معبر شيراتون» .. قصة حصار ورعب يعيشها جيران السفارة الأمريكية بصنعاء،

يرى الكثيرون من سكان حي السفارة الأمريكية بصنعاء أن الحصار المفروض عليهم لا يقل مأساة عن الحصار المفروض على قطاع غزة،، مطالبين في الوقت نفسه بفتح "معبر شيراتون" أو نقل السفارة الأمريكية من حارتهم.

القصة تعود الى أن سكان منطقة حي الشيراتون( شرق العاصمة اليمنية صنعاء) أو ما أصبح يعرف بحي السفارة الأمريكية ، باتوا تدريجيا ومنذ الهجمات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام العام 1997 ، يعيشون رعبا اسمه الاجراءات الأمنية المشددة لحماية السفارة الامريكية بصنعاء. وبلغت المأساة ذروتها عقب الهجوم الذي تعرضت له السفارة منتصف رمضان الماضي وأسفر عن مقتل 17 شخصا وجرح نحو أربعين.

معبر شيراتون

ومنذ ذلك الحادث أصبحت الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية الى السفارة مغلقة بالكتل الاسمنتية ، وأبرزها الطريق المؤدي من امام سفارة الولايات المتحدة الى فندق شيراتون صنعاء ، وهو ما أصبح يسميه اليمنيون (معبر شيراتون) المغلق،، سكان الحي باتوا يتركون سياراتهم بعيدا عن منازلهم ويقطعون المسافات داخل المنطقة المحظورة مشيا على الأقدام ، ويتعرضون للتفتيش اليومي من قبل رجال الأمن والكلاب البوليسية.

خسائر فادحة

كما أن الكثير من أصحاب العقارات والمحلات التجارية اعلنوا افلاسهم بسبب إغلاق المحلات القريبة من السفارة وعزوف الناس عن استئجار المحلات والشقق السكنية في حي السفارة. وفي هذا السياق يقول عادل عبدالله ناجي صاحب محل تجاري في مركز الواحة القريب من السفارة: "لحقتنا أضرار فادحة جراء إغلاق شارع شيراتون من قبل قوات الأمن ، خصوصا خلال المواسم الهامة مثل شهر رمضان وأعياد الفطر والأضحى ، والتي كنا نعول عليها كثيرا في سداد الالتزامات والديون التي علينا من قيمة كمية البضائع الهائلة التي انزلناها مطلع رمضان الماضي. واكد عادل عدم اعتراضهم كأصحاب محلات على أي إجراءات أمنية متخذة شريطة عدم الاجحاف بحقهم وتوفير الأمن والحماية لهم اسوة بالأمريكيين والأجانب الموجودين بالسفارة او خارجها. ودعا الحكومة الى تعويضهم عن الأضرار والخسائر التي لحقت باصحاب المحلات وكذا المواطنين نتيجة إغلاق الشارع وعرقلة السير فيه.

ومن جانبه قدر عيسى قاسم صاحب محل ازياء ، الخسائر المادية التي لحقت به منذ إغلاق الشارع بنحو 6 ملايين ريال ( 30 ألف دولار أمريكي) كحد ادنى ، ما بين ايجارات محل وأجور عمال. وبدوره أشار محمد يحي صاحب محل أدوات منزلية الى أن الاجراءات الامنية المشددة حول السفارة وبقربها حالت دون وصول الزبائن والموزعين. وقال أنهم متضررون كثيرا نتيجة هذا الحصار المفروض عليهم من كل الاتجاهات.

تفتيش لدخول المنازل

وفي رسالة موجهة لرئيس الجمهورية ونشرت عبر الصحف ، شكا سكان الحي من عدم السماح لهم بالدخول الى منازلهم ومحلاتهم الا بعد إخضاعهم للتفتيش الدقيق اضافة الى منع السيارات من الدخول الى الحي.

من جانبه عبر النائب في البرلمان اليمني عن دائرة حي شيراتون أحمد هادي الشقذة ، عن أسفه لتلك الاجراءات المشددة في حي شيراتون والأحياء المجاورة من إغلاق للشوارع والممرات وأخضاع المواطنين لهذه الإجراءات المشددة إرضاء لعيون الامريكيين. وأبدى استعداده وعدد من تجار ورجال أعمال في المنطقة لدفع ثمن السفارة الامريكية ونقلها الى مكان آخر حتى يعيش المواطنون في أمن وامان. وأكد عزمه على عقد لقاء موسع خلال الأيام القادمة مع المتضررين من ابناء دائرته الانتخابية نتيجة هذا الحصار والاطلاع اكثر على بعض صور المعاناة التي يعيشونها تمهيدا لطرح القضية امام البرلمان وطلب استجواب وزير الداخلية اليمني.

اغلا ريم