القادة والزعماء العرب يدعمون الرئيس السوداني ودعوات لرفض مذكرة التوقيف

عقدت في العاصمة القطرية الدوحة أمس أعمال القمة العربية العادية الحادية والعشرين.

وتصدرت المصالحة جدول أعمالها الى جانب الصراع العربي الإسرائيلي والتضامن مع السودان ودعم دول عربية.

وحضر القمة التي رأس جلساتها الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير دولة قطر 16 زعيما عربيا ، فيما تغيب عن القمة قادة مصر والجزائر وموريتانيا والمغرب والعراق وسلطنة عمان وتمثلت بلدانهم بوفود على مستويات متفاوتة.

الرئيس السوري

وتحدث في مستهل اعمال القمة الرئيس السوري بشار الاسد بصفته الرئيس السابق للقمة العربية في دورتها العشرين ، لافتا الى ان الفترة الفاصلة بين قمتي دمشق والدوحة كانت مليئة بالأحداث النوعية سواء على مستوى المنطقة أو العالم.

وقال الرئيس الأسد إنه وبالرغم من التنوع الكبير للأحداث التي مرت بها المنطقة فإن ما جمع بينها هو حالة العجز الدولي عن معالجة أسبابها وتداعياتها التي خرجت عن حدود السيطرة ولم تعد تستثني دولة غنية كانت أم فقيرة نامية أم متقدمة ، مضيفا ان ما نسميه عجزاً دولياً ليس في الواقع سوى احتكار دولي من قبل عدد محدود من الدول للقرارات المتعلقة بالسياسة والاقتصاد والتقنيات وغيرها على مستوى العالم والذي أفضى إلى نتائج كارثية أصابت العالم برمته.

وتابع "إذا كنا كدول عربية سندفع الثمن الذي يدفعه بقية العالم اليوم كنتيجة لاقتصاد عالم يتدهور يضاف للثمن الذي ندفعه كضريبة للخلل السياسي المزمن في العالم وفي منطقتنا ، فإن هذا الاحتكار الدولي شكل باباً موصداً في وجه أي مشاركة من قبل الدول الأخرى وشعوبها والذي دخل منذ سنوات قليلة في طور التآكل قد أوصل العالم إلى أزمة قد تشكل بالنسبة لنا على الرغم من قسوتها فرصة وباباً مفتوحاً نتشارك من خلاله مع الآخرين في عملية البحث عن أسس لنظام عالمي جديد يحقق العدالة بين الشعوب من خلال إثبات موقعنا ورسم مستقبلنا وإرادتنا هذه المرة وليس بإرادة الآخرين".

وقال ان المواطنين العرب كادوا أن يفقدوا الأمل من أن يكون الخلاف بين الدول العربية هو حالة طارئة ، "بعد أن أصبح التضامن هو الحالة العابرة في العلاقات السائدة بين دولنا وما يعنيه ذلك من فقدانهم الأمل بأن يتجسد أي شيء حقيقي من المواضيع الأخرى على أرض الواقع وتكريس حالة الإحباط السائدة لديهم أصلاً.. وهذا ماكان جلياً في أوضح صوره منذ أشهر قليلة وتحديداً في فترة العدوان الإسرائيلي على غزة الذي كان النتاج الطبيعي للعقل الإجرامي الإسرائيلي من جهة والنتاج غير الطبيعي للضعف العربي الناتج عن انقسامنا من جهة أخرى ، إلا أن التبدلات التي حصلت في الفترة الأخيرة التي تلت قمة الكويت الاقتصادية قد أعادت بصيص الأمل لدينا جميعاً في إمكانية الانتقال بهذه العلاقات باتجاه أفضل".

واكد إنه من الطبيعي أن تكون المصالحات الموضوع الأهم في هذه المرحلة بوصفها الأرضية التي يبنى عليها النجاح والفشل في أي قرار نتخذه في جميع المجالات.

وقال الرئيس السوري ان "السلام لا يتحقق مع عدو لا يؤمن بالسلام" ، داعيا الى دعم المقاومة واعتبر ان "مبادرة السلام العربية غير فاعلة ولو عملنا على تفعيلها". وقال ان اسرائيل هي التي قتلت مبادرة السلام العربية.

