عزل 60 ألف مقدسي واغلاق البوابة العسكرية شمال القدس

عزلت السلطات العسكرية الإسرائيلية أمس منطقتي الرام وضاحية البريد شمال مدينة القدس المحتلة عن قلب المدينة المقدسة بواسطة جدار الفصل العنصري الذي اكتمل نهائياً الأسبوع الماضي بإغلاق الفتحات والبوابة الحديدية ، وبذلك تم عزل هذا المقطع الذي يسكنه أكثر من 55 إلى 60 الف مقدسي كانوا جزءا من سكان القدس وأصبحوا اعتباراً من اليوم جزءا من الضفة الغربية ودخولهم القدس عبر الحواجز العسكرية فقط.

وحسب سلطات الاحتلال التي قامت قواتها امس برفع الكتل الاسمنتية التي كانت تفصل جبل الصمود الذي يعتبر جزءا من بيت حنينا عن الرام والضاحية حيث يقبع هناك اكثر الحواجز العسكرية الإسرائيلية شدة وتنكيلا ، سيضطر سكان هذه المناطق الى العودة الى حاجز أو معبر قلنديا العسكري أو حزما العسكري والخضوع للتفتيش والتدقيق الأمني قبل التمكن من دخول القدس المحتلة.

وقالت قوات الاحتلال التي شرعت ظهر أمس بعملية ضم مساحة واسعة من الضفة الغربية الى حدود بلدية القدس تسكنها 40 عائلة تضم 187 فردا وتحمل الهوية الخضراء - الضفة الغربية في الضاحية ان هذه العائلات حصلت من الجيش على تصاريح تمكنها من الوصول الى منازلها داخل الجدار ولكن هذه التصاريح لا تخول أصحابها دخول المدينة والتجول فيها.

واضاف الجيش الإسرائيلي ان هناك ترتيبات تجري لسبع عائلات فلسطينية من حملة الهوية الخضراء - الضفة الغربية تسكن داخل حدود بلدية القدس منذ سنوات طويلة سيكون لها معاملة مختلفة إذ بعد التصاريح لمدة شهر التي صرفت لهم يتوجب عليهم التوجه الى وزارة الداخلية الإسرائيلية لإثبات الملكية والأوراق الخاصة بالإقامة والسكن حيث سيحصلون على الاقامة الدائمة مؤقتاً أو الهوية الزرقاء في غضون السنة المقبلة .

وأكد سكان ضاحية البريد ، أن إغلاق سلطات الاحتلال لبوابة ضاحية البريد ، وإجبار سكان المنطقة لاستخدام معبر قلنديا - قرب مطار القدس المغلق ، يعتبر حلقة متقدمة جدا في عملية عزل القدس وإحكام الحصار عليها وفصلها نهائياً عن امتدادها الطبيعي في ضواحيها وبلداتها الشمالية والشمالية الشرقية.

ومن الآثار المباشرة لإغلاق البوابة الإسرائيلية في الجدار شهد معبر قلنديا ، ازدحامات مرورية واختناقات شديدة ومن المتوقع ان تزداد في ساعات الصباح والمساء مع خروج وعودة الطلاب والموظفين الى اعمالهم ان سمح لهم الدخول مستقبلاً .

وحذر سرحان السلايمة رئيس مجلس الرام المحلي من هذه الخطوة واعتبرها جزءا من مسلسل عزل المدينة المقدسة عن ضواحيها وتفريغها من سكانها الأصليين تمهيداً لجلب مليون مستوطن جديد خلال السنوات الخمس المقبلة

وفرض الواقع بالقوة في ظل تنامي اليميني المتطرف في إسرائيل بقيادة نتنياهو وليبرمان .

واضاف السلايمة لـ"الدستور" ان عملية إغلاق البوابة حول الرام والضاحية حولها الى (غيتو) جيب ضيق محاصر من ثلاثة جهات بجدار الفصل العنصري ، مؤكداً أن ذلك حول الرام الى منطقة معزولة هجرها معظم سكانها من قبل واليوم بعد إغلاق البوابة سوف يتفاقم الأمر اكثر ولفت الى ان اسعار الاراضي والشقق انخفض بشكل كبير جداً .

وأوضح ان هذه الاجراءات الإسرائيلية تقضي على ارتباط نحو 60 ألف مواطن مقدسي وتقطع تواصلهم عن القدس الشرقية المحتلة التي تعتبر مركز حياتهم السياسي والاقتصادي الدراسي والصحي والاجتماعي ، مشيراً الى ان سكان الضحية والرام باتوا مهددين بسحب هوياتهم "الزرقاء" الإسرائيلية ، ما يؤدي إلى تفريغ غلاف القدس من سكانها المقدسيين.

ميرسي جانيستا