نتانياهو يتحدى أوباما ويرفض تجميد النشاط الاستيطاني

القدس - غزة - وكالات الانباء

رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الدعوات الامريكية لتجميد جميع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية ما ينذر باصطدام مع الرئيس باراك أوباما. ونسب مسؤولون لنتنياهو قوله لحكومته "اننا لا نعتزم بناء أي مستوطنات جديدة ولكن لن يكون من العدل منع البناء من أجل تلبية احتياجات النمو الطبيعي أو أن يكون هناك حظر تام على البناء". وجاءت تصريحات نتنياهو تأكيدا لموقف تبناه في مسعاه للترشح لرئاسة الوزراء في انتخابات جرت في شباط الماضي.

واجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع اعضاء حكومته امس لبحث ازالة بؤر استيطانية في الضفة الغربية. واثار الموضوع انتقادات من جانب وزير الخارجية اليميني افيجدور ليبرمان الذي قال ان العودة الى حدود 1967 لن تنهي الصراع مع الفلسطينيين.

ومن المتوقع أن يدعو أوباما نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ أمد طويل خلال خطاب سيلقيه في القاهرة مطلع الشهر المقبل. واستبعد عباس استئناف تلك المحادثات قبل أن يعلن نتنياهو التزامه بالحل القائم على قيام دولتين ويوقف التوسع الاستيطاني. وفاجأ أوباما اسرائيل من خلال نشاطه في موضوع المستوطنات. ولكن لم يتضح كم من الضغط سيمارسه على نتنياهو من أجل التجميد التام لبناء المستوطنات.

ويعيش نصف مليون يهودي في تكتلات استيطانية وفي مواقع أصغر حجما بنيت في الضفة الغربية والقدس الشرقية العربية وجميعها أراض احتلتها اسرائيل في حرب عام ,1967 وتقول محكمة دولية ان المستوطنات غير شرعية. وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقبة في وجه السلام.

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو ان مصير المستوطنات القائمة لا بد أن يتحدد في المفاوضات مع الفلسطينيين. وأضاف "في الفترة المؤقتة يتعين السماح باستمرار الحياة عادية في تلك التجمعات السكنية".

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قبل اجتماع الحكومة امس ان اسرائيل ستزيل أكثر من عشرين موقعا استيطانيا اخر اما من خلال التفاوض أو بالقوة ولكنه لم يعط اطارا زمنيا. واضاف "أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى اتفاق مع المستوطنين حول إخلاء إحدى النقاط الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.. الاتفاق مع المستوطنين يتضمن عدم إقامة نقاط استيطانية جديدة.

من جانب اخر استبعد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس عودة اسرائيل الى خط الحدود الذي كان قائما قبل حرب حزيران 1967 بين اسرائيل والعرب.

وقال ليبرمان للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية ان "عودة الى حدود 1967 اليوم كما يطلبون منا ان نفعل ، لن ينهي النزاع (مع الفلسطينيين) ولن يضمن السلام ولا الامن". واضاف ان ذلك "سيؤدي بكل بساطة الى نقل النزاع الى داخل حدود 1967".

غير ان وزير الداخلية رئيس حزب شاس المتشدد (يهود شرقيون) ، ايلي يشائي قال "علينا الا نقبل بالاملاءات وينبغي عدم تفكيك المستوطنات العشوائية". واضاف "لا ارى موجبا لتفكيك المستوطنات قبل الاتفاق على سياسة موحدة. لكن علينا تجنب الصدام مع الاميركيين".

واكد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي امس ان اسرائيل تريد انهاء ظاهرة المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية. وقال فيلناي لاذاعة الجيش الاسرائيلي "سنستخدم كل الوسائل اللازمة لانهاء ظاهرة المستوطنات العشوائية التي تلحق بنا ضررا كبيرا". واضاف ان "هناك 24 او 26 مستوطنة عشوائية. تعهدنا تفكيك المستوطنات ونحن مصممون على ان نفعل ذلك".

من جهتهم ، يواصل المستوطنون الضغط ، وحثت دانيالا وايس وهي من قياداتهم ، اعضاء حزب الليكود الذي يرأسه نتانياهو "على الخروج من جمودهم والمطالبة باستئناف البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفي قطاع غزة".

وقالت كبرى جمعيات المستوطنين ييشا "من المثير للاهتمام رؤية الحكومة الحالية تمتنع عن اي محاولة بناء وبدئها الحديث عن التفكيك". واضافت "على نتانياهو احترام رغبات الناخبين الذين صوتوا بكثافة لاحزاب تؤيد مواصلة البناء في الضفة الغربية".

اشكرك جانيستا علي الاخبار

دودو