واكد الرئيس السوري عدم جدوى تفعيل المبادرة العربية للسلام ، داعيا الى الاعتماد على القوة الذاتية للامة "وتفعيل المقاومة واختيار الثقة بالنفس وبالامة وشعوبها بدلا من انتظار التدخل من قبل الغير".

وحث الرئيس السوري الزعماء العرب المجتمعين في القمة العربية على رفض قرار الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بزعم ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور.

وقال "نحن مدعوون اليوم ليس لانتقاد المذكرة ولا لتوصيفها وكلنا متفق حول تسييسها ، وانما لرفضها من الاساس". ورأى الرئيس السوري ان صدور هذه المذكرة "تحت عناوين مزيفة ليس سوى مرحلة من مراحل تقسيم السودان بهدف اضعافه والاستيلاء على ثرواته وتقاسمها بين مجموعة من الدول تسعى لتكرار تجربة الانتداب".

وشبه ما يتعرض له السودان بما تعرضت له فلسطين في بدايات القرن الماضي "وما زلنا ندفع ثمنه الى اليوم".

أمير قطر

من جهته ، قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بعد تسلمه رئاسة القمة العربية من الرئيس السوري بشار الأسد ، ان أمام القمة جدول أعمال أعده وزراء الخارجية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، "ولدى كل منا ما يقوله في بنود هذا الجدول الحافل ، مؤكدا ضرورة التوصل على الأقل إلى آلية لإدارة الخلافات "بشكل لا يفسد فيه خلاف للود قضية".

وقال ان هناك جملة اسباب تستدعي العالم العربي إلى المراجعة منها انعكاسات الأزمة المالية نفسها التي استولت على اهتمام العالم وأبعدته عن قضايانا ، خصوصاً مع متغيرات سياسية تمسنا مباشرة يجيء ضمنها أن هناك رئاسة أمريكية ليست جديدة فقط ، ولكنها أيضاً مختلفة جاءت إلى القرار الأمريكي بدم جديد قادر على التجديد.. وهناك انتخابات جرت في إسرائيل علينا أن نراقب توجهاتها وتأثيراتها على أوضاع الأمن في المنطقة.. وهناك تطورات في الجوار لا بد لنا أن نحسن التعامل معها بحيث لا تواجه المنطقة توترات زائدة تضيف إلى قلقها واضطرابها.

وتابع "نلمح على اتساع العالم تغيرات في مواقع القوة ومراكز التأثير الى جانب مشاريع وطنية ودول قومية وتجمعات دول تدعو مواطنينا للتساؤل أين هو المشروع العربي.

وحذر الأمير من أن تلك الأسباب جميعاً سوف تواجه العالم العربى بطريق مباشر وغير مباشر بتداعيات سياسية واجتماعية تحتاج إلى استعداد وتنبه.

وقال ان أبسط ما نستطيع أن نتوقعه أن هذه الأزمة سوف تخلف وراءها عواقب وتعقيدات في منطقتنا لا بد أن نكون جاهزين لحصرها وإدارة حركتها ، إن لم نكن نستطيع التوصل إلى حلول لها ، وسوف تترك وراءها مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية.

أمين عام الجامعة العربية

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أمله في أن تكون القمة فاتحة صلح ووئام وتضامن وتفاهم بين العرب ، مؤكدا أنه "آن الآوان أن نوقف أو أن تتوقف الأصابع الأجنبية عن عبثها غير المسؤول في الفضاء العربي ، وتجاهلها للمصالح والقضايا العربية المشروعة".

كما دعا موسى الدول العربية إلى البدء بدراسة خطوات قيام نظام أمن إقليمي يحمي المنطقة العربية من سباق تسلح نووي وتحديد المتطلبات الرئيسية لذلك.

وقال إن "آليات الأمن القومي العربي تبقى صمام الأمان الذي نلوذ به إذا ما طرأت مستجدات خطيرة في زمن لم نعد نستطيع فيه التعويل على الآليات الدولية القائمة وحدها".

