هل تنازل زوجي لطفلنا يضر بتربيته على احترام النظام؟

سؤال: أنا أم لولدين. الأكبر 5 سنوات والأصغر سنة وشهران. اعتاد طفلنا البكر الصراخ والبكاء رافضا أي نظام- تحديد ساعات مشاهدة برامج التلفاز مثلا-. زوجي يتسرع بالتنازل محاولا إرضاءه وخوفا عليه من البكاء. ما هو الأسلوب التربوي المناسب لتعويد طفلنا احترام النظام؟

الجواب: لجوء الطفل للبكاء والصراخ هو حالة انفعالية طبيعية للتعبير عن معارضة. بعد البكاء يتنازل أبوه له لمراضاته وخوفا عليه. الخوف من بكاء الطفل ومراضاته على كسر النظام يعكس صورة لنموذج أب ضعيف ومتقلب. كلما تكرر التنازل سوف يتعلم الطفل تكرار البكاء. فالبكاء يصبح عادة لكسر النظام. هنا يحتاج الأب لاستبدال تلك العادة غير المستحبة بعادة مستحبة- ضبط البكاء-.

ثبات الأب على النظام وعدم التردد يجعل الطفل يعتاد على النظام. من المهم الأخذ بعين الاعتبار بأن بكاء الطفل هو جزء من عملية تعلم احترام النظام. لترغيبه على تطبيق النظام يلزم مراضاته ولكن بعد التنفيذ. أي يمكن لزوجك مثلا منحه 15 دقيقة إضافية على الوقت المحدد–إرضاء له- وذلك بسبب تنفيذه للنظام من غير البكاء. أسلوب كهذا يعلمه استبدال البكاء -سلوكه غير المستحب- بطاعة الأنظمة- سلوك مستحب-. بعد التكرار سوف يربط سلوكه المستحب-الانضباط- بحصوله على رغبة- مديح، مكافاة -. الترغيب والمراضاة أسلوب تربوي إيجابي يستفز الطفل على تكرار سلوكه المستحب- الانضباط -. بعد تكرار سلوكه المستحب يصبح عادة دائمة وثابتة.

من المهم أن يعلن الأب لطفله مسبقا بأنه سوف يضيف له بعضا من الوقت ولكن بشرط تنفيذه النظام. يستحسن إعلان الشرط على الطفل بمفردات واضحة وقليلة مثل: " قررت أن أزيدك 15 دقيقة إضافية ولكن بشرط ألا أسمع أي صراخ أو بكاء عند إغلاق جهاز التلفاز. أموافق؟". في بداية ممارسة الأب مثل هذا الأسلوب سوف يرفض الطفل بشدة ويعلن اعتراضه -بكاء وصراخ كعادته-. لو تنازل الأب وانصاع لتمرده سوف يتمسك الطفل بسلوكه غير المستحب. يحتاج الطفل لاستبدال أية عادة لعدد من الأيام أقصاها 21 يوما. على الأب الصبر أثناء التعويد وعدم تحدّيه أو إذلاله. من المهم التعبير له عن حبه له وتغنيجه أثناء الاستبدال- لا لحرمانه العاطفي-. لا مانع من شكره بعد تطبيق النظام. توجه الأب الإيجابي هو عبارة عن نموذج عاطفي محب وواثق- غير متقلب-. أسلوب التربية الإيجابي الداعم للسلوك المستحب يساعد الطفل على تطوير شخصية سوية مطمئنة طالما لديه نموذجا عاطفيا ثابتا ومحبا.

rosa