المواضيع الأخيرة
بحـث
أولويات المقاومة الفلسطينية
3 مشترك
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
أولويات المقاومة الفلسطينية
تعريف المقاومة : عموماً يمكن تعريف المقاومة بأنها "التعبير عن الرفض بالوسائل المتاحة ضد كل ما لا ينسجم مع الحالة والنظام التي فُطر عليها المخلوق" ، وهي فطرة فطرها الخالق في عموم مخلوقاته ، ولا تقتصر على الإنسان ، فكل مخلوقٍ على وجه هذه الأرض لديه فطرة المقاومة لكل ما لا يتناسب مع استمراريته في الحياة والوجود والكينونة ، ولكل ما يعكر أو يغير في صفو حالته الطبيعية التي خلق عليها وعلى نظام حياته الذي يجعل منه مخلوقاً منسجماً مع بيئته وجنسه ووظيفته. والمقاومة توجد في الجمادات والكائنات الحية مهما كان حجمها ، وهي الدفاع الذاتي عن الذات والكينونة ، وأوجد الله في مخلوقاته نظم دفاعٍ فطرية على شكل وسائل دفاعية لاإرادية توجد بالجمادات ، ووسائل دفاعٍ إرادية ولا إرادية في الكائنات الحية ، فالجماد يقاوم التغيير بتماسك ذراته بالجاذبية ، ولا يتغير شكله الاّ بعوامل خارجية تؤثر عليه كعوامل المناخ والأفعال الخارجية من الكائنات الحية ، ويستميت في مقاومتها الى أن تتغلب عليه تلك العوامل الخارجية ويستسلم لها بعد أن يبذل ما باستطاعته في مقاومتها ، فالصخرة لا تتفتت الا بالضرب عليها بالمهدة ، وأن كانت كبيرة ربما لا تستسلم الا بالتفجير وفعل القوة الخارقة لمقاومتها العنيفة ولن ينتهي الصخر من هذه الأرض مهما واجه من تحديات وتدمير على يد الإنسان وبفعل المناخ ، فالجاذبية تتفاوت في قوتها بين عنصر وآخر. وجسم الكائنات الحية لديه نظام مقاومة لاإرادي يسمونه جهاز المناعة الذي أودعه الله في خلقه ، والكائنات التي لديها دماغ وعقل تبتكر وسائل دفاعية ومقاوماتية لتضيف قوة الى الأجهزة المناعية الفطرية ، لأن المخلوقات في هذه الأرض مسخرة لبعضها البعض على شكل هرمي قاعدته الجمادات والغازات ، ومكوناته الكائنات الحية التي تعيش على بعضها البعض ، ورأسه الإنسان ملك الأرض حيث سخر الله له كل المخلوقات على هذه الأرض لخدمته ، وسخر الله الإنسان للإنسان ضمن قواعد وأحكام مبنية على الأخلاق والحقوق والواجبات وتبادل المنافع التي جاءت بها كل الرسالات السماوية ، وهنا لا ينبغي للإنسان أن يصطدم مع أخيه الإنسان كقاعدة نظرية مثالية ، ولكن ابليس شريك الإنسان على هذه الأرض والذي نزل مع آدم وحواء تربص الناس بالشر والغواية لكل من يختار هذا الطريق ويتخاذل في مقاومة غواية ابليس بما وهبه الله من وسائل وما يبتكره عقله من أدوات ، وأدخل إبليس الناس في دوامة من العنف والقتل منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل ، فصار الإنسان عدواً لأخيه الإنسان باختياره ، وما زالت الدوامة تدور بتسارع متغير الى يومنا هذا تتزايد كلما ابتعد الإنسان عن وصايا الخالق في رسالاته عبر رسله وأنبيائه.
