قمة الدوحة بين المصافحات البروتوكولية والمصالحة الحقيقية

الدوحة - بترا

تفرض المتغيرات السياسية في العالم نفسها بقوة على جدول اعمال قمة الدوحة اليوم الاثنين المزدحم أصلا بالعديد من القضايا والتحديات على حد وصف دبلوماسيين عرب اكدوا "انه لم يعد مقبولا الخروج بمواقف أحادية اثبتت التجارب فشلها". وتتمثل المتغيرات السياسية بالادارة الاميركية الجديدة التي أبدت اهتماما بالعملية السلمية ، وبروز حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة لا ترغب بالسلام ، وترقب وفاق فلسطيني يفضي الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تنهي حالة انقسام الاشقاء ، ناهيك عن اقتصاد عربي تأثر بالازمة المالية التي طالت الدول الكبيرة قبل الصغيرة.

ويريد العرب هذه المرة ان تحمل قمتهم رسالة واضحة للعالم - على حد قول مسؤول عربي - تفيد ان الخيار العربي لحل الصراع مع الاسرائيليين هو نهج السلام ، إلا ان هذا النهج يجب ان يقابله استجابة حقيقية من اسرائيل. ورغم ان الخلافات العربية - العربية لا تزال قائمة بين العديد من الدول ، فان الجميع ، وكما قال امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى "يدركون اكثر من أي وقت مضى انه لا مجال امامهم سوى الخروج بموقف موحد وان تباينت وجهات النظر".

العديد من وزراء الخارجية العرب الذين شاركوا في الاجتماعات التحضيرية للقمة اكدوا ان "التضامن أصبح امرا حتميا.. وان حل مشكلات العرب يبدأ اولا بترتيب بيتهم الداخلي ، وبعد ذلك نستطيع ان نخرج بقوة لنعالج قضايانا المشتركة".

وفيما يؤكد العرب ان المبادرة العربية للسلام ، التي تعرض علاقات عربية مع اسرائيل مقابل اعادة الحقوق العربية ، لن تبقى مطروحة طويلا على الطاولة ، محذرين اسرائيل من تداعيات عدم التعامل الايجابي والجدي مع المبادرة بجميع عناصرها وبنودها ، فان اقتراحات عديدة طرحت على الجلسة التحضيرية لوزراء الخارجية العرب منها سحب المبادرة كردة فعل على ما تبديه اسرائيل من تعنت ورفض لها ، وانها تتعامل مع المبادرة على انها غير موجودة اصلا. بيد ان طرحا آخر وفقا لما كشفه مسؤول عربي حضر الاجتماع أكد ضرورة اغتنام تحمس الادارة الاميركية الجديدة لايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، وان سحبها قد يحرج الادارة الاميركية التي ستواجه حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية.

واشار المسؤول الى ان هذا الموقف يرى ان تعنت الحكومة الاسرائيلية يضع العرب امام مسؤولية كبيرة لجهة استغلال هذا الموقف لحشد الرأي العام للضغط على هذه الحكومة اليمينية لكي تتراجع عن مواقفها المتصلبة ، خاصة وان العالم أدان بشدة الممارسات الاسرائيلية التي ارتكبتها اخيرا في غزة والضفة الغربية.

وعلى صعيد المصالحة العربية والتي اندرجت ضمن وثيقة سعودية ، فانها تتطلب وكما قال مسؤول مصري "التزاما من قبل وسائل الاعلام بعدم اثارة الخلافات والنزاعات التي تعكر صفو العلاقات العربية وتؤزمها في كثير من الاحيان" ، ويرى "انه من المهم ان يتم الاشارة صراحة الى ذلك وهو لا يعني فرض قيود على حرية الاعلام".

خلافات لا يمكن انكارها طالت علاقات الدول ببعضها البعض ووصلت في كثير من الاحيان الى النسيج المجتمعي للدولة الواحدة ، كما يقول مسؤول عربي رفيع المستوى ، الذي اكد ضرورة ان تنتقل مصافحة الايدي الى مصالحة حقيقية ، بما يعزز الوحدة العربية والثقة الشعبية بالقمم ، خصوصا وان التكتلات العالمية اصبحت تفرض على العرب تغيير واقعهم ، الذي يشوبه تحديات داخلية وخارجية.

جانيستا تسلمي علي المجهود يا حلوه انتي