إسرائيل في طريقها لانتخاب اكثر الحكومات تطرفا وعنصرية

يتجه اليوم الثلاثاء نحو 4 ملايين 800و ألف ناخب في إسرائيل إلى صناديق الاقتراع ، لانتخاب 120 عضوا في الكنيست الإسرائيلي الجديد. وتأخذ هذه الانتخابات منحى جديدا في صورة وإبعاد نتائجها وتأثيرها على المنطقة ، كون هذه المعركة الانتخابية تأتي على خلفية التطورات التي تشهدها إسرائيل حول هويتها كدولة (للشعب اليهودي) ويهودية إسرائيل ، هذا إلى جانب اختيار بين العودة إلى العملية التفاوضية المتعثرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل ، على أساس مؤتمر "انابوليس" ، وبين خيار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو زعيم حزب "الليكود" والذي من المتوقع أن تفرز نتائج الانتخابات تقدما واضحا للتيار اليمني المتشدد الذي يقوده ، حيث يعيش الإسرائيليون في ظل هاجس الحفاظ على امن إسرائيل والمحافظة على يهودية الدولة العبرية. وتبدو ملامح المرحلة القادمة واضحة من حيث أن المنطقة مقبلة على إقامة أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا وعنصرية ، حيث يتمحور برنامج رؤساء الأحزاب الثلاث الكبرى على امن إسرائيل في تناسق شبه مطلق بينهم.

وبات من المؤكد أن يفوز نتنياهو برئاسة الوزراء ، حيث تشير استطلاعات الرأي بأنه سيشغل 30 مقعدا على الأقل من أصل 120 مقعدا ، مقابل حصول حزب "كاديما" على 25 مقعدا بزعامة ليفني ، وتراجع "العمل" ربما إلى المركز الرابع وأن يحوز 15 - 17 مقعدا ، فيما تشير الاستطلاعات إلى تقدم كبير لحزب "إسرائيل بيتنا" للمهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق ، بين 17 - 20 مقعدا ، ويليه حزب "شاس" لليهود الشرقيين ، و"الحريديم" بـ11 مقعدا ، و"الوحدة القومية" 4 مقاعد ، و"اليهودية الموحدة للتوراة" 5 ، و"ميرتس الجديدة"6 - 7 ، واللوائح العربية 10 الى 12 مقعدا واختفاء حزب المتقاعدين.

وفي ضوء نتائج الاستطلاعات يؤكد محللو الشؤون الحزبية في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن كتل الأحزاب اليمينية المؤلفة من أحزاب "الليكود" و"إسرائيل بيتينا" و"الوحدة القومية" و"شاس" و"يهدوت هتوراة" ستتمكن من تشكيل تحالف حكومي ، كون مجموع مقاعدها يتعدى 65 مقعدا ، وأن نتنياهو هو الذي سيشكل الحكومة المقبلة ، وسيكون ليبرمان فيها شريكاً أساسياً ، فيما يحتدم الصراع بين "كديما" و"الليكود" و"إسرائيل بيتنا" على "الأصوات العائمة" التي قدرتها الاستطلاعات بـ30 في المائة.

وإذا حقق "الليكود" نتائج اقل من التي يأمل فيها فقد يحتاج الائتلاف مع ثلاثة أحزاب أخرى على الأقل لتشكيل ائتلاف ، وقد يلقى نفس مصير الحكومات السابقة وينهار قبل أن يكمل ولايته الدستورية. وتتنافس في الانتخابات 34 قائمة ، وتنقسم بين يمين متطرف ويمين وسط وما تبقى مما كان يُعرف باليسار الإسرائيلي بالإضافة إلى ثلاث قوائم تمثل فلسطينيي الـ,48

هذا وبدأ جنود جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية امس بالتصويت لانتخابات الكنيست الثامنة عشر ، وذلك قبل يوم من موعد الاقتراع العام للجمهور ، على أن يتم فرز هذه الأصوات بعد انتهاء التصويت اليوم الثلاثاء. وبدأ مئات من رجال الاحتياط في الجيش في التوافد لصناديق الاقتراع منذ مساء الأحد ، حيث تم فتح 8 صناديق الاقتراع - حيث يستطيع الجنود سواء كانوا في الخدمة أو الاحتياط أو في مهمات عسكرية - الاقتراع.

وقالت الدائرة أن الجيش الإسرائيلي فتح مساء السبت صناديق الاقتراع في القواعد العسكرية لتمكين الجنود الذين في المهمات من الاقتراع.

كما أن أكثر من 4500 مندوب تابع للجنة الانتخابات المركزية كانوا قد توجهوا قبل ذلك لتسعين سفارة في أنحاء العالم لتمكين البعثات الدبلوماسية من الاقتراع لانتخابات أعضاء الكنيست ، وكانت أولى السفارات انتخاباً سفارة إسرائيل في كامبيرا في استراليا ، حيث أن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية تصوت في الانتخابات العامة قبل 12 يوما من الانتخابات العامة.

وكان مراقب الدولة في إسرائيل أعلن أنه سيقوم مع 300 من رجال مكتبه بجولات على صناديق الاقتراع لمراقبة سير العملية الانتخابية بالتنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية.

مجهود مميز
بالتوفيق

ريم دودو