ودعا موسى القمة إلى إصدار تفويض إلى مجلس السلم والأمن العربي يمكنه من القيام بأعمال الدبلوماسية الوقائية ، بما في ذلك بحث ودراسة وإقامة إطار عربي لعمليات حفظ السلام أسوة بما يتم في عدد من المنظمات والاتحادات الإقليمية - الاتحاد الأفريقي".

وقال إن "التقارير الدولية المتتابعة عبر السنوات عن قدرات إسرائيل النووية تدعو إلى الانزعاج فعلا".

وأضاف أن الإقدام على أي برنامج نووي عسكري بالمنطقة يمكن أن يشكل قلقا كبيرا للجميع.. الاتهامات أصبحت تترى موجهة إلى إيران إلا أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية لا تشي بتطور محدد في هذا الاتجاه من جانب إيران".

واقترح موسى معالجة مختلف الملفات النووية التي تثير القلق في المنطقة وإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط تشمل الجميع بمن فيهم إسرائيل.

كما اقترح إطلاق حوار عربي يمهد لحوار إقليمي للإعداد لمعاهدة تقضي بتمكين دول المنطقة من إقامة تعاون نووي سلمي يكون شرط الانضمام إليه التخلي عن البرامج النووية العسكرية والانضمام إلى معاهدة منع الانتشار كخطوة أولى نحو إقرار نظام للأمن الجماعي الإقليمي لا يسمح لإسرائيل بالانضمام إليه إلا في إطار الشروط السابقة وإنهاء النزاع الإسرائيلي العربي".

أمين عام الأمم المتحدة

من جهته ، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ، الحكومة الاسرائيلية الجديدة الى تجميد المستوطنات وفتح المعابر ووقف الاجراءات الاحادية في القدس المحتلة.

واضاف كي مون أنه "لا بد للحكومة الاسرائيلية الجديدة من أن تسمح بتنقل الاشخاص والبضائع ، ويجب عليها تجميد المستوطنات".

وحض الحكومة الاسرائيلية الجديدة الى "الكف عن اتخاذ الاجراءات من جانب واحد في القدس( المحتلة) ومواصلة المفاوضات".

كذلك حث كي مون على مصالحة فلسطينية تحت قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مندداً بالحصار المفروض على قطاع غزة.

وقال ان "سكان غزة لا يزالون يواجهون معاناة ، كما أن الحالة السائدة في المعابر لا تطاق ، وللمضي قدما يجب التوصل الى وقف اطلاق نار دائم وفتح المعابر.

كما دعا كي مون دعا الرئيس السوداني عمر البشير ، الى التراجع عن طرد منظمات اغاثية عالمية في دارفور ، وعدم تسييس النشاط الاغاثي في الاقليم.

ودعا الى تجاوزما أسماه "التوترات الناجمة" عن الاجراءات القضائية بحق البشير ، وقال "يساورني قلق بالغ لقرار الحكومة السودانية طرد منظمات غير حكومية دولية رئيسية ، وتعليق عمل ثلاث منظمات غير حكومية وطنية تقدم خدمات لازمة للحياة لاكثر من مليون شخص".

وناشد الامين العام للامم المتحدة "السلطات السودانية مرة اخرى التراجع عن هذا القرار" ، مؤكدا انه "على الرغم من الجهود التي تبذلها الوزارات السودانية المتخصصة ووكالات الامم المتحدة والمنظمات في الحكومية المتبقية ، فان الفجوات لا يمكن ان تسدها القدرات القائمة".

كما جدد تاكيده على ضرورة "العمل معا لنتجاوز التوترات المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية" ، معتبرا انه "ينبغي عدم تسييس جهود الاغاثة ويجب تقديم المساعدة للناس الذين هم في حاجة اليها بغض النظر عن الفوارق السياسية".

أمير الكويت

واعتبر الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير الكويت في كلمته أمام القمة العربية ، أن الخلافات العربية ليست على السيادة وانما في الرأي ، متسائلا ، لماذا ندخل شعوبنا في هذه الخلافات بين الانظمة؟ ولماذا لا ننأى بها عن اصحاب الجلالة والفخامة والسمو؟ مؤكدا اهمية المضى في تحقيق الانفراج في العلاقات العربية ، في وضع أسسها الواقعية والمنطقية لتقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.