ونورد أمثلةً ملموسةً على ذلك لمزيد من الإيضاح والوضوح:
خلق الله لكل مخلوق ضداً أو بالإمكان تسميته عدواً ، وخلق في كل مخلوقٍ وسائل دفاعية لإتقاء شر الضد ، فلو أخذنا الإنسان مثلاً : فقد خلق الله الفيروسات والميكروبات والجراثيم الدقيقة التي معظمها لا يُرى بالعين المجردة ، تغزو جسمه وتسبب فيه خللاً أسماه الإنسان الأمراض ، وخلق في جسم الإنسان مضادات لهذه المخلوقات الدقيقة تتصدى لهذه المخلوقات عندما تهاجم جسمه ، ومن كان جهازه المناعي قوياً فستنتصر قوى مناعته اللاإرادية على هذا الهجوم وترده على أعقابه ، ومن أهمل جهازه المناعي بسوء التغذية وقلة الحركة والحيلة فسوف تنتصر عليه الميكروبات المهاجمة وتطرحه مريضاً ، وإن أهمل العلاج سترديه قتيلاً. وعليه أن يتقي شر العدوى بالبعد عن الشخص المريض واتقاء الوقوع في نفس المرض. كما أن عليه أن يتقي الأضداد الضارة التي ترى بالعين المجردة ، كالأفاعي والحيوانات المفترسة .....الخ ولا يلقي بنفسه للتهلكة. كذلك عليه أن يأخذ التطعيمات المضادة للأمراض التي ربما سيصاب بها.
ولو أخذنا مثلاً آخر من الحيوان ، فالحرباء مثلاً أوجد فيها الخالق قدرة على تغيير لونها بلون المحيط لكي لا يراها الأعداء ، ونراها تمتثل لذلك ولا تلقي بنفسها للتهلكة فتغير من لونها ويصعب رؤيتها وتمييزها من محيطها. وهي درس للإنسان لكي يتعلم منه استخدام كل وسائل المقاومة المتاحة للحفاظ على حياته وعدم تعريضها للتهلكة إن واجه ضداً يفوقه قوة وأسلحة هجومية. وهنا لا يُقصد بذلك المعنى الحرفي الذي يوحي باتباع النفاق مبدءاً في الحياة مع الحليف ، إنما يُقصد به اتباع المراوغة والتضليل مع الضد لكي نحافظ على الحياة لحين استردادها من خالقها.
ونورد أمثلةً ملموسةً على ذلك لمزيد من الإيضاح والوضوح:
خلق الله لكل مخلوق ضداً أو بالإمكان تسميته عدواً ، وخلق في كل مخلوقٍ وسائل دفاعية لإتقاء شر الضد ، فلو أخذنا الإنسان مثلاً : فقد خلق الله الفيروسات والميكروبات والجراثيم الدقيقة التي معظمها لا يُرى بالعين المجردة ، تغزو جسمه وتسبب فيه خللاً أسماه الإنسان الأمراض ، وخلق في جسم الإنسان مضادات لهذه المخلوقات الدقيقة تتصدى لهذه المخلوقات عندما تهاجم جسمه ، ومن كان جهازه المناعي قوياً فستنتصر قوى مناعته اللاإرادية على هذا الهجوم وترده على أعقابه ، ومن أهمل جهازه المناعي بسوء التغذية وقلة الحركة والحيلة فسوف تنتصر عليه الميكروبات المهاجمة وتطرحه مريضاً ، وإن أهمل العلاج سترديه قتيلاً. وعليه أن يتقي شر العدوى بالبعد عن الشخص المريض واتقاء الوقوع في نفس المرض. كما أن عليه أن يتقي الأضداد الضارة التي ترى بالعين المجردة ، كالأفاعي والحيوانات المفترسة .....الخ ولا يلقي بنفسه للتهلكة. كذلك عليه أن يأخذ التطعيمات المضادة للأمراض التي ربما سيصاب بها.
ولو أخذنا مثلاً آخر من الحيوان ، فالحرباء مثلاً أوجد فيها الخالق قدرة على تغيير لونها بلون المحيط لكي لا يراها الأعداء ، ونراها تمتثل لذلك ولا تلقي بنفسها للتهلكة فتغير من لونها ويصعب رؤيتها وتمييزها من محيطها. وهي درس للإنسان لكي يتعلم منه استخدام كل وسائل المقاومة المتاحة للحفاظ على حياته وعدم تعريضها للتهلكة إن واجه ضداً يفوقه قوة وأسلحة هجومية. وهنا لا يُقصد بذلك المعنى الحرفي الذي يوحي باتباع النفاق مبدءاً في الحياة مع الحليف ، إنما يُقصد به اتباع المراوغة والتضليل مع الضد لكي نحافظ على الحياة لحين استردادها من خالقها.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: أولويات المقاومة الفلسطينية
كانت تلك المقدمة مدخلاً مضاءً بالحقائق والنظريات العلمية الثابتة وبالفطرة الخلقية الملموسة وذلك لسهولة الدخول الى موضوع المقال.
