القصر الجمهوري ينتظر تركيبة البرلمان الجديد ويفكر بخيار الحرب والسلم

لا يشغل بال رئاسة الجمهورية اللبنانية أي قضية اكثر من محاولة رسم صورة بانورامية للخلطة السياسية التي ستقود البلاد بعد ايام من اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية وظهور تركيبة البرلمان الجديد.

ومن الواضح ان لقاءات تجري في القصر الجمهوري وفي مقر المرجعية المارونية في بكركي بعضها مغلق ومشاورات واجتماعات تقييم تستمع فيها المرجعيات الدينية والرئاسية والامنية لرأي وملاحظات الجميع عناصر تساهم في طرح الاسئلة وتفعيل الحوارات حول هوية المرحلة الملتحقة في ظل البرلمان الجديد وسط اجماع من المراقبين والمطلعين علي ضرورة حصول تغييرات موسعة في تركيبة طبعة اللاعبين الاساسيين تجاوبا مع الحالة الشعبية والسياسية التي سيلعبها مجلس النواب الجديد بعد انتهاء الانتخابات.

وفي السياق من الواضح ان ثلاثة اشياء مركزية ستتقرر وتتمثل في تنقلات وتعيينات جديدة في الصفوف الاولى في صلب الجهاز الاستشاري في مؤسسة القصر الجمهوري والاطقم الاساسية في المؤسسات الامنية الحيوية.

ومن الواضح ان تغييرات مرجحة من هذا الطراز لن تحاول فقط الاستعداد لمرحلة ما بعد الانتخابات والبرلمان الجديد بل ستسعى الى تقديم توليفة جديدة لنخبة القرار والحكم اعيد فيها انتاج الادوار علي امل مواجهة الاستحقاقات الاقليمية والدولية الحساسة وهضهم تأثيراتها علي الداخل من طراز حرب جديدة في الاقليم او تقدم في مسار عملية السلام وهي إستحقاقات لا بد من الإستعداد لها بتغييرات اساسية في الجهاز الأمني والعسكري.

ولعل التصريح الذي اعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشل سليمان عقب الادلاء بصوته في الانتخابات متهما فيه اسرائيل بانها لا تريد ان يبقى لبنان بلد التعايش حمل دلالات كبيرة خصوصا وانه تزامن مع عملية التشويش الكبيرة التي احدثتها اسرائيل على شبكة الاتصالات في الجنوب وهو الامر الذي دفع القيادة اللبنانية للطلب من قوات اليونفيل المتواجدة على الحدود اجبار اسرائيل على وقف عمليات التشويش.

ولم تتوقف المفاجآت في العملية الانتخابية امس عند عملية التشويش الاسرائيلية فقد تواصلت عملية شراء البطاقات في مختلف ارجاء الاقضية اللبنانية والشد بين انصار المرشحين امام مراكز الاقتراع لكن المفاجاة الكبرى التي عاشتها بيروت امس وصول وزير النقل الأميركي راي لحود للمشاركة في مراقبة الانتخابات النيابية اللبنانية وليؤكد على دعم الحكومة الأميركية للبنان.

والوزير لحود ، هو من أصل لبناني ، كان قد زار لبنان مرات عدة كعضو في الكونغرس الأميركي. وقد عينه الرئيس أوباما وزيرا للنقل منذ كانون الثاني ,2009

وتفقد وزير النقل الأميركي وهواحد اعضاء فريق المراقبين الدوليين ، قلم اقتراع النساء في مدرسة جبيل الرسمية الاولى في اطار جولة للاطلاع على سير المعركة الانتخابية. واعتبر لحود ان كثافة الناخبين امام اقلام الاقتراع هي نتيجة مصيرية الانتخابات في تاريخ لبنان.

الوزير الاميركي بحضوره المفاجىء رغم اعتذاره السابق عن الحضور اثار حفيظة المعارضة اللبنانية مما دفع رئيس المجلس السياسي لحزب الله ابراهيم امين السيد لانتقاد وصول الوزير الاميركي في يوم الانتخابات معتبرا زياراته بانها تندرج في اطار التدخلات الاميركية في الشؤون الداخلية اللبنانية.

ولم يتوقف انتقاد مسؤول حزب الله للتدخل الاميركي لكنه انتقد تواصل تدفق المغتربين اللبنانين الذين احضرتهم المولاة للمشاركة في التصويت .

الموالاة كان ردها سريعا على رئيس المجلس السياسي لحزب الله فقد انتهمت سوريا بفتح الطريق العسكري امام المجنسين المقيمين في سوريا للانتخاب قوى المعارضة.

وعلى صعيد المفاجات فقد تمكن الجيش اللبناني من تطويق اكثر من اشكالية نشبت بين المعارضة والموالاة في مراكز الاقتراع وكان ابرزها عملية اطلاق الرصاص التي جرت من داخل مركز تنمية تابع لتيار المستقبل حيث سارع الجيش الى تطويق المبنى واعتقال مطلق النيران.

وفي طرابلس وقعت اشكالية بين مناصرين للرئيس عمر كرامي ومناصرين للنائب محمد كبارة ، أدى الى سقوط جريح نقل الى المستشفى الإسلامي في طرابلس للمعالجة تدخلت عناصر من الجيش اللبناني وطوقت المكان ، واعادت الأمور الى طبيعتها.

ميرسي جانيستا علي الاخبار