تقرير اخباري : اتفاق سوات نموذج غير مرجح للمصالحة مع «طالبان»

أوقفت الحكومة الباكستانية 16 شهرا من القتال محققة شيئا من الهدوء النسبي لسوات ذلك الاقليم ذو المشاهد الطبيعية الخلابة والذي يبعد مسيرة ساعة بالسيارة إلي الشمال من اسلام اباد بإبرام هدنة مع مسلحي طالبان في تطور تطرحه كنموذج لصفقة مع الحركات الاسلامية المسلحة في المنطقة برمتها.

بيد أن الثمن الذي دفع مقابل السلام ربما كان باهظا ومن المرجح أن يحبط الحكومات الغربية ويثنيها عن إبرام اتفاقات أو صفقات مماثلة في أفغانستان ، فقد تخلت الحكومة الاقليمية لاقليم الحدود الشمالية الغربية الباكستاني عن السلطة لطالبان بموجب اتفاق سلام يطلق يدها بشكل يكاد يكون كاملا في فرض مفهومها للشريعة الاسلامية في سوات.

ويشتمل اتفاق السلام المؤلف من 17 بندا والذي وقعه مولانا صوفي محمد الموالي لطالبان على إجراءات لإنشاء محاكم إسلامية وحظر الموسيقى وطرد العاهرات والقوادين من المنطقة وإغلاق المحلات التجارية أثناء الصلاة وشن حملة ضد ما وصف بالفحش.

لكن الاتفاق لا يمنع المسلحين المدجيين ببنادق هجومية وراجمات صواريخ من القيام بدوريات في منجورا البلدة الرئيسية في إقليم سوات وأن تظل قوات الجيش فى ثكناتها.

وقد دافع رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني مؤخرا عن الاتفاق قائلا انه جزء من استراتيحية الـ"الثلاثة دي" ديالوج ( حوار) ديفلوبمينت( تنمية) ديتيرنس(ردع).

وقد المح بعض أعضاء مجلس الوزراء إلى وجوب أن تكون هذه الوثيقة نموذجا لسياسة أمريكية جديدة بشأن افغانستان وباكستان تؤكد على الحاجة إلى"مصالحة مع العناصر القابلة للمصالحة في طالبان".

ويتساءل المحلل والجنرال المتقاعد طلعت مسعود"كيف يمكن أن تكون نموذجا للمصالحة مع معتدلي طالبان إذا كان كل ما تنتجه هو حكم طالباني". ويستطرد"إذا كان هذا هو الذي تريد به حل المشكلات في أفغانستان وبالتالي في باكستان فما عليك إلا أن تسلم الحكم لطالبان وعندها لن يجدوا سببا للتمرد".

كما ظهرت مخاوف مماثلة في كابول التي تعتقد أن اتفاقات سلام مماثلة سمحت للمسلحين بإقامة دويلات ومحميات في منطقة القبائل في باكستان راحوا يشنون منها هجمات عبر الحدود ضد القوات الدولية في أفغانستان.

وصرح الرئيس الافغاني حامد قرضاي في مقابلة" اتفاق السلام في سوات هو شان باكستاني داخلي لكن إذا كان هذا الاتفاق سيجعل أعداء السلام أقوى شكيمة فان أفغانستان لا يمكنها أن تقف مكتوفة الايدي". وأضاف"نأمل أن تراعي باكستان مصالحنا".

ويقول مسعود إن أي ترتيب مع طالبان لن ينجح إلا إذا ضمن بسط سلطة الحكومة وتوطيد أركان تلك السلطة الامر الذي لا يبدو انه يحدث في سوات. «د ب أ»

ميرسي جانيستا

دودو

دودو