أولويات المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة:
ما يواجهه الفلسطينيون من مشكلة يعتبر من الحالات النادرة التي لم تُستقرأ وتجرب ويتم تداولها كالأدوية المرخصة للإستطباب ، فكانت وسائل المقاومة غير مكتشفة لرحيل الإنسان عن الأرض وهضم وسائل المقاومة في الإنسان الذي تبقى على الأرض بالنار وأسلحة الدمار، وكان على الفلسطينيين اكتشاف واختراع وتجربة وترخيص وسائل المقاومة من عالم تحكمه قوىً منحازة للضد ، فابتدعوا وسائل مقاومة لم تخطر على بال حتى وصلت المقاومة بالحجر والجسد ضد السلاح المتطور ، لذلك طالت المعركة مع الضد ، وكان الصراع مريراً ، وكانت النتائج ضحلة ولم تكن بمستوى التضحيات ، وخلال فترة المقاومة الطويلة تبدلت موازين القوى العالمية والعربية والإسلامية ، واكتشفوا عدم نجاعة بعض الوسائل ونجاعة بعضها الآخر وتبدلاً في الأحلاف والأصدقاء ، فكان لا بد من التقييم المستمر والدراسة وإعادة النظر والبدء من المربع الأول بوسائل جديدة ، مما اضطرهم لتخفيض سقف الأهداف وتجزئتها لمراحل ،فهم يواجهون ضداً (عدواً) يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، ويستهدف طمس الهوية الفلسطينية ، إنه صراع وجود على الأرض بين من يملكها ومن هو طامع فيها بدون مستند تاريخي وجغرافي وعقائدي ، فهو استعمار حل بالأرض ليقيم لوحده على هذه الأرض ، لذلك كان لا بد من التهجير لسكان هذه الأرض وبكل الوسائل المتاحة بغض النظر عن إنسانيتها وقانونيتها السماوية والوضعية ، فكانت الجريمة هي الوسيلة السائدة لتحقيق هدف الضد. جريمة بكل المعاني السماوية والوضعية. لكل ذلك فإن أولويات المقاومة في المرحلة الحالية كالتالي:
1. تثبيت الأقدام الفلسطينية على الأرض ,وتجنب مزيد من التهجير ، بما أن صراعنا مع الضد هو صراع وجود على الأرض ، فلا بد لنا من تدعيم مقومات وجودنا عليها بكل الوسائل ، والسؤال المطروح هو كيف يتم ذلك؟ والجواب عليه ربما ينطوي على ما يخدش المشاعر الوطنية النموذجية المطلقة والتي لا يمكن لأي إنسان أن يمسك بزمامها في هذا العالم المحكوم بسلطان متدحرج ككرة اللهب تتنقل على الجغرافيا بنار العولمة في غياب للتاريخ وللقيم والحضارات والعقائد الروحية والدينية النقية للأمم. نعود للجواب على السؤال: لا بد من محطات التقاط للأنفاس لهذا الشعب الأعزل والوحيد الذي يصارع قوة عاتية مجردة من الأخلاق والقيم العسكرية والقتالية وفي غياب للعدل والقانون وسوادٍ للظلم والطغيان ، ولا بد إعمال وسائل الوقاية من جبروت العدو الذي يستدرجنا للوقوع في شرك المواجهة العسكرية المباشرة باستفزازات متصلة ليبرر تهجيرنا عن الأرض ، ويكون ذلك بعدم ايجاد الذرائع له ومنعه من تحديد زمان ومكان ونوعية سلاح المعركة ، فإن كنا نملك صاروخاً بدائياً محدود الفاعلية والضرر ، فهو يملك صواريخ برؤوس نووية ورؤوس تفجيرية مروعة ومدمرة للحرث والنسل، لذلك يجب تجنب هذه الوسيلة من المقاومة في مرحلة يعاني فيها شعبنا من الإنهاك والجوع والفقر والمآسي من فقد الأبناء الأبرياء والأبناء المناضلين. والبحث عن وسائل بناء اقتصاد وطني يتيح لأبنائنا مزيداً من فرص العمل واستمراراً في تلقي العلم والبحث عن التطور باستمرار واللحاق بركب العالم المتسارع في ميادين العلم ، وترسيخ الثقافة الوطنية والتعلق بالتراث الوطني النضالي ، والتمسك بالهوية الوطنية ، واستصلاح الأراضي وإعادة تأهيل القوى والموارد الزراعية والصناعية. واللجوء الى وسائل المقاومة المدنية الشعبية بفعاليات منتظمة بين العمال والطلاب والنقابات المهنية كما كان الحال بالإنتفاضة الآولى وذلك في إطار ترشيد وسائل المقاومة والتقليل من الضحايا بدون عوائد.
