النساء أكثر عرضة للأرق الحاد والمزمن مقارنة بالرجال

من طرف **janesta** الأربعاء مارس 04, 2009 8:27 am

أسباب هرمونية واجتماعية ونفسية تزيد نسب الأرق عند النساء

قال استشاري في الأمراض الصدرية واضطرابات النوم إن النساء أكثر عرضة للأرق الحاد والمزمن مقارنة بالرجال لأسباب عضوية ونفسية كثيرة خاصة عند كبار السن، مشيرا إلى أن نسبة الأرق تصل إلى 31% من النساء أثناء فترة الدورة الشهرية، وتزيد إلى أكثر من ذلك بعد مرحلة انقطاع الطمث.
وقال استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم رئيس قسم الأمراض الصدرية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة الدكتور أيمن بدر كريم إن السلوك غير الصحي المرتبط بالنوم والاستيقاظ، وزيادة حالات الاكتئاب والقلق النفسي، إضافة إلى كثرة تناول المنبهات وزيادة نسبة التدخين، فضلا عن آلام العضلات والمفاصل المزمنة، تُعد من أهم أسباب الأرق عند النساء.
وبين أن الأرق يصبح مزمنا إذا استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع متواصلة. حيث يمكن أن ينتج عنه الكثير من المشاكل مثل الاكتئاب والقلق وقلة التركيز والشعور بالخمول وقلة الإنتاجية وازدياد المشاكل الأسرية.
وأوضح أن الأرق المزمن سببه النوم الرديء في بعض الليالي العابرة قد يكون كافيا لبداية الأرق المزمن، فبعض الأشخاص، الذين يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، إذا تعرضوا لضغط نفسي أو ظرف اجتماعي صعب، لا ينامون بشكل جيد خلال فترة الأزمات أو الاضطرابات النفسية كما هو متوقع، إلا أن خشيتهم من تأثير هذا الأرق العابر أو قصير الأمد على نشاطهم اليومي، يجعلهم أكثر قلقا بالليل. خوفا من عدم القدرة على النوم العميق، فتجدهم يكتسبون بعض العادات السيئة المصاحبة لوقت النوم مثل كثرة التفكير، والسهر المتعمد والتدخين ومراقبة عقارب الساعة بحرص شديد، فيزدادون قلقا وتوترا عندما يدركون أن الوقت يمر سريعا ودون نوم، وهذا التوتر في الواقع يزيد الطين بلة، ويطيل من فترة الأرق، ويجعلهم يدورون في حلقة مفرغة من التوتر والأرق المزمن.
وأشار الدكتور أيمن إلى أهمية تفهم طبيعة التغيرات الحيوية والنفسية، واتباع سلوكيات النوم الصحية، إضافة إلى علاج الأسباب العضوية والنفسية المؤدية إلى بعض هذه الاضطرابات بواسطة الطبيب المختص، حيث يمكن للمرأة أن تتغلب على كثير من اضطرابات النوم.
ويرجع الدكتور أيمن خصوصية النوم عند النساء للاختلافات الحيوية الوظيفية والاجتماعية التي تميز المرأة عن الرجل. نظرا للتغيرات الحيوية والهرمونية خلال مراحل العمر المختلفة، كالدورة الشهرية والحمل والولادة، ومرحلة ماقبل وبعد سن انقطاع الطمث.
وقال إن معدل عدد ساعات نوم المرأة متوسطة العمر في اليوم والليلة هو أقل من 7 ساعات خلال أيام الأسبوع، ويعود ذلك إلى أن المرأة تمر بمرحلة الأيام التي تسبق الدورة الشهرية بتغيرات هرمونية في مستوى البرجستيرون وغيره. مما يجعلها عرضة لاحتباس بعض السوائل في أنسجة الجسم، وتعكر المزاج والصداع وحتى الاكتئاب، مشيرا إلى أن النوم في هذه المرحلة بالذات يتميز بالأرق وقلة الراحة وكثرة الاستيقاظ وسط الليل، إلا أن بعض النساء يشعرن بكثرة النعاس، ويعانين من كثرة النوم. أما أثناء أيام الدورة الشهرية فإن السمة الظاهرة هي رداءة نوعية النوم، وعدم الإحساس بالراحة عند الاستيقاظ صباحا، وذلك حيث تقل نسبة مرحلة النوم العميق، ويزيد معدل التنبه المتكرر من النوم.
وعن فترة الحمل قال استشاري اضطرابات النوم إنها تعتبر من المراحل المؤثرة على النوم بصورة كبيرة. حيث يشتكي ما يقرب من ثلاثة أرباع النساء الحوامل من اضطراب في النوم. بسبب عدة عوامل أهمها آلام الساقين وزيادة حموضة المعدة وحركة وضغط الجنين. مما يتسبب في كثرة الاستيقاظ للتبول أثناء الليل.
ويلاحظ الدكتور كريم ازدياد نسبة الشخير وارتفاع نسبة انقطاع التنفس أثناء النوم عند النساء الحوامل، وذلك بسبب احتقان الأنف وزيادة الوزن والتغيرات الهرمونية، وكذلك زيادة عدد حالات متلازمة الساقين غير المستقرة، وهي عبارة عن إحساس غريب وغير مريح في الساقين عند الاستلقاء للنوم يؤدي إلى الشعور بالرغبة في استمرار تحريك الساقين. مما يعطي بعض الارتياح قصير الأمد. إلاّ أن هذا الشعور ما يلبث أن يعود بمجرد محاولة النوم مرة أخرى، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة عدم استقرار النوم والشعور بالأرق وزيادة الخمول والنعاس أثناء النهار.
وحول مرحلة توقف الطمث وما بعدها قال "نقص الهرمونات الأنثوية يؤدي إلى تغيرات جسدية ونفسية مثل الشعور بالحرارة، ورداءة طبيعة النوم والأرق، وتزيد نسبة الإصابة باضطرابات التنفس أثناء النوم عند النساء بعد سن انقطاع الطمث، فيكثر الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم. خاصة عند النساء اللاتي لا يتناولن أدوية الهرمونات البديلة".