المواضيع الأخيرة
بحـث
الدرس
5 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: الـمـنتـدى الادبـي...LITERARY FORUM :: قــسم القصص ألادبيه...LITERARY STORIES
صفحة 1 من اصل 1
الدرس
أخيراً سأصبح معلمة أصيلة!.
قالت لينا لأمها، وهي تكاد تطير من الفرح..
قبلتها أمها... لم يكن لها في الدنيا غيرها. ثم رفعت الأم يديها إلى السماء تدعو لوحيدتها..
-حضّري الغداء يا أمي.. سأحضّر درساً لن يعطيه أحد قبلي ولن يعطيه أحد بعدي..
-الله يكون معك!..
تقف لينا أمام طالباتها. زهرات من كل لون، تؤدي الدرس بثقة وفرح. تصول وتجول على المنصة، تستشف نظرة رضىً في عيني موجه المادة.. و....
-مابك يا لينا!.... لِمَ لا تأكلين؟!.
تأكل بضع لقيمات، ثم تطير إلى غرفتها كالفراشة..
كتاب القراءة أمامها.. النص أمامها.. تتراقص الكلمات أمامها مثل شموع مضاءة في ليلة عيد الميلاد..
عصفور في قفص، هرم وهو محبوس، وفجأة قرر صاحب العصفور أن يمنحه حريته...
نظر العصفور إلى صاحبه وتساءل:
-" لماذا أعطيتني حريتي وأنا عجوز.. ومنعتها عني وأنا عصفور صغير قوي الجناحين أتنقل من شجرة إلى أخرى؟!.. تضع لينا أهداف الدرس..
تسطّر.. كل سطر بلون، ترسم. تكتب، تعتصر معلوماتها التربوية التي قرأتها والتي سمعتها...
كأنها تركب الآن صهوة جواد أبيض، يسبح بها في سهل فسيح، ينتظرها سمير وسط السهل مرحباً، ضاحكاً، يتلقفها بيديه القويتين، وتشم رائحته المميزة...
هذا الصيف موعد الزفاف..
-العرس، بعد أن أصبح معلمة أصيلة!.
ينظر سمير إليها. في نظرته عتب، وفي عينيه هيام..
-أمري لله!.
تدخل أمها..
لم تنتبه إليها إلا حين وضعت كأس الشاي أمامها..
-يكفيك سهراً يا لينا!.
-هذا الدرس هو حياتي يا أمي!.
حين تخرج أمها تغوص في حياة العصفور العجوز....
غداً، تخرج من القفص، يصبح لها كيان خاص، غداً.. تفتح باب القفص، فتطل الشمس، يطل سمير في بذلة عرسه ماداً لها يديه..
تفكر في كل كلمة تكتبها. تتمثل كلامها أمام تلميذاتها الصغيرات. ستتوقف في اللحظة المناسبة، وستسير حين يتوجب ذلك، ستضع لوحة أبرية هناك، وجيبية هنا، وقفصاً وصورة عصفور و....
تستقرئ في وجوه تلميذاتها الفهم والتجاوب..
تنظر إلى موجه المادة، ترى أباها يبتسم لها..
تتنهد..
مات أبوها وهي صغيرة، لم تعرف صورته إلا عبر غبار وغيوم..
دائماً، تراه ينظر إليها بصمت وحنان، في منامها، وفي يقظتها، أحياناً...
احتضنتها أمها.. ونذرت نفسها لها.. عملت خادمة في المنازل، وعملت في المعامل.. حتى كبرت ودخلت الوظيفة المؤقتة بعد الشهادة الثانوية..
صوت المنبه يعلن منتصف الليل..
تمسح غرفتها بنظرة سريعة.. الخزانة مغلقة!
ماذا ستلبس غداً؟!... أجمل ثوب عندها.. وحذاءَها الجديد.
لن تركب "الميكرو"، حتى لايدوس الناس على حذائها، ستأخذ سيارة أجرة، وتصل المدرسة في أبهى حلتها...
تسمع دقات قلبها، أهو الخوف أم الفرح؟!..
هكذا كان يدق قلبها قبل كل امتحان، وهكذا دق حين التقت سمير..
عادت إلى مكانها بعد أن حددت الثوب والحذاء.. أنصتت..
لابدَّ أن أمها الآن في سابع نومة...
طنين سكوت الليل جعل لينا تقف متأملة يومها وغدها..
راجعت مواد الدرس، والبطاقات الملونة، حاولت أن تزيد، لكن التعب غزا جسدها دفعة واحدة..
أخبرها المنبه أن الساعة هي الثانية صباحاً..
حينئذٍ، ربطت المنبه على السادسة صباحاً..
وما إن وضعت رأسها على الوسادة حتى غرقت في بئر النوم..
صباحاً..
قامت لينا بالخطوات نفسها التي رسمتها البارحة..
وصلت المدرسة، وكأنها تدخلها للمرة الأولى، الصف يرقص فرحاً، وجوه التلميذات ناضرة ناظرة..
تدخل، ترتب لينا أشياءها، وتنتظر بفارغ الصبر قرع الباب لتستقبل الموجه، وتعطي درساً ناجحاً مائة في المائة..
وفجأة..
يُقرع الباب، تسرع دقات قلبها، وهي تخف نحو الباب بكامل أناقتها..
تفتح الباب..
تقف المديرة بوجهها الصارم..
-أجّل الموجه حضوره!.
-لماذا؟!...
-لا أدري.. سيأتي في وقت آخر!..
وتختفي المديرة في الردهة..
تعود لينا، متراخية الأوصال.. تجلس على كرسيها منهكة، وتدخل قفص العصفور العجوز..
قالت لينا لأمها، وهي تكاد تطير من الفرح..
قبلتها أمها... لم يكن لها في الدنيا غيرها. ثم رفعت الأم يديها إلى السماء تدعو لوحيدتها..
-حضّري الغداء يا أمي.. سأحضّر درساً لن يعطيه أحد قبلي ولن يعطيه أحد بعدي..
-الله يكون معك!..
تقف لينا أمام طالباتها. زهرات من كل لون، تؤدي الدرس بثقة وفرح. تصول وتجول على المنصة، تستشف نظرة رضىً في عيني موجه المادة.. و....
-مابك يا لينا!.... لِمَ لا تأكلين؟!.
تأكل بضع لقيمات، ثم تطير إلى غرفتها كالفراشة..
كتاب القراءة أمامها.. النص أمامها.. تتراقص الكلمات أمامها مثل شموع مضاءة في ليلة عيد الميلاد..
عصفور في قفص، هرم وهو محبوس، وفجأة قرر صاحب العصفور أن يمنحه حريته...
نظر العصفور إلى صاحبه وتساءل:
-" لماذا أعطيتني حريتي وأنا عجوز.. ومنعتها عني وأنا عصفور صغير قوي الجناحين أتنقل من شجرة إلى أخرى؟!.. تضع لينا أهداف الدرس..
تسطّر.. كل سطر بلون، ترسم. تكتب، تعتصر معلوماتها التربوية التي قرأتها والتي سمعتها...
كأنها تركب الآن صهوة جواد أبيض، يسبح بها في سهل فسيح، ينتظرها سمير وسط السهل مرحباً، ضاحكاً، يتلقفها بيديه القويتين، وتشم رائحته المميزة...
هذا الصيف موعد الزفاف..
-العرس، بعد أن أصبح معلمة أصيلة!.
ينظر سمير إليها. في نظرته عتب، وفي عينيه هيام..
-أمري لله!.
تدخل أمها..
لم تنتبه إليها إلا حين وضعت كأس الشاي أمامها..
-يكفيك سهراً يا لينا!.
-هذا الدرس هو حياتي يا أمي!.
حين تخرج أمها تغوص في حياة العصفور العجوز....
غداً، تخرج من القفص، يصبح لها كيان خاص، غداً.. تفتح باب القفص، فتطل الشمس، يطل سمير في بذلة عرسه ماداً لها يديه..
تفكر في كل كلمة تكتبها. تتمثل كلامها أمام تلميذاتها الصغيرات. ستتوقف في اللحظة المناسبة، وستسير حين يتوجب ذلك، ستضع لوحة أبرية هناك، وجيبية هنا، وقفصاً وصورة عصفور و....
تستقرئ في وجوه تلميذاتها الفهم والتجاوب..
تنظر إلى موجه المادة، ترى أباها يبتسم لها..
تتنهد..
مات أبوها وهي صغيرة، لم تعرف صورته إلا عبر غبار وغيوم..
دائماً، تراه ينظر إليها بصمت وحنان، في منامها، وفي يقظتها، أحياناً...
احتضنتها أمها.. ونذرت نفسها لها.. عملت خادمة في المنازل، وعملت في المعامل.. حتى كبرت ودخلت الوظيفة المؤقتة بعد الشهادة الثانوية..
صوت المنبه يعلن منتصف الليل..
تمسح غرفتها بنظرة سريعة.. الخزانة مغلقة!
ماذا ستلبس غداً؟!... أجمل ثوب عندها.. وحذاءَها الجديد.
لن تركب "الميكرو"، حتى لايدوس الناس على حذائها، ستأخذ سيارة أجرة، وتصل المدرسة في أبهى حلتها...
تسمع دقات قلبها، أهو الخوف أم الفرح؟!..
هكذا كان يدق قلبها قبل كل امتحان، وهكذا دق حين التقت سمير..
عادت إلى مكانها بعد أن حددت الثوب والحذاء.. أنصتت..
لابدَّ أن أمها الآن في سابع نومة...
طنين سكوت الليل جعل لينا تقف متأملة يومها وغدها..
راجعت مواد الدرس، والبطاقات الملونة، حاولت أن تزيد، لكن التعب غزا جسدها دفعة واحدة..
أخبرها المنبه أن الساعة هي الثانية صباحاً..
حينئذٍ، ربطت المنبه على السادسة صباحاً..
وما إن وضعت رأسها على الوسادة حتى غرقت في بئر النوم..
صباحاً..
قامت لينا بالخطوات نفسها التي رسمتها البارحة..
وصلت المدرسة، وكأنها تدخلها للمرة الأولى، الصف يرقص فرحاً، وجوه التلميذات ناضرة ناظرة..
تدخل، ترتب لينا أشياءها، وتنتظر بفارغ الصبر قرع الباب لتستقبل الموجه، وتعطي درساً ناجحاً مائة في المائة..
وفجأة..
يُقرع الباب، تسرع دقات قلبها، وهي تخف نحو الباب بكامل أناقتها..
تفتح الباب..
تقف المديرة بوجهها الصارم..
-أجّل الموجه حضوره!.
-لماذا؟!...
-لا أدري.. سيأتي في وقت آخر!..
وتختفي المديرة في الردهة..
تعود لينا، متراخية الأوصال.. تجلس على كرسيها منهكة، وتدخل قفص العصفور العجوز..
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 37
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: الدرس
جينستا
مجهودك مميز ورائع
مجهودك مميز ورائع
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
نســــــــــــــــــــــايــــم :: الـمـنتـدى الادبـي...LITERARY FORUM :: قــسم القصص ألادبيه...LITERARY STORIES
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome