النمسا: مغتصب ابنته وسجانها يواجه المؤبد

من طرف **reem** الثلاثاء مارس 17, 2009 1:04 pm

وسط تعزيزات أمنية مشددة، واهتمام إعلامي كبير، بدأت في سانت بولتن عاصمة إقليم النمسا السفلى، صباح أمس، جلسات محاكمة المتهم النمساوي جوزيف فريتزل (74 سنة)، الذي اعترف بذنبه، وأقر بتهمة اغتصاب ابنته وسجنها مدة 24 عاما، غير أن المتهم،
الذي كان قد دخل إلى قاعة المحكمة تحت حراسة الشرطة، أنكر التهمتين الأخريين الموجهتين له، حول استعباد ابنته، والتسبب في قتل جنين من بين مواليدها السبعة. وقد سمح للصحافيين بحضور الجانب الأول من الجلسة، التي افتتحتها القاضية بتوضيح جاء فيه: أن المحكمة تنعقد لمحاكمة متهم واحد يقف أمام العدالة، وليست لمحاكمة بلد أو شعب بأكمله، في إشارة واضحة إلى تقارير بعض الصحف العالمية، التي حاولت ربط الحادث بحوادث خطف وجرائم واغتصاب أخرى وقعت في النمسا، وكأنها البلد الوحيد الذي يشهد هذا النوع من الجرائم.

بعد تلاوة التهم الموجهة إلى فريتزل، طلب من الحضور مغادرة القاعة، وتم إعلان الجلسة سرية مغلقة، حفاظا على خصوصية الضحايا، وهم زوجة المتهم، روزماري، وخمسة من أبنائهما لم يكونوا على علم بجريمة الأب أصلا، إلى أن اكتشفت في أبريل (نيسان) الماضي، بالإضافة إلى ابنته اليزابيث الضحية الأولى، و ستة من أبنائها الذين أنجبتهم من والدها. ومن المتوقع أن يصدر الحكم في القضية يوم الجمعة المقبل.

وعلى الرغم من سوء الأحوال الجوية في النمسا، وانخفاض درجة الحرارة وهطول المطر بشدة، فقد شهدت الساحة الممتدة أمام المحكمة، تجمعات عدة لمواطنين، جاؤوا للتعبير عن استنكارهم للجريمة، ولما قام به المتهم طيلة 24 عاما، كانت ابنته خلالها، سجينة وتخضع لتهديداته. من جهة أخرى، حاول محامي الدفاع، الذي أدلى بأحاديث صحافية عدة، التخفيف من حدة الغضب العام ضد موكله، حين أشار إلى أن المتهم ليس وحشا، كما صوره الإعلام، وأنه ضحية طفولة معذبة، وقد أحب ابنته بطريقته، نتيجة تأزم نفسي قاده إلى ذلك. وقد فسرت أقوال المحامي، على أنها محاولة للبحث عن ثغرات قانونية لتخفيف العقوبة على المتهم، المهدد بقضاء بقية عمره في السجن، أو مسعى للحصول من المحكمة على حكم بحبسه في مستشفى للأمراض النفسية. بعض من التقتهم «الشرق الأوسط» أمام قاعة المحكمة، تمنوا لو كانت بلادهم تقر بحكم الإعدام. واعتبروا أن ذلك مناسبا تماما للجرائم التي ارتكبها فريتزل، مستنكرين أن يظل عالة عليهم، كدافعي ضرائب يتحملون جزءا من نفقات سجنه.