واعاد سموه التذكير بما بداته القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في الكويت ، ما يمثل اساسا صالحا لتلك الجهود من خلال المبادرة الخيرة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين في القمة ومتابعته الحثيثة لها في القمة المصغرة التي احتضنتها الرياض ، "مستذكرين خطابه التاريخي في القمة ومثمنين ما تضمنه من تأكيد على ان خلافاتنا السياسية أدت الى فرقتنا وانقسامنا وشتات امرنا ، وكانت عونا للعدو الاسرائيلي ولكل من يريد شق الصف العربي ، وتأكيده ايضا على اننا قادة الامة العربية مسؤولون جميعا عن هذا الوهن الذي اصاب موقفنا ، ودعوته الى السمو عن خلافاتنا حتى لا يتمكن منا اليأس".

وفي الشأن الفلسطيني ، قال ان الخلافات انهكت الاشقاء الفلسطينيين ، ما انعكس سلبا على الواقع العربي واضعف الموقف العربي السياسي.

واكد ان العدوان الاسرائيلي الصارخ على قطاع غزة المحتل يوجب على المجتمع الدولي وضع حد لهذه الممارسات بدفع جهود تحقيق السلام العادل والشامل ، وهو ما لن يتأتى الا بالتزام قرارات الشرعية الدولية على أساس المبادرة العربية للسلام ، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي العربية المحتلة عام 1967م.

واعتبر أمير الكويت أن قرار المحكمة الجنائية الدولية باصدار امر توقيف في حق الرئيس البشير لا يخدم الجهود العربية والافريقية لحل مسألة دارفور ، داعيا مجلس الامن الى تأجيل تنفيذ اجراءات المحكمة لاعطاء فرصة لجهود السلام لتحقيق نتائجها المرجوة.

كما دعا السودان لسد أية ثغرات في الجهود الانسانية في دارفور. ودعا أمير الكويت جمهورية ايران الاسلامية الاستجابة لمساعي دولة الامارات العربية المتحدة لحل قضية الجزر الاماراتية عن طريق المفاوضات المباشرة او اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

الرئيس السوداني

ودعا الرئيس السوداني عمر البشير في افتتاح القمة نظراءه العرب الى اتخاذ قرارات "قوية وواضحة" ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقته على خلفية النزاع في دارفور.

وطلب البشير الملاحق بموجب مذكرة توقيف اصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية ، القمة العربية باتخاذ "قرارات قوية واضحة لا لبس فيها".

واعتبر انه على هذه القرارات ان "ترفض هذه القرار (الصادر عن المحكمة الجنائية) وتطالب من افتراه بالغائه".

واتهم الرئيس السوداني اسرائيل بتدريب ومساعدة متمردي دارفور ، داعيا القمة لاتخاذ قرار ضد أمر اعتقاله بزعم تدبير جرائم حرب في الاقليم الواقع في غرب السودان.

الرئيس الفلسطيني

واقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القمة العربية أن تقوم بتحركات واتصالات مع أطراف الرباعية لمطالبتها باتخاذ موقف محدد لإلزام إسرائيل بالانصياع لخيار السلام العادل.

وقال عباس "إن المهمة الأبرز أمامنا هي بلورة إستراتيجية عربية موحدة ، تصون مصالحنا ، وتسترد وتذود عن حقوقنا ، وتؤسس لدور عربي فاعل يسهم ويشارك في صياغة نتاج الحراك في المشهد الدولي ، ويجعل من المستحيل على أي كان أن يتجاوزه أو يخترقه أو يتجاهله أو يضعف تماسكه".

وأكد ضرورة مواصلة تقديم الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية ، لتواصل تحمل أعبائها التي تعاظمت نتيجة العدوان على قطاع غزة.

وقال "سنواصل بعزم المسيرة عند استئناف الحوار خلال الأيام القادمة للتوصل وفي أقرب وقت ممكن إلى اتفاق وطني شامل يعيد توحيد الوطن بأرضه وشعبه ومؤسساته الشرعية" ، موضحا ان الهدف هو تشكيل حكومة توافق وطني ، تكون قادرة على التواصل الفعال مع عمقها العربي ومحيطها الدولي ، وتلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية ، لتكون قادرة على تنفيذ مهمات إعادة إعمار القطاع ، والعودة والاحتكام إلى الشعب بالإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد وفق القانون الأساس في كانون الثاني القادم.

وأوضح أن أية مفاوضات قادمة ستكون عقيمة إذا واصلت إسرائيل سياسات الاستيطان والعدوان والحصار وخلق نظام الفصل العنصري ، وإذا تنكرت حكومتها في برامجها أو في ممارستها لمتطلبات الحل العادل كما حددته المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية ، الحل الذي يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت في العام 1967 ، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل أراضي الضفة والقطاع ، وحل قضية اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية ، وكذلك الانسحاب من الجولان العربي السوري المحتل منذ عام 1967 وما تبقى من الأراضي اللبنانية.

أمين عام المنظمة الاسلامية

وقال الامين العام للمنظمة الاسلامية اكمل احسان الدين اوغلو في كلمة بالقمة ان العالم الاسلامي يقف دائما موقف النصير للقضايا العربية التي يؤمن بانها العمق الاستراتيجي الطبيعي ، مضيفا "اصبحنا نقف على عتبة عهد جديد من العمل الاسلامي - العربي المشترك".

وزاد "لقد أولينا اهتمامنا الخاص لعدد من القضايا وأولها القضية الفلسطينية وزرت غزة أخيرا وأسفت لما حصل هناك من جرائم ضد الانسانية واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا".

وأعرب عن تقديره للجهود التي تقوم بها الدول العربية "في هذا الظرف الدولي العصيب الذي تتعاظم فيه الحملات ضد الاسلام والمسلمين وتتطاول على مقدساتهم".

الرئيس اللبناني

من جهته ، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان لبنان الملتزم دائما القضية الفلسطينية يعلق أهمية خاصة على تحقيق الوفاق الفلسطيني.

واضاف "على الصعيد القومي تبقى القضية الفلسطينية على جدول اجتماعاتنا انما من المؤسف أن تبقى بندا دائما من دون أن نتمكن من تحصيبل أي تقدم جوهري يذكر ومنها حق الشعب الفلسطيني في اقامة وطنه وعاصمته القدس".

وتابع ان اسرائيل وسعت دائرة عدوانها وتابعت بناء المستوطنات وكان اخرها العدوان على غزة وحرمان الاحتفال بمدينة القدس كعاصمة ثقافية للعالم العربي.

وقال "لم يعد جائزا ان تستفيد اسرائيل من الانقسامات الفلسطينية والعربية بخصوص المياه والارض" ، داعيا الى "التوصل الى تفاهم على استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التحديات المطروحة في هذه المرحلة وفي طليعتها التحدي الاسرائيلي ومستلزمات الصمود مع الحفاظ على المقاومة كحق مشروع".

وقال انه بموازاة الارهاب الاسرائيلي المستمر لا بد من الوقاية من الخطر الدولي الذي "يهددنا ويطالنا جميعا".

وفي الشأن اللبناني قال انه على الرغم من التقدم المحرز وانجاز تحرير معظم الارض عام 2000 بفضل تضامن الشعب والجيش والمقاومة والنجاح في صد العداون الاسرائيلي الاجرامي عام 2006 ، فانه ما زالت تواجهنا مجموعة من التحديات.

واضاف ان مشروع القرار الخاص بالتضامن مع لبنان على جدول اعمل القمة يشير الى هذه التحديات ، منها ما يتعلق باسترجاع الاراضي التي لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 ومواجهة الخروقات والتهديدات الاسرائيلية ومحاربة الارهاب والتأكيد على حق العودة ورفض التوطين وانطلاق عمل المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان.

