الانتخابات العراقية طائفية بامتياز؟

من طرف صــــــادق الخميس فبراير 05, 2009 7:08 am

الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات العراقية جرت في ظل الشعارات الطائفية دينية كانت أم قومية وعشائرية التي ضللت كثيرا توجهات البسطاء من صغار القوم الذين وقعوا من قبل في الواقعة الكاذبة ذاتها من حيث الخداع والغش والتدليس لكرامة المذهب ونواميس القومية ومشاعر الشعب وأمانة الحفاظ على المصلحة الوطنية ، لقد تكررت المأساة التي جسدت المفاهيم البعيدة عن روح المواطنة العراقية المطلوبة جماهيريا ، لم يتغير الحال ولم تتبدل الأوضاع وان الشعار الطائفي والتمجيد للرموز الدينية كانت هي الغالبة على معظم الدعاية الانتخابية إضافة الى أعمال التزوير والخروقات والرشا للناخبين وشراء الذمم الأكثر شيوعا من ذي قبل وان عملية الهيمنة على مقدرات المفوضية العليا لانتخابات باتت واضحