اختتام القمة الثانية بين الدول العربية واميركا الجنوبية في الدوحة

الدوحة - وكالات الانباء

اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة امس أعمال القمة الثانية للدول العربية ودول اميركا اللاتينية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وايجاد صيغة تعاون وحوار مشترك لمواجهة التحديات التي استمرت يوما واحدا.

وفي كلمتها في افتتاح القمة أعربت ميشيل باتشيليت رئيسة تشيلي الرئيس الحالي لاتحاد دول اميركا اللاتينية عن رغبة دول اميركا اللاتينية "في نقل خبراتنا وما حققناه في منطقتنا إلى الدول العربية". وأكدت باتشيليت أن "العالم يشهد أزمة عالمية مالية طاحنة ومشكلات بيئية تمثل تحديا كبيرا" الأمر الذي يتطلب "إيجاد صيغة تعاون وحوار مشترك من أجل مواجهة التحديات". كما أكدت على دعم الدول اللاتينية "لإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل" وكذلك إدانتها "للاجتياح الإسرائيلي الأخير على غزة ونأمل في العودة إلى المفاوضات". وأشارت باتشيليت إلى ضرورة أن يتواكب الاصلاح الاقتصادي مع الإصلاح الاجتماعي.

وتعد هذه القمة هي الثانية بعد القمة الأولى التي عقدت في برازيليا في أيار 2005 .

ويشارك في القمة 33 دولة ، 22 عربية 11و اميركية جنوبية لمناقشة ما تم إنجازه من خطوات على طريق التعاون والتنسيق بين أعضاء هذا التجمع في السنوات الاربع الماضية منذ انتهاء القمة الاولى وحتى الآن.

وتهدف القمة إلى دعم التجارة والاستثمار بين دول التجمع وتوحيد الجهود والمواقف حيال العديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي تشغل اهتمام شعوب المنطقتين للحد من الاعتماد على القوى الكبرى.

واعتبر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر في كلمته بالجلسة الافتتاحية اللقاء بين العالم العربي وأميركا الجنوبية رمزاً وتجسيداً لفكرة جاء وقتها. واشار الى إن شعوب العالم العربي تابعت وتتابع حركة التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تحققه شعوب قارة اميركا الجنوبية على طريق وعر وشاق يبدو خط سيره الآن واضحاً وناجحاً وقادراً على بلوغ أمانيه ، معربا عن تقديره الكبير لهذه الجهود وتلك الأعباء التي تحملتها لكي تصل إلى هذه الدرجة من التقدم. وقال ان هناك أوجه شبه وتقارب بين العالم اللاتيني وبين عالمنا العربي موضحا ان كليهما لديه تجارب حضارية قديمة وثقافة متعددة المصادر والطموح إلى مستقبل كريم.

واضاف ان هناك جهوداً سابقة حاولت مد هذه الجسور تعتمد على أحلام المؤسسين الأول لحركة تضامن آسيا وإفريقيا سعت إلى تحقيق اللقاء بين القارات الثلاث والاقتراب من أميركا الجنوبية الا ان بعض هذه الجهود تعثرت لأسباب متعددة دولية واقليمية.

واوضح أن بعض هذه الجهود كان سابقاً لأوانه خصوصاً في وقت الحرب الباردة الا ان الاحوال قد تغيرت الان واصبح المجال مفتوحاً لجسور جديدة ومنها الجسر الثقافي الذي تسنده مواريث مشتركة بين ثقافاتنا من تأثير تلك التجربة الغنية في شبه القارة الأيبيرية والتي استمرت قروناً طويلة.

من جهته ثمن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى موقف دول أميركا الجنوبية حيال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، مطالبا بتنسيق المواقف بين دول المنطقتين وطرح رؤية موحدة دوليا.

وشدد موسى في كلمته التي القاها في الجلسة الافتتاحية للقمة على "ان التعاون المشترك بين المجموعتين وضع على مائدة التنفيذ وأصبح واضحا ان هناك مجالا لتنسيق سياسي فيما رايناه من دعم دول اميركا الجنوبية للقضايا العربية".

ويسعى قادة وممثلو الدول العربية ودول اميركا اللاتينية الى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين المجموعتين رغم الازمة المالية. وتنعقد القمة غداة قمة الدول العربية التي استضافتها الدوحة وقبل يومين من قمة مجموعة العشرين (الدول الصناعية والدول الناشئة) في لندن الخميس التي ينتظرها العالم اجمع نظرا للقرارات المصيرية المتوقع ان تأخذها لمكافحة الازمة المالية والاقتصادية. وتشارك في الدوحة ثلاث دول اعضاء في مجموعة العشرين هي السعودية ، اكبر مصدر للنفط في العالم ، والارجنتين والبرازيل. وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في كلمة خلال القمة "لا يمكننا بناء نظام مالي افضل من دون اصلاح المنظمات المالية". واضاف "لا حل آخر سوى ان تعمد الدول التي كانت لها الحصة الاكبر في التسبب بحصول الازمة المالية وفي تدهور البيئة وفي عدم استقرار التجارة والامن الجماعي ، الى تحمل مسؤولياتها" ، من دون ان يسمي هذه الدول.

وقال زعيم المعسكر الشعبوي المناهض للولايات المتحدة في اميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز امس للصحافيين "نحن نشدد منذ سنوات عديدة على عالم متعدد الاقطاب ونعتقد ان (قمة الدوحة) تشكل فرصة مناسبة لبلورة هذا الامر". واكد ان "ساعة الانهيار النهائي للامبراطورية الاميركية حانت.. من المهم تسريع وتيرة تشكيل عالم متعدد القطبية" ، مؤكدا ان قمة الدوحة "جزء من دينامية جديدة جيو - سياسية". كما دعا تشافيز الى "تشكيل حلف كبير بين الدول العربية ودول اميركا اللاتينية في مجالي الطاقة والغذاء".

ميرسي جانيستا

دودو