ايران تغلق ملف الانتخابات باعلان فوز نجاد رسميا

عواصم - وكالات الانباء.

أكدت ايران امس اعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية ، وقالت ان النزاع الذي نشب حول الانتخابات التي انتهى مما لا يجعل هناك خيارات تذكر أمام المعارضين الذين قالوا انه حدث تلاعب في الانتخابات.

وقال متحدث باسم مجلس صيانة الدستور "صدر بيان مجلس صيانة الدستور عندما أصبح مقتنعا بدقة الانتخابات" ، مضيفا أنه لم يتم اكتشاف أي مخالفات.ومضى يقول "أغلق اليوم ملف...الانتخابات". وبعد حلول الظلام ظل هناك عدد من الناس يكبرون فوق أسطح المنازل في محاكاة للاساليب التي استخدمت خلال الثورة الاسلامية ولكن التكبيرات أثناء الليل بدأت تضعف.

وطالب رجل دين البارزأحمد خاتمي بوضع حد للاحتجاجات . وقال ان "مجلس صيانة الدستور هو المرجع القانوني الاوحد في الانتخابات وعلى هذا الاساس يبدو ان مسألة الاحتجاجات على انتخاب الرئيس انتهت".واضاف "كل من يؤمن بالنظام الاسلامي وملتزم بقوانينه واحكامه عليه ان يقبل برأي مجلس صيانة الدستور...اذا استمر البعض في معارضة رأي مجلس صيانة الدستور وهو ما يعني معارضة القانون فهذا يظهر ان هؤلاء الناس لا يريدون المضي في القنوات القانونية وانهم يريدون تحقيق أغراضهم بالقوة".

وقال حميد نجفي رئيس تحرير صحيفة كيهان المحافظة ان المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية حسين مير موسوي ليس بوسعه عمل شيء ، واضاف "فيما يتعلق بالدستور...لا اعتقد ان بوسعه ان يفعل شيئا. الامر انتهى".

غير ان موسوي اعلن تمسكه بمطلبه اعادة الانتخابات الرئاسية ، واعلن مكتب العلاقات العامة لموسوي في بيان نشر على موقع حملته الانتخابية "اذ ننفي (تصريحات) الناطق باسم مجلس صيانة الدستور ، نشدد على ان موقف مير حسين موسوي يبقى ذلك الوارد في رسالته بتاريخ 27 حزيرن الى المجلس". وطالب موسوي في رسالته هذه بتشكيل لجنة مستقلة للنظر في مجمل العملية الانتخابية التي طعن في شرعيتها مع المرشحين الاخرين مهدي كروبي ومحسن رضائي. وفي حال لم يتم ذلك دعا الى الغاء نتيجة الانتخابات وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة.

من جهة اخرى تضاعفت الانتقادات والهجمات على موسوي من قبل رجال دين محافظين. وقال آية الله محمد يزدي العضو في مجلس صيانة الدستور ورئيس المجلس الاعلى لرابطة اساتذة الحوزة العلمية في قم "ان بقي اشخاص مثلي في المجلس ، فلن نصادق على ترشح موسوي" في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2013". وقال آية الله مرتضى مقتدائي احد ابرز فقهاء الحوزة العلمية في قم ان "مواصلة التظاهرات امر يستوجب الادانة". وحذر من انه "اذا استمر بعض الافراد في اثارة الاضطرابات ، فعلى النظام ان يواجه الامر". وزادت شرطة مكافحة الشغب من وجودها في العاصمة طهران ولكن لم تظهر دلائل على وقوع اضطرابات كبرى الاثنين. واعلن مدعي عام مدينة اصفهان الافراج بكفالة عن 280 متظاهرا اعتقلوا خلال الاضطرابات. ولم تكشف السلطات عدد المعتقلين.

في واشنطن ، امتنعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن الاعتراف باعادة انتخاب نجاد ، مشيرة الى وجود مشكلة "صدقية تجاه القادة الايرانيين من قبل شعبهم ".وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بانتخاب نجاد ديموقراطيا رئيسا لايران ، امتنعت كلينتون عن الرد بشكل حاسم. وقالت "سوف نرى ونقوم بدقة ما يجري" مضيفة "انها لحظة تاريخية لايران والايرانيين ولا اريد ان اتكهن حول الطريقة التي ستسير فيها الامور". وكشف استطلاع حديث هنا أن 74 بالمئة من الأميركيين يرفضون تدخل حكومتهم المباشر في الأزمة الإيرانية.

من ناحية ثانية ، هدد الاتحاد الاوروبي بسحب جميع سفرائه من طهران في محاولة للضغط على إيران لإخلاء سبيل موظفي السفارة البريطانية التي تحتجزهم السلطات الايرانية بتهمة التورط في التظاهرات. ورجح دبلوماسيون في مقر رئاسة الإتحاد الأوروبي ببروكسيل إمكانية قيام الإتحاد باستدعاء جميع سفرائه من ايران بصورة مؤقتة تضامناً مع المحتجزين والموقف البريطاني.

ونسبت صحيفة الغارديان البريطانية امس الى الدبلوماسيين الأوروبيين تأكيدهم أن الدول الـ27 الأعضاء في الإتحاد الأوروبي لم تتفق بعد على موعد استدعاء سفرائها من طهران وإلى متى ، لكن الإتحاد يريد من وراء هذا التهديد توجيه رسالة جديّة إلى إيران بأمل أن تتراجع عن قرارها احتجاز باقي موظفي السفارة.

بدورها ، دانت منظمة المؤتمر الاسلامي "التدخلات الاجنبية" في شؤون الجمهورية الاسلامية ، داعية الشعب الايراني الى الاتحاد وراء حكومته معربة عن "قلقها" من الضغوط التي تمارس على ايران في المجال النووي. الى ذلك ، يتوجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم الى ليبيا للمشاركة في قمة رؤساء دول الاتحاد الافريقي التي تعقد في سرت (ليبيا) برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي .