الإعلام الأردني يقاطع تغطية البرلمان

من طرف legacy11 الجمعة يونيو 19, 2009 10:26 am

دعا مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين إلى "مقاطعة التغطيات الإخبارية لمجلس النواب" بينما قرر رؤساء تحرير الصحف اليومية والأسبوعية بدء المقاطعة اعتبارا من أمس ردا على الهجوم الذي شنه نواب على الصحافيين ووسائل الإعلام الأربعاء.
واستهجن مجلس النقابة في بيان أصدره عقب جلسة طارئة له أمس "اللغة الاتهامية غير المسبوقة والإساءات والروح الثأرية والانتقامية" التي استخدمها عدد من النواب حيال الصحافة والصحافيين في مختلف مواقعهم ومؤسساتهم.
وهذا الموقف المتشدد من النقابة والصحف، وهو الأول في مواجهة البرلمان، صدر بعد توجيه عدد كبير من النواب إساءات واتهامات الى الصحافة بمعاداة المجلس والاصطفاف وراء الحكومة في شن حملة إعلامية عليه في جلسته الأربعاء.
ووجه النواب هذه الاتهامات خلال مناقشتهم مشروع قانون معدلاً لقانون رعاية الثقافة والتي رفضوا خلالها إلغاء ضريبة كانوا فرضوها سابقاً على وسائل الإعلام تقضي بحسم خمسة في المئة من إيرادات الإعلانات لمصلحة صندوق دعم الثقافة. واعتبر مجلس النقابة أن هذه الإساءات والاتهامات والأجواء المشحونة والتحريضية ضد سلطة الصحافة ودورها "إنما تعكس أزمة داخل مجلس النواب".
وكانت وسائل الإعلام نشرت استطلاعين للرأي العام في شهر واحد أظهرا تدني شعبية مجلس النواب وعدم الرضى عن أدائه ومطالبة شرائح واسعة من المواطنين وقادة الرأي بحله وإجراء انتخابات مبكرة. كما نشرت صحف عدة تقارير تنتقد أداء النواب، وتقديم عدد كبير منهم المصالح الشخصية والمناطقية الانتخابية على مصلحة البلاد، ورصد تجاوزات مالية للنواب.
وبينما أكد المجلس احترامه لمجلس النواب ودوره الدستوري في الرقابة والتشريع، شدد على أن دور الصحافة في النقد والمساءلة "مقدس لن يثنيها عنه أي تهديد أو وعيد أو اتهامات باطلة ومضللة يكون من نتائجها سن قوانين جديدة تعمل على قمع الحريات الصحافية رغم توجيهات الملك عبدالله الثاني بتعزيز هذه الحريات".
ونبه بيان مجلس نقابة الصحافيين إلى "خطورة مناقشة أي قانون داخل قبة البرلمان في ظل الأجواء المشحونة التي يعيشها المجلس، ويبدي تخوفه المشروع من عرض أية قوانين رافعة للحريات الصحافية على المجلس في ظل هذه الأجواء".
وأكد رؤساء تحرير الصحف في اجتماعهم الذي قرروا فيه مقاطعة مجلس النواب، وقوفهم الكامل مع الإجراءات التي تتخذها نقابة الصحافيين، وشددوا على أن "محاولات تكميم أفواه الصحافيين ووسائل الإعلام ومنعهم من مواصلة دورهم الرقابي والتنويري ستبوء بالفشل والخسران". ونبهوا إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد الصحف ووسائل الإعلام في حال عرض تعديل القوانين المقيدة لحرية الصحافة التي طالب الملك بتعديلها غير مرة، ومنها القوانين التي تهدف إلى "تقييد حرية الصحافة من خلال الضغط على مواردها المالية".