إسرائيل تبدأ عملية ابعاد جماعي لـ«1500» مقدسي

من طرف **janesta** الإثنين فبراير 23, 2009 3:22 am

فلسطين المحتلة - وكالات الأنباء

أعلن مسؤول فلسطيني في مدينة القدس المحتلة ان أصحاب 80 منزلا في المدينة يسكن فيها نحو 1500 فلسطيني مقدسي ، تلقوا أمس اوامر من بلدية الاحتلال الاسرائيلية باخلاء منازلهم تمهيدا لهدمها ، بحجة عدم وجود ترخيص لبنائها.

وتقع المنازل المهددة في حي البستان الواقع الى الجنوب من المسجد الاقصى ، ويعود بناؤها الى ما قبل العام 1967 عندما احتلت اسرائيل القطاع الشرقي من المدينة المقدسة.

وقال حاتم عبد القادر مستشار شؤون القدس في حكومة تصريف الاعمال الفلسطينية التي يترأسها سلام فياض "ان هذه الاوامر تعتبر ترانسفيرا جديدا تسعى حكومة اسرائيل لتنفيذه ضد الفلسطينيين في المدينة المقدسة". وتابع في تصريح "ان بعض المنازل اضيفت اليها ابنية جديدة ، فاستغلت البلدية الامر لاصدار قرار بالهدم ، رغم ان اصحاب المنازل تقدموا بطلبات لاعادة هيكلة المنطقة التي تقع فيها المنازل".

وحسب عبد القادر فان بلدية القدس عرضت على اصحاب المنازل المهددة بالهدم منازل جديدة في مناطق بعيدة عن وسط المدينة. وقال "ان يتم عرض منازل جديدة على اصحاب المنازل فهذا امر جديد ، لكنه امعان في عملية التطهير الجماعي من مدينة القدس" ، مضيفا "لاول مرة تقدم اسرائيل على الترتيب لسياسة ابعاد جماعي من وسط المدينة".

وشدد عبد القادر على ان الاوامر الاسرائيلية الجديدة بحق اصحاب المنازل اساسها "سياسي لاحداث خلل في المعادلة الديموغرافية في المدينة ، وهي ليست قانونية". وقال ان القيادة الفلسطينية ومن خلال المؤسسات الفلسطينية المكلفة متابعة اوضاع المدينة ستعقد اجتماعا اليوم الاثنين مع محامين لبحث الية الرد القانوني على اوامر الهدم.

من جانبه ، دان قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي الشيخ تيسير رجب التميمي إعلان بلدية الاحتلال الاسرائيلي عن نيتها ترحيل 1500 مواطن مقدسي عن منازلهم في حي البستان بسلوان. ويهدف إعلان الترحيل إلى تسهيل فتح نفق تحت الارض لربط حائط البراق بما يسمى بـ "الحي اليهودي" المقام على أنقاض أراضي حارة الشرف الذي هدمته قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وقال قاضي القضاة في بيان صحفي أمس إن ذلك مقدمة لسياسة ترانسفير جديدة بحق المقدسيين ومحاولة فرض واقع ديموغرافي جديد في مدينة القدس ، كما أنه يدخل في إطار محاولات الاحتلال الاسرائيلي تهويد المسجد الاقصى المبارك من خلال العمل على تغيير معالمه الاسلامية.

وكانت آليات الاحتلال الإسرائيلي هدمت أمس خيمة الصمود المعروفة باسم خيمة (ام كامل) نسبة للسيدة فوزية الكرد التي تم طردها من منزلها بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة لصالح جماعات يهودية. ودمر جنود الاحتلال كل محتويات الخيمة واعتدوا على مجموعة من المتضامنين ومنهم أجانب خلال محاولتهم التصدي لآليات الهدم.

وقالت أم كامل الى مراسل (بترا) في رام الله "إن آليات الاحتلال تحرسها قوة من شرطة وحرس حدود الاحتلال اقتحمت منطقة الشيخ جراح وفرضت طوقا مُحكماً على محيط الخيمة وشرعت بهدمها ، مضيفة أن الخيمة قانونية وهي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأن هدف الاحتلال هو الإمعان بسياساته القهرية ضد المواطنين". يذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي يُدمر فيها الاحتلال خيمة "أم كامل" ويتم نصبها مُجدداً من قبل المتضامنين وسكان الحي.

من جانبها ، اتهمت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إسرائيل بتصعيد الحرب على القدس المحتلة عبر التخلص من الأحياء العربية فيها ، مطالبة بوقفة عربية ودولية حازمة لإنقاذ المدينة المقدسة من محاولات التهويد. واعتبر الأمين العام للهيئة حسن خاطر في بيان له "أن سكان حي البستان جنوب المسجد الأقصى أصبحوا في دائرة الخطر الحقيقي خاصة بعد أن ألغت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية المخطط الذي كان قد قدمه أهالي الحي".

وأضاف أن "السلطات الإسرائيلية اليوم باتت تتجه نحو توسيع دائرة الاضطهاد للمقدسيين باستهداف سكان أحياء بأكملها ، والعمل على تجريد عشرات الآلاف من المقدسيين من مواطنتهم". وأكد خاطر أن السلطات الإسرائيلية تحاول خداع الفلسطينيين في حي البستان عن طريق مقايضة منازلهم بمساكن بديلة في أحياء مقدسية أخرى مثل بيت حانينا وغيرها.

وبين خاطر أنه في الوقت الذي شرعت فيه السلطات الإسرائيلية في استهداف حي البستان جنوب الأقصى تشرع أيضاً في استهداف حي الشيخ جراح شمال الأقصى. وقال :"يعكس هذا التطور الخطير حجم الاضطهاد الذي بات يعاني منه المواطن المقدسي ويكشف في الوقت نفسه عن المستوى الخطير الذي بلغته عملية التهويد المستمرة والمتواصلة منذ احتلال القسم الشرقي للمدينة عام 1967".

التاريخ : 23-02-2009