2. اللجوء الى مزيد من الصبر والحكمة والتقية وعدم الإستعجال والعمل المرحلي المتدرج بخطوات محسوبة وثابتة لتحقيق الأهداف الوطنية ، فالزمن يسير لصالحنا ، ولا داعي أن نغرق شعبنا في معارك عسكرية تقليدية سابقة لأوانها ونتيجتها محسومة لصالح العدو وتؤخرنا علمياً وتشوش ثقافتنا وتراثنا، نخسر فيها مزيداً من أبنائنا مُجهضين طاقاتهم الوطنية بدون عوائد ، وضرورة استثمار أي بادرة سياسية تعيد لنا جزءاً من حقوقنا وتتيح لنا البقاء على أرضنا نتنفس هواءها نحن وأجيالنا القادمة ليثير فينا وفيهم الوفاء للوطن والتعلق فيه والتشبث بترابه. فالتاريخ دائماً كان مطواعاً للقوة والأمر الواقع ، ولن يغلق بابه باتفاق مرحلي ، ولم تدم أية اتفاقية مزقتها قوة الحق.
3. استنهاض القوى العربية والإسلامية والعالمية الداعمة لنا والمناصرة لحقوقنا ، فقد أثبتت المعركة الأخيرة أن لدينا رصيداً تعاطفياً هائلاً يمكن تحويله الى طاقة وقوة دافعة لنا بمزيد من الحراك السياسي النشط والفعال ، والإعلام الهادف المتوازن بكل لغات العالم ، فقد آن للسياسيين والإعلاميين أن يرتقوا بالعمل السياسي والإعلامي الى مستوى عدالة القضية وأن يعطوا المناضلين بالميدان فسحة من التقاط الأنفاس ، وأن يستثمروا ما يقدمه المقاومون الميدانيون من تضحيات ، ويلهمنا في ذلك قائد ثورتنا الراحل ياسر عرفات الذي كان ينبض قلبه في كل الإتجاهات والميادين النضالية المقاومة والسياسية.
4. ضرورة المواجهة والمصارحة والمكاشفة مع القوى التي تحاول رهن قضيتنا بأجنداتهم الوطنية والتدخل في شئوننا الداخلية والحوار الجاد والبناء معهم ، وشرح وجهات نظرنا اليهم ومقدار المعاناة التي يواجهها شعبنا فمن يكتوي بالنار ليس كمن يشاهدها. ويجب اختراق مجالاتهم الوطنية التي تتلاطم مع مجالنا الوطني بإحراجهم بتوجيه النداءات العلنية لهم للحوار.والوصول الى نقاط التقاء معهم لما يخدم قضيتنا الوطنية إن كانت تهمهم كما يدعون والسماع لوجهات نظرهم ولأسباب معاكستهم لتوجهاتنا الوطنية.
5. ضرورة التقييم المستمر لمسيرة العمل الوطني تجاه تحقيق التطلعات بالحرية والإستقلال ، وضرورة المراقبة والتدقيق والمحاسبة وممارسة الشفافية في الإفصاح عن البرامج والخطط الوطنية بما لا يضر بالمصلحة الوطنية ، وتجنب الكبر والعند بعدم الإعتراف بالأخطاء ، وعدم الإفشاء بالتوجهات التي ربما يستفيد منها العدو فيجهضها في مهدها قبل أن تتحقق.
6. ضرورة معرفة العدو والدخول الى ساحته والتعرف على لغته وثقافته تماماً كما يعرف عنا وعن لغتنا وثقافتنا وتراثنا من أجل إدراك مقاصده وخططه المضادة لمسيرتنا لنتمكن من مقاومتها بحكمة ومد الجسور مع قواه الذاتية المعاكسة لإتجاهه والمناوئة لفكره.
7. ضرورة النفاذ الى مجتمعات القوى المتنفذة في العالم لتضغط على حكوماتها من أجل تغيير مواقفها المنحازة للعدو ، والتعرف على طريقة مشاربها للثقافة والعلوم وتلقيها للإعلام ، فقد أصبح العالم مكشوفاً لذاته ولمكوناته ولساكنيه بعد ثورة الإتصالات ولم تعد الجرائم والمذابح التي أسست لدولة العدو خافية كما نفذها من قبل ومهما تكتم إعلامياً على جرائمه فلا بد أن تتكشف في ظل ما توصل ايه الإعلام الآني في نقل الخبر مدعماً بالصورة.
وأخيراً فلن يتحقق لنا ذلك الاّ بالوحدة الوطنية لكل قوانا المقاومة على كل الصعد ، قتالية وإعلامية وسياسية وثقافية في برنامج وطني كقاسم مشترك لكل البرامج يجمع عليه الشعب ، وله خطوط خضراء ، يلعب عليها الجميع في ساحة الحوار البناء والتقييم الدقيق ، ويحده خطوط حمراء لا يحق لكائن من كان أن يتجاوزها ، وبثوابت وطنية استراتيجية ومتغيرات تكتيكية في الوسائل والأدوات متناسبة مع المحيط والمعادلات التي لا تحرف المسيرة والبوصلة عن الخط والإتجاه الوطني للوصول الى الأهداف ، وذلك بتزواج برامج فصائلنا الوطنية كلها ، لتلد لنا جنيناً وطنياً خالصاً ومتحرراً من كل ما يكبلنا عن الوصول لأهدافنا. فالعلم يقول بأن محصلة مجموعة مقاومات متصلة على التوالي أعلى بكثير من إتصالها على التوازي دون الإلتقاء والتقاطع ، فالمقاومات المتصلة على التوازي تتشتت قواها لتنتج محصلة ضئيلة ، أما المقاومات المتصلة على التوالي فتتحد مقاوماتها جامعة كل الجهود المقاومة في محصلة لا تضيع أو تشتت أي جهدٍ لأي مقاومة ليذهب هباءً بدون فاعلية.
أولويات المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة:
ما يواجهه الفلسطينيون من مشكلة يعتبر من الحالات النادرة التي لم تُستقرأ وتجرب ويتم تداولها كالأدوية المرخصة للإستطباب ، فكانت وسائل المقاومة غير مكتشفة لرحيل الإنسان عن الأرض وهضم وسائل المقاومة في الإنسان الذي تبقى على الأرض بالنار وأسلحة الدمار، وكان على الفلسطينيين اكتشاف واختراع وتجربة وترخيص وسائل المقاومة من عالم تحكمه قوىً منحازة للضد ، فابتدعوا وسائل مقاومة لم تخطر على بال حتى وصلت المقاومة بالحجر والجسد ضد السلاح المتطور ، لذلك طالت المعركة مع الضد ، وكان الصراع مريراً ، وكانت النتائج ضحلة ولم تكن بمستوى التضحيات ، وخلال فترة المقاومة الطويلة تبدلت موازين القوى العالمية والعربية والإسلامية ، واكتشفوا عدم نجاعة بعض الوسائل ونجاعة بعضها الآخر وتبدلاً في الأحلاف والأصدقاء ، فكان لا بد من التقييم المستمر والدراسة وإعادة النظر والبدء من المربع الأول بوسائل جديدة ، مما اضطرهم لتخفيض سقف الأهداف وتجزئتها لمراحل ،فهم يواجهون ضداً (عدواً) يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، ويستهدف طمس الهوية الفلسطينية ، إنه صراع وجود على الأرض بين من يملكها ومن هو طامع فيها بدون مستند تاريخي وجغرافي وعقائدي ، فهو استعمار حل بالأرض ليقيم لوحده على هذه الأرض ، لذلك كان لا بد من التهجير لسكان هذه الأرض وبكل الوسائل المتاحة بغض النظر عن إنسانيتها وقانونيتها السماوية والوضعية ، فكانت الجريمة هي الوسيلة السائدة لتحقيق هدف الضد. جريمة بكل المعاني السماوية والوضعية. لكل ذلك فإن أولويات المقاومة في المرحلة الحالية كالتالي:
