هل حاجات الأم المطلقة تفتقد للصبر وينهال عليها تأنيب الضمير؟

سؤال: السلام عليكم. إنني سيدة مطلقة ولدي ابنة عمرها 3 سنوات. مشكلتي هي بأن ابنتي تتحدث كثيرا وأحيانا تسأل سؤالا واحدا ألف مرة بنفس الدقيقة. لا أعرف من أين أجلب الصبر. كيف أتعامل معها. تسألني عن أشياء تعرف جوابها. أحب أحيانا الجلوس على الكمبيوتر والنت. ألعب معها في بعض الأوقات ولكنني أشعر بأنني لا أعطيها الكثير من الوقت لأنني لا أستطيع التكيّف معها. أشعر بالملل جدا وبسرعه. في الليل ألوم نفسي على ما فعلته معها وأتعهد بأن العب معها في صباح اليوم الثاني. فتتكرر نفس المشكلة. ماذا أفعل أرجوك؟ قولي لي ولا تتأخري بالرد.


عزيزتي الأم،

تحياتي وأشكرك على ثقتك بي.

تلك هي مميزات خصائص جيل الثانية وما فوق. طفلتك طبيعية.

أنت أيضا طبيعية بظروفك العائلية. أنت أم مطلقة بجيل ما زلت صغيرة على مواجهة مثل تلك الصعاب..

ما يزيد ضميرك تأنيبا هو جهلك بالأساليب التربوية الإيجابية. ما يفقدك صبك هو نقص معرفتك.

تلك عناصر تزيدك وجع ضمير وتخبط.

طفلتك تحتاج لأم تعرف. المعرفة قوة.

من المهم أن تضعي لك أولويات. هل طفلتك هي في الأولوية الأولى؟ إن كان كذلك فعليك أن تبدأي بترويض انفعالاتك. المشاعر هي ملك صاحبها. لا للانفعال أو العصبية لأنها تضر بتطوير شخصية طفلتك.

في فاتحة كتابي " نعم للتربية الإيجابية" أقول: " أيها الآباء صبركم. التربية ليست وصفة سحرية واحدة ووحيدة. إنما هي مسار حياة وفن... لا زمن محدد له ولا مناسبة... يحتاج لنَفَس طويل، ترويض منهجي متواصل وتحديات ذاتية كبيرة.

نعم للتدريب على أساليب تربوية تجعل طفلتك تشعر بأنها في مرحلة عمرية طبيعية. الإجابة على كل استفسار ضروري وهام. إثارتها بمواضيع تخص الطبيعة وظواهرها تزيد من حب استطلاعها واستكشافها.

تعويضها غياب الأب بأنشطة مثيرة للذهن وللحركة. لا شك بأن مرافقتها بمشوار يومي بأحضان الطبيعة يشبعها بالحاجة العاطفية للاطمئنان لحضنك وتعاملك.

نعم للحب المتدفق كلما سألت أو استفسرت وفي أي وقت كان. الحب حاجة عاطفية ضرورية تجعلها تستكين وتسترخي بوجودك بجانبها.

يمكنك الاستمتاع بالحاسوب عند غيابها أو نومها. لا للبرمجة الخاصة بك أثناء يقظتها أو استفساراتها. نعم للبرمجة الخاصة بها للاستفادة من وجودك معها ولتعويضها حالتها العائلية – أبوان مطلقان-.

عليك بكتابي "نعم للتربية الإيجابية". يتضمن الكتاب المزيد من الأساليب التربوية التي تعمل على تطوير طفلتك سوية النفس ولوقايتها من تأثير ظروفك- أم مطلقة-. في كتابي " نعم للتربية الإيجابية" أساليب وقضايا خاصة بأطفال المعيلة الوحيدة في الفصل الخامس عشر ص421.

أنا دوما إلى جانبك.

إلى اللقاء بعد قراءتك الفصول الخاصة بجيل طفلتك. التعرف على الأساليب المناسبة لتطوير شخصيتها السوية السعيدة.