مقارنة بين صدام ونصرالله

قضى المناضل حسن نصرالله شبابه السياسي ناقدا لاذعاً الى حد التجني للمناضل صدام حسين. لكن الاقدار قد وضعت الاول في موقع الثاني مع اختلاف السياق. واستأذنكم بالشرح.
الوقائع تقول أن المناضل صدام حسين كان أول رئيس دولة يبرق مهنئاً زعيم الثورة الايرانية بنجاحها. لكن الامام الخميني آثر ان يصدر ثورته الى ذات البلد الذي حضنه كثائر. 'السلام على من اتبع الهدى' كان مطلع جواب الامام الخميني على برقية الرئيس صدام حسين. ولم تفلح كل الوساطات في ثني الامام الخميني عن عزمه على توظيف طاقة ثورته في إحداث ثورة مماثلة في العراق. وعندما رد العراق ورئيسه على التحدي صرخ الامام 'عدوان، عدوان'.
الوقائع في لبنان تقول ان الولايات المتحدة وحلفاءها في العالم العربي شاؤوا بعد غزو العراق وضع حد لهيمنة سورية على لبنان ونجحوا في استصدار القرار الشهير رقم 1559. وتداعت الاحداث وتلاحقت في لبنان من اغتيال الحريري وخروج الجيش السوري وتولي حلفاء امريكا الحكم وتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال الحريري ونشوب حرب تموز/ يوليو 2006 وخروج وزراء حزب الله وامل من الحكومة واعتصام بيروت الطويل وتعطل كافة مؤسسات الحكم عن العمل.
في الخامس من أيار/ مايو 2008 قررت حكومة فؤاد السنيورة فتح النار على المقاومة عبر فقء عينيها بواسطة تعطيل شبكة اتصالاتها.
في السابع من أيار/مايو ردت المقاومة على التحدي واجتاحت تشكيلاتها بيروت الغربية وصرح تيار المستقبل 'عدوان،عدوان'! ولم تزل آثار هذا 'العدوان' الا عبر اتفاق الدوحة وتجرع تيار المستقبل وحكومته السم السياسي كما تجرعه الامام الخميني عندما وافق بعد 8 سنوات عجاف من الحرب على وقف اطلاق النار وسحب تهديداته بتصدير الثورة الى العراق.
المناضل حسن نصرالله وصف السابع من أيار/مايو باليوم 'المجيد' لأنه أتى رداً على عدوان 5 أيار/مايو على حق المقاومة في مواصلة جهوزيتها للدفاع عن نفسها وعن لبنان وسيادته بوجه القتلة في فلسطين. اليوم الذي اندفع فيه الجيش العراقي الى الاراضي الايرانية هو ايضاً يوم مجيد لأنه أتى رداً على 5 أيار/مايو ايراني ودفاعاً عن حق العراق بالدفاع عن النفس.
هل يترحم نصرالله على صدام حسين؟

نورتيني ريم