1. تثبيت الأقدام الفلسطينية على الأرض ,وتجنب مزيد من التهجير ، بما أن صراعنا مع الضد هو صراع وجود على الأرض ، فلا بد لنا من تدعيم مقومات وجودنا عليها بكل الوسائل ، والسؤال المطروح هو كيف يتم ذلك؟ والجواب عليه ربما ينطوي على ما يخدش المشاعر الوطنية النموذجية المطلقة والتي لا يمكن لأي إنسان أن يمسك بزمامها في هذا العالم المحكوم بسلطان متدحرج ككرة اللهب تتنقل على الجغرافيا بنار العولمة في غياب للتاريخ وللقيم والحضارات والعقائد الروحية والدينية النقية للأمم. نعود للجواب على السؤال: لا بد من محطات التقاط للأنفاس لهذا الشعب الأعزل والوحيد الذي يصارع قوة عاتية مجردة من الأخلاق والقيم العسكرية والقتالية وفي غياب للعدل والقانون وسوادٍ للظلم والطغيان ، ولا بد إعمال وسائل الوقاية من جبروت العدو الذي يستدرجنا للوقوع في شرك المواجهة العسكرية المباشرة باستفزازات متصلة ليبرر تهجيرنا عن الأرض ، ويكون ذلك بعدم ايجاد الذرائع له ومنعه من تحديد زمان ومكان ونوعية سلاح المعركة ، فإن كنا نملك صاروخاً بدائياً محدود الفاعلية والضرر ، فهو يملك صواريخ برؤوس نووية ورؤوس تفجيرية مروعة ومدمرة للحرث والنسل، لذلك يجب تجنب هذه الوسيلة من المقاومة في مرحلة يعاني فيها شعبنا من الإنهاك والجوع والفقر والمآسي من فقد الأبناء الأبرياء والأبناء المناضلين. والبحث عن وسائل بناء اقتصاد وطني يتيح لأبنائنا مزيداً من فرص العمل واستمراراً في تلقي العلم والبحث عن التطور باستمرار واللحاق بركب العالم المتسارع في ميادين العلم ، وترسيخ الثقافة الوطنية والتعلق بالتراث الوطني النضالي ، والتمسك بالهوية الوطنية ، واستصلاح الأراضي وإعادة تأهيل القوى والموارد الزراعية والصناعية. واللجوء الى وسائل المقاومة المدنية الشعبية بفعاليات منتظمة بين العمال والطلاب والنقابات المهنية كما كان الحال بالإنتفاضة الآولى وذلك في إطار ترشيد وسائل المقاومة والتقليل من الضحايا بدون عوائد.
2. اللجوء الى مزيد من الصبر والحكمة والتقية وعدم الإستعجال والعمل المرحلي المتدرج بخطوات محسوبة وثابتة لتحقيق الأهداف الوطنية ، فالزمن يسير لصالحنا ، ولا داعي أن نغرق شعبنا في معارك عسكرية تقليدية سابقة لأوانها ونتيجتها محسومة لصالح العدو وتؤخرنا علمياً وتشوش ثقافتنا وتراثنا، نخسر فيها مزيداً من أبنائنا مُجهضين طاقاتهم الوطنية بدون عوائد ، وضرورة استثمار أي بادرة سياسية تعيد لنا جزءاً من حقوقنا وتتيح لنا البقاء على أرضنا نتنفس هواءها نحن وأجيالنا القادمة ليثير فينا وفيهم الوفاء للوطن والتعلق فيه والتشبث بترابه. فالتاريخ دائماً كان مطواعاً للقوة والأمر الواقع ، ولن يغلق بابه باتفاق مرحلي ، ولم تدم أية اتفاقية مزقتها قوة الحق.
3. استنهاض القوى العربية والإسلامية والعالمية الداعمة لنا والمناصرة لحقوقنا ، فقد أثبتت المعركة الأخيرة أن لدينا رصيداً تعاطفياً هائلاً يمكن تحويله الى طاقة وقوة دافعة لنا بمزيد من الحراك السياسي النشط والفعال ، والإعلام الهادف المتوازن بكل لغات العالم ، فقد آن للسياسيين والإعلاميين أن يرتقوا بالعمل السياسي والإعلامي الى مستوى عدالة القضية وأن يعطوا المناضلين بالميدان فسحة من التقاط الأنفاس ، وأن يستثمروا ما يقدمه المقاومون الميدانيون من تضحيات ، ويلهمنا في ذلك قائد ثورتنا الراحل ياسر عرفات الذي كان ينبض قلبه في كل الإتجاهات والميادين النضالية المقاومة والسياسية.
4. ضرورة المواجهة والمصارحة والمكاشفة مع القوى التي تحاول رهن قضيتنا بأجنداتهم الوطنية والتدخل في شئوننا الداخلية والحوار الجاد والبناء معهم ، وشرح وجهات نظرنا اليهم ومقدار المعاناة التي يواجهها شعبنا فمن يكتوي بالنار ليس كمن يشاهدها. ويجب اختراق مجالاتهم الوطنية التي تتلاطم مع مجالنا الوطني بإحراجهم بتوجيه النداءات العلنية لهم للحوار.والوصول الى نقاط التقاء معهم لما يخدم قضيتنا الوطنية إن كانت تهمهم كما يدعون والسماع لوجهات نظرهم ولأسباب معاكستهم لتوجهاتنا الوطنية.
5. ضرورة التقييم المستمر لمسيرة العمل الوطني تجاه تحقيق التطلعات بالحرية والإستقلال ، وضرورة المراقبة والتدقيق والمحاسبة وممارسة الشفافية في الإفصاح عن البرامج والخطط الوطنية بما لا يضر بالمصلحة الوطنية ، وتجنب الكبر والعند بعدم الإعتراف بالأخطاء ، وعدم الإفشاء بالتوجهات التي ربما يستفيد منها العدو فيجهضها في مهدها قبل أن تتحقق.
6. ضرورة معرفة العدو والدخول الى ساحته والتعرف على لغته وثقافته تماماً كما يعرف عنا وعن لغتنا وثقافتنا وتراثنا من أجل إدراك مقاصده وخططه المضادة لمسيرتنا لنتمكن من مقاومتها بحكمة ومد الجسور مع قواه الذاتية المعاكسة لإتجاهه والمناوئة لفكره.
7. ضرورة النفاذ الى مجتمعات القوى المتنفذة في العالم لتضغط على حكوماتها من أجل تغيير مواقفها المنحازة للعدو ، والتعرف على طريقة مشاربها للثقافة والعلوم وتلقيها للإعلام ، فقد أصبح العالم مكشوفاً لذاته ولمكوناته ولساكنيه بعد ثورة الإتصالات ولم تعد الجرائم والمذابح التي أسست لدولة العدو خافية كما نفذها من قبل ومهما تكتم إعلامياً على جرائمه فلا بد أن تتكشف في ظل ما توصل ايه الإعلام الآني في نقل الخبر مدعماً بالصورة.
وأخيراً فلن يتحقق لنا ذلك الاّ بالوحدة الوطنية لكل قوانا المقاومة على كل الصعد ، قتالية وإعلامية وسياسية وثقافية في برنامج وطني كقاسم مشترك لكل البرامج يجمع عليه الشعب ، وله خطوط خضراء ، يلعب عليها الجميع في ساحة الحوار البناء والتقييم الدقيق ، ويحده خطوط حمراء لا يحق لكائن من كان أن يتجاوزها ، وبثوابت وطنية استراتيجية ومتغيرات تكتيكية في الوسائل والأدوات متناسبة مع المحيط والمعادلات التي لا تحرف المسيرة والبوصلة عن الخط والإتجاه الوطني للوصول الى الأهداف ، وذلك بتزواج برامج فصائلنا الوطنية كلها ، لتلد لنا جنيناً وطنياً خالصاً ومتحرراً من كل ما يكبلنا عن الوصول لأهدافنا. فالعلم يقول بأن محصلة مجموعة مقاومات متصلة على التوالي أعلى بكثير من إتصالها على التوازي دون الإلتقاء والتقاطع ، فالمقاومات المتصلة على التوازي تتشتت قواها لتنتج محصلة ضئيلة ، أما المقاومات المتصلة على التوالي فتتحد مقاوماتها جامعة كل الجهود المقاومة في محصلة لا تضيع أو تشتت أي جهدٍ لأي مقاومة ليذهب هباءً بدون فاعلية.
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
رد: أولويات المقاومة الفلسطينية
thanks janesta
يعطيك العافية
يعطيك العافية
meme star- عضــو ممتاز
-
عدد الرسائل : 901
العمر : 45
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 30/01/2009
رد: أولويات المقاومة الفلسطينية
نورتيني ميمي
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
reem- المشرف العام
-
عدد الرسائل : 9539
نقاط : 9022
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
رد: أولويات المقاومة الفلسطينية
نورتيني حبيبتي
janesta- مــديـر عـــام
-
عدد الرسائل : 17577
العمر : 38
نقاط : 16564
تاريخ التسجيل : 27/01/2009
مواضيع مماثلة
» ست سنوات من المقاومة
» المقاومة عملية تراكمية
» الوطن استراتيجية.....المقاومة والبعث
» جلعاد إلى القاهرة للرد على استفسارات فصائل المقاومة
» المقاومة تتصدى لأول توغل منذ انتهاء الحرب على غزة
» المقاومة عملية تراكمية
» الوطن استراتيجية.....المقاومة والبعث
» جلعاد إلى القاهرة للرد على استفسارات فصائل المقاومة
» المقاومة تتصدى لأول توغل منذ انتهاء الحرب على غزة
نســــــــــــــــــــــايــــم :: السيـاســــه... POLITCS :: قســم المواضيع السياسيه... POLITC TOPICS
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 06, 2011 9:36 am من طرف nada22
» برنامج يعمل اجنور للروم كلة تبع الياهو
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:06 am من طرف MELAD89
» موت آخر أمل
الخميس أغسطس 19, 2010 9:41 am من طرف hady22
» ممكن ؟
الخميس أغسطس 19, 2010 9:38 am من طرف hady22
» تسرب المياه يكشف عن وفاة عجوز قبل 5 أعوام
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:08 pm من طرف janesta
» استراليا تكتشف ثلاثة ديناصورات كبيرة جديدة
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:07 pm من طرف janesta
» بحيرة طبرية تتناقص...... صور
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:06 pm من طرف janesta
» منزل بدولار واحد في الأسبوع في بلدة أسترالية
الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:04 pm من طرف janesta
» برنامج دس كونكت باميلات بوت خطييير جدا
الثلاثاء مايو 11, 2010 10:27 pm من طرف شادى
» اقفل اميل الى مديقك فى ثوانى 123 بوووووووم
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:47 pm من طرف شادى
» اطرد كل الى فى الروم فى 3 ثوانى مش مبالغة
الثلاثاء مايو 11, 2010 9:34 pm من طرف شادى
» أدخل حمل برنامج تسجيل صوت كل شيء على الجهاز الكمبيوتر
الأربعاء فبراير 10, 2010 10:08 am من طرف فوفو العنزي
» اعرف الى قدامك اون لاين ولا افلاين من غير برنامج وكمان اعرف
الثلاثاء فبراير 09, 2010 8:57 pm من طرف حنان
» برنامج Many cam 2.3
السبت فبراير 06, 2010 6:58 am من طرف البندري
» برنامج بوت قوى ويشتغل ب100 اميل بس
الخميس فبراير 04, 2010 11:24 pm من طرف thehandsome