البشير يهاجم «الاستعمار الجديد» ويرفض كل صنوف «الاذلال والهيمنة»

الخرطوم - وكالات الانباء

انضم الرئيس السوداني عمر البشير الى تظاهرة مؤيدة له في الخرطوم غداة اتخاذ المحكمة الجنائية الدولية قرارا باصدار مذكرة توقيف دولية في حقه. وقال ان السودان يخوض حربا مع المستعمرين الجدد ، وهتف متوجها الى عشرات الاف المتظاهرين المتجمعين في ساحة الشهداء بوسط الخرطوم "الله اكبر ، لا اله الا الله" ، متهما القادة الاميركيين والاوروبيين بانهم "المجرمون" الحقيقيون. وندد المتظاهرون بالولايات المتحدة وبريطانيا و"اليهود" وبالمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو - اوكامبو.

ورد البشير على مذكرة التوقيف بخطاب هاجم فيه "الاستعمار الجديد" ، وبطرد منظمات دولية غير حكومية ناشطة في دارفور. وقال "منذ عشرين عاما ونحن نخضع لضغوط الاستعمار الجديد وادواته مثل المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الامن الدولي وصندوق النقد الدولي". واضاف ان مواجهة قرار الجنائية الدولية يكمن في "الرفض لكل انواع الاستعمار ، والرفض لكل انواع الاذلال ، والرفض لكل انواع الهيمنة ، وان نقوي جبهة الدول الحرة لكسر الاستعمار الجديد".

واكد الرئيس السوداني طرد عشر منظمات غير حكومية ناشطة في دارفور ، وقال خلال اجتماع للحكومة صباحا "طردنا عشر منظمات أجنبية بعد رصدنا نشاطات لها تتنافى مع كل اللوائح والقوانين والمواثيق". وقال حسبو محمد عبد الرحمن مفوض العون الانساني"العملية مستمرة وهناك منظمات تحت النظر وهناك تحقيق يجري حول عدد من المنظمات واذا وجدنا ادلة ضدها سنطردها". وقال المسؤول السوداني انه تم طرد المنظمات غير الحكومية لانها كانت "تتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية من خلال ارسال تقارير ملفقة حول الابادة الجماعية وكانت لديهم اتفاقيات تعاون مع المحكمة ، وسهلوا سفر بعض الشهود لخارج السودان".

من ناحية ثانية ، أكد البشير أن بلاده ستتعامل بمسؤولية مع قرار المحكمة ولن تستجيب لمحاولات عرقلة جهود السلام. وقال في خطاب متلفز إن هناك "بعض الدول تحاول السيطرة على ممتلكات القارة (الافريقية)" ، موضحا أن قرار المحكمة "لا يستهدف السودان فحسب ، ولكن كل الدول التي ترفض سياسات الإملاء". وتساءل البشير لماذا يتحرك المجتمع الدولي ضده بينما ترك "إسرائيل ضربت غزة أمام مرأى الجميع".

من جانبه ، كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني علي احمد كرتي عن مساومات تجري حاليا بشأن القرار. وقال "انه بعد صدور القرار يأتينا الكثيرون لتقديم العروض واجراء المساومات لكننا لن نتنازل عن اي شيء في سبيل سحب هذه القضية لأننا نعلم انها سياسية" ، مضيفا "ان الاطراف التي تساومنا هي اميركا وفرنسا وبريطانيا الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، وقد علمنا انهم اصدروا هذا القرار لتكون المساومة تحت ضغط معين على السودان ليكون بين المطرقة والسندان ، لكن هذا لن يثنينا عن مواقفنا".

وحول موضوع المساومة قال كرتي "انه يتعلق بنشر القوات في دارفور وفتح الأبواب للمنظمات وعدم المضايقات لها وهي مسائل سياسية لا علاقة لها على الاطلاق بموضوع القانون". وأضاف "انهم يقولون لنا ان قرار اعتقال الرئيس البشير سيتوقف اذا سلمتم لنا وزيرا معينا او نقلتم وزيرا من وزارة لأخرى او ابعدتموه".

نسمتي الحلوه نورتي