كوريا الشمالية «تستفز» المجتمع الدولي بتجربة نووية جديدة

عواصم - وكالات الانباء

اثارت كوريا الشمالية غضب المجتمع الدولي باجراء تجربة نووية جديدة ، مهددة باجراء المزيد منها. وفي حين عارضت الصين بـ"حزم" التجربة ، اعتبرتها واشنطن ولندن تهديدا للسلم العالمي ، فيما سعت باريس و طوكيو الى "تغليظ" العقوبات الدولية.

واعلنت كوريا الشمالية انها اجرت بنجاح تجربة نووية امس في خطوة زادت التوتر ودفعت اعضاء مجلس الامن الى الدعوة لعقد اجتماع طاريء.

وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان كوريا الشمالية "اجرت بنجاح تجربة نووية اخرى تحت الارض في 25 ايار في اطار اجراءات تعزيز قوة ردعها النووي للدفاع عن النفس بكل وسيلة". وتعتبر التجربة النووية الاولى التي أجرتها في تشرين الاول عام 2006 ضعيفة نسبيا حيث بلغت شدتها نحو كيلوطن واحد فيما بلقت قوة التجربة الاخيرة نحو 20 كيلوطنا.

ولم تكتفي بيونغ يانغ باجراء التجربة ، بل هددت باجراء تجارب نووية جديدة في حال واصلت الولايات المتحدة "سياسة التخويف" حيالها ، وحذر مسؤول كبير في السفارة الكورية الشمالية في موسكو من "امكانية اجراء تجارب نووية اخرى" في حال "استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في سياسة التخويف التي يتبعونها حيال كوريا الشمالية".

وذكرت تقارير إخبارية كورية جنوبية أن كوريا الشمالية أطلقت امس ايضا اثنين من الصواريخ قصيرة المدى ليرتفع بذلك عدد الصواريخ التي تم إطلاقها إلى ثلاثة صواريخ. ولم تعرف بعد المزيد من التفاصيل حول نوعية الصواريخ.

واثارت التجربة ادانة من المجتمع الدولي الذي انتقل من وعد بتقديم مساعدات كبيرة الى فرض عقوبات اقتصادية قاسية لمحاولة وقف جهود الدولة المنعزلة لبناء ترسانة نووية.

وأدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما التجربة بوصفها "تهديدا للسلم والأمن الدوليين" ، ونشر البيت الأبيض بيانا فوريا من أوباما وصف فيه أفعال كوريا الشمالية بأنها "مسألة تشكل قلقا بالغا لكافة البلدان" ، وتتطلب تحركا من المجتمع الدولي.

وفي تصريحات متطابقة ، قال رئيس الوزراء البريطاني غوردان براون "تجربة كوريا الشمالية تمثل خطرا على العالم". وأضاف "أن المجتمع الدولي سوف يعامل كوريا الشمالية علي أنها شريك إذا تصرفت بمسئولية وإذا لم تفعل فيمكنها توقع حدوث مزيد من العزلة ".

بدورها ، اعتبرت موسكو ان التجربة تهدد الاستقرارالاقليمي وتخالف ارادة مجلس الامن وتشكل صفعة لجهود الحد من الانتشار النووي. وأدان خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي التجربة في بيان قائلا "هذه الافعال غير المسؤولة تتطلب ردا حاسما من المجتمع الدولي".

و طلبت اليابان عقد مجلس الأمن لاجتماع عاجل ، كما بدأت مناقشات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لصياغة وإصدار قرار جديد للأمم المتحدة ، يدعو إلى تطبيق عقوبات إضافية. وذكرت باريس انها ستبحث تشديد العقوبات الدولية المفروضة على الدولة الشيوعية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية"ستتشاور فرنسا مع شركائها في مجلس الامن بشأن تبعات هذا التصرف الخطر وخاصة تشديد العقوبات".

بدورها ، قالت الصين انها"تعارض بحزم" التجربة النووية الاخيرة لكوريا الشمالية ، لكن محللين صينين استبعدوا أن تؤيد بكين تشديد العقوبات ، والموقف الصيني بأنه بالغ الحساسية والتعقيد فمن ناحية تخشى بكين من أن يتسبب البرنامج النووي لكوريا الشمالية فى زعزعة الاستقرار الاقليمي أوفي حدوث مواجهة عسكرية أو في إشعال سباق تسلح.و رأى خبراء ان التجربة النووية الجديدة التي اعلنتها بيونغ يانغ قد تكون تعكس نفاد صبر النظام الذي يسعى الى ارغام الادارة الاميركية الجديدة على الحوار.