السلطة «تثبت» فوز نجاد رئيسا لإيران .. و «تعسكر» طهران «سلفا»

عواصم - وكالات الانباء

اكد مجلس صيانة الدستور الايراني امس فوز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الشهر بعد الانتهاء من فرز جزئي للاصوات قاطعته المعارضة. ة واعلن رئيس المجلس اية الله احمد جنتي هذه النتيجة في رسالة بعث بها الى وزير الداخلية صادق محصولي.

وقال جنتي "فيما يتعلق بالنتائج النهائية للانتخابات .. نقول انه بعد تلقي الاعتراضات بشان العملية الانتخابية خلال الوقت الذي خصصه القانون 10( ايام) ، وبعد تمديد خمسة ايام اخرى وبعد تحقيق دقيق وشامل .. نؤكد النتائج".واضاف ان "غالبية الاعتراضات لم يثبت انها انتهاكات او تزوير ولم تكن سوى مخالفات طفيفة تحدث في كل انتخابات وبالتالي فانها ليست ذات اهمية ، ولم يكن هناك مبرر للاعتراضات" وذكر تليفزيون إيريب الرسمي أنه بهذا القرار يكون المجلس قد أكد إعادة انتخاب نجاد لفترة رئاسية جديدة.

وبدأت امس في طهران اعادة فرز جزئي للنتائج ، لكن مرشحا اصلاحيا مهزوما قال ان الغاء الانتخابات "هو السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب". ووافق مجلس صيانة الدستور على اعادة فرز نسبة عشرة في المئة من الاصوات يتم اختيارها بشكل عشوائي. لكن مير حسين موسوي مرشح المعارضة المهزوم يرفض ذلك مطالبا بالغاء نتائج الانتخابات كليا. وقال تلفزيون العالم الرسمي في ايران ان اعادة الفرز بدأت في 22 مركزا في طهران واقاليم اخرى. وذكرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان اعادة فرز الاصوات بدأت في اقليم كردستان الغربي. بينما قالت وكالة مهر للانباء ان اعادة الفرز جارية في مدينة كرج غربي طهران بحضور كبار المسؤولين المحليين. ولم يتضح متى ستعلن السلطات عن نتائج اعادة الفرز.

وفي مؤشر مبكر على أن عملية اعادة الفرز لن تضع فوز نجاد بالانتخابات محل شك ، انتشرت قوات الشرطة في طهران بشكل مكثف قبيل التصديق النهائي المتوقع من قبل مجلس صيانة الدستور نتائج الانتخابات.

وأفاد شهود عيان أن أجواء ما يشبه فرض الأحكام العرفية خيمت على شمال طهران في الوقت الذي اتخذ فيه افراد الشرطة وقوات مكافحة الشغب وأعداد كبيرة من قوات الأمن مواقعها. بالإضافة إلى ذلك ، أغلقت شبكات الهاتف النقال مرة أخرى بداية من منتصف امس . وتعطلت أنظمة الرسائل النصية في البلاد لأكثر من 18 يوما. ويعني الإعلان عن تصديق نهائي لنتائج الانتخابات تأكيدا رسميا لإعادة انتخاب الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية ، وهو ما يفسر استنفار قوات الشرطة تحسبا لاندلاع الاحتجاجات مجددا من قبل أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي.

وكان موسوي دعا إلى إلغاء نتائج الانتخابات وإجراء انتخابات جديدة. ويعتزم أنصار موسوي تشكيل سلسلة بشرية تبدأ من شمال طهران الى جنوبها. وقدرت تقارير اعلامية ان طول السلسلة البشرية سيبلغ 37 كم.

وكرر مهدي كروبي رجل الدين الاصلاحي الذي جاء في المركز الرابع والاخير في انتخابات الرئاسة دعوته لالغاء الانتخابات . وقال كروبي"الغاء الانتخابات هو السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب" ، وهو موقف يشاركه فيه موسوي. من ناحية ثانية ، افرجت السلطات ايرانية امس عن خمسة من تسعة موظفين محليين محتجزين يعملون في السفارة البريطانية في الوقت الذي يجري فيه استجواب الاربعة الاخرين.

وصرح حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية الايرانية بأن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ووزير خارجية ايران منوشهر متكي تحدثا هاتفيا. وقال قشقوي خلال مؤتمر صحفي "من بين تسعة أفراد أطلق سراح خمسة ويجري استجواب الباقين". واضاف بأن ميليباند أكد خلال حديثه مع متكي على ان بريطانيا ليس لديها اي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لايران.

في لندن قال متحدث باسم رئيس الوزراء جوردون براون"اربعة من طاقم السفارة البريطانية المعينين محليا مازالوا محتجزين ". وأضاف "هذه الاعتقالات غير مقبولة بالمرة وغير مبررة".

وفي سياق متصل ، اعلن قشوي ان طهران لا تنوي في الوقت الحاضر اغلاق سفارات او تخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع دول اجنبية. وقال ردا على سؤال عما اذا كانت طهران تعتزم اغلاق السفارة البريطانية "ليس هناك في الوقت الحاضر خطة لاغلاق اي سفارة او تخفيض مستوى علاقاتنا الدبلوماسية معهم".

الى ذلك ، طلب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من رئيس الهيئة القضائية توضيح ما أسماه بـ"القتل الغامض" لمتظاهرة تدعى ندا آغا سلطان.

ميرسي جانيستا علي المجهود