إسرائيل وأميركا تنددان بتقرير فالك وتتهمانه بالانحياز

عواصم - وكالات الأنباء

اتهمت الولايات المتحدة خبير الامم المتحدة ريتشارد فالك بالانحياز ضد اسرائيل لمطالبته في تقرير الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بفتح تحقيق حول العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة ، واعتباره ان هناك من الاسباب ما يدفع الى الاعتقاد بوقوع جرائم حرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود في تصريح الليلة قبل الماضية ، ان اراء المقرر الخاص حول الوضع في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فالك ابعد ما تكون عن الموضوعية و"نعتبرها منحازة" ، على حد زعمه. وكان فالك قال فى تقريره امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة امس الأول ان العدوان الاسرائيلي على غزة كان من الاصل غير قانوني ويشكل جريمة حرب على نطاق واسع. ودعا الى اجراء تحقيق من قبل خبراء لتحديد ما اذا كان الاسرائيليون قادرين خلال الهجوم على ان يميزوا بين الاهداف العسكرية والسكان المدنيين.

واقر وود بان الولايات المتحدة تدرك انها لن تكون قادرة على منع قيام تحقيق. واضاف "اما في حال كان لا بد من اجراء تحقيق من هذا النوع فيجب الا يكون منحازا ، ولا بد ان يأخذ بعين الاعتبار الوضع على الارض والحقائق". وكان فالك اعتبر ايضا ان "لجوء اسرائيل الى القوة لوقف اطلاق الصواريخ من الاراضي الفلسطينية لم يكن مبررا من الناحية القانونية بما ان هناك بدائل دبلوماسية متوفرة.

من جانبها ، نددت اسرائيل بالتقرير. وقال مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت "للاسف انه مثال اضافي على الموقف الاحادي الجانب والمنحاز وغير العادل لمجلس حقوق الانسان" ، على حد زعمه. واضاف ان "هذا النوع من التقارير لا يخدم ابدا حقوق الانسان ويستخدم سياسة حقوق الانسان اداة". وتابع ان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة "واجه انتقادات في الماضي من قبل امينين عامين للامم المتحدة كوفي انان وبان كي مون ، لتركيزه السلبي على اسرائيل".

في ذات السياق ، أعلنت مصر ترحيبها بالتقرير. وقال السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن "هذا التقرير المهم يوثق حجم الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي ، إضافة إلى حجم الشهداء ، والذي بلغ 1434 فلسطينيا بينهم 288 طفلا 121و امرأة ، فضلا عن إصابة 5303 مدنيين من بينهم 2434 طفلا وامرأة".

وأضاف أن هذا "يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب خلال عدوانه على القطاع وانتهك أبسط قواعد الإنسانية التي تلزم الدول باحترام قدسية حياة البشر وتجرم قتل المدنيين أو استهدافهم". وأوضح أنه "يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والتحقيق في هذه الجرائم البشعة". وأثنى المتحدث كذلك على التقرير لتأكيده على أن الانسحاب الإسرائيلي أحادى الجانب من قطاع غزة عام 2005 لا ينفى عن إسرائيل صفة دولة الاحتلال ، نظرا لأنها تمارس سلطات دولة الاحتلال وتتمتع بالسيطرة الفعلية على المجالين الجوى والبحري للقطاع". وقال إن "ذلك يلزم إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كدولة احتلال ويحتم عليها رفع الحصار والتأكد من توافر سبل المعيشة للفلسطينيين في قطاع غزة".

كما أشاد حسام زكى بما أورده المقرر الخاص في تقريره حول أحقية الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي "ما دامت إسرائيل تنكر حق الفلسطينيين في ممارسة تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس".

ميرسي جانيستا

اغلا ريم