الرئيس الصومالي

من جانبه ، أعرب الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد عن أسفه لما يحدث من صراعات في بلاده منذ عقدين متتاليين ، مطالبا الدول العربية بالوقوف الى جانب بلاده حتى يتعافى ويتحقق الأمن والاستقرار.

وقال في كلمته انه بالرغم من مد يد حكومته للمصالحة فإن "تجاوب بعض الاخوة للسلام مازال غائبا وهذا يدعونا لمزيد من الجهد للنهوض بمسيرة السلام".

وأعرب عن اسفه لان حكومته مازالت تواجه رفضا من جهات مسلحة ، قائلا: "نحن عازمون على اعطاء الحوار فرصة كاملة دون دماء جديدة".

وطالب الرئيس الصومالي بتبني قضية بلاده بما يتناسب مع احتياجاتها الملحة لاحلال السلام ، معربا عن تقديره "للجامعة العربية لما قدمته من دعم مالي للصومال".

وقال شريف" نواجه عددا كبيرا من التحديات للوصول الى سلام واستقرار دائم ، مؤكدا ان حكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيها في جيبوتي تعمل من أجل لملمة الوضع في الداخل وتواجه عددا من التحديات الغير مسبوقة وتحتاج لوقفة عربية".

وأشار شريف إلى أن الشعب الصومالي يعيش في الفقر والجفاف ، مطالبا بمساعدات عربية.

وأكد الرئيس الصومالي تضامن بلاده مع السودان ضد توقيف الرئيس البشير ، داعيا القمة العربية الى اتخاذ قرار صارم حيال هذه المذكرة.

رئيس جزر القمر

من جانبه دعا رئيس جزر القمر احمد عبد الله سامبي الى رفض عربي للوضع الجديد لجزيرة مايوت.

كما دعا القادة العرب الى رفض اعتبار جزيرة مايوت مقاطعة فرنسية. واعلن في كلمته عن استفتاء الاحد في هذه الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي.

ممثل مصر

وقال ممثل مصر الى قمة الدوحة وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب أن "مصر تترفع عن الصغائر إلا أنه لا ينبغي أن يستعديها أحد من الاشقاء أو يعتدي عليها بالغمز واللمز".

وقال في كلمة بالنيابة عن الرئيس محمد حسني مبارك الذي تغيب عن حضور القمة ، أنه مازالت هناك خلافات قائمة ومحصلتها مزيد من شق الصف العربي.

وقال شهاب ان مصر تبذل كعادتها جهدها لرأب الصدع كي نلتقي حول ما يجمعنا ولا يفرقنا وننحاز لهويتنا العربية ولا نسمح بتدخلات غير عربية تغذي الخلاف وما اتخذناه من خطوات منذ قمة الكويت حتى اليوم ليس نهاية المطاف وأمامنا عمل كبير قد تتباين رؤانا حول دوافعه لكن محصلتنا المزيد من التشتيت والإمعان في شق الصف".

واضاف "ان مصر تحمل كافة التقدير لكافة الدول كبيرها وصغيرها وتعلم انها موضع تقدير العالم العربي فإذا ارتضينا هذا فلا مجال لشطط يفتقد إلى الاحترام المتبال".

وزاد "صحيح ان مصر تترفع دوما عن الصغائر ولكن لا ينبغي في المقابل ان يستعديها أحد من الأشقاء ويتقول عليها بالغمز واللمز أو يكون مسوغا للهجوم عليها والتجاوز في حقها".

وحذر شهاب من التدخل في شؤون بلاده الداخلية ، وقال إن هذا يستعدي الدول ويصل إلى مرحلة التأزم والمواجهة.

وقال شهاب: "اعلامنا العربي يلعب دورا هاما ومن مصلحتنا أن ندعم الاعلام الواعي والمسؤول ، ومن المهم ان يكون الاعلام على مستوى المسؤولية ويلتزم بالحقائق وينأى عن تأجيج الخلافات".

وأشار إلى أن القاهرة دعت لعقد قمم مصغرة للتنسيق تجنبا لخلاف عابر "يتحول لخلاف وخصومة تستعصي على المعالجة".

روزي ميرسي

نسمتي الحلوه ميرسي