، وبأيّة صفة تستقبل ذاك الذي هجرها عمراً بحاله، وتركها وأطفالها وهم بأمسّ الحاجة إليه ... عاد كالغريب، رجع، وقد نأت عنه العافية، وتغيرّت أحواله وملامحه.. أتى مريضاً مشلولاً محمولاً على نقّالة، ينخر السوس عظامه، والعلل تتوزّع دماغه وقلبه ... ولا بدّ له من خادمة وممرّضة للعناية به.. وليس هناك سوى فاطمة، التي حكمت عليها الحياة بالعذاب.. ترى هل تقبله ؟.. أم ترفضه ؟ وما رأيكم ...؟
عدل سابقا من قبل janesta في الجمعة مارس 06, 2009 9:11 am عدل 1 مرات
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: ثمّ عاد
عايز اقول حاجة بجد انا احترت اما قرئت القصة
يعنى مش عايز اكلم من الشهامة والمثالية واقول تقل\بلو واظلمها بس بجد مش عارف
انا بجد مش عارف
يعنى مش عايز اكلم من الشهامة والمثالية واقول تقل\بلو واظلمها بس بجد مش عارف
انا بجد مش عارف
مصطفي ماجيك- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 341
نقاط : 49
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: ثمّ عاد
نورتيني هنادي
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: ثمّ عاد
القصه جامده جدا بصراحه ومحزنه جدا بس اعتقد انى لو مكانها ممكن اساعده اجبله الى ممرضه تعينه علشان يكمل الباقى فى حياته لكن ارجعله اعتقد صعبه شويه
moon- عضو
-
عدد الرسائل : 60
نقاط : 28
تاريخ التسجيل : 02/03/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: ثمّ عاد
ترجعلو اكيد مستحيل تساعدو باحضار ممرض له او لو اولاده يسامحو و يخدموه بانفسهم .انا لو مكانهم هيك بعمل و افوض امري لرب العالمين هو يلي بيحاسب و ما بينسى حدا
kouki- عضــو ممتاز
-
عدد الرسائل : 506
العمر : 103
نقاط : 411
تاريخ التسجيل : 30/01/2009
رد: ثمّ عاد
معقول في شخص قلبه طيب كده كوكي!!
اسعدني مرورك
اسعدني مرورك
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: ثمّ عاد
thx janesta 3al mawdou3
legacy11- عضو متميز
-
عدد الرسائل : 1021
العمر : 35
نقاط : 1946
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
نســــــــــــــــــــــايــــم :: الـمـنتـدى الادبـي...LITERARY FORUM :: قــسم القصص ألادبيه...LITERARY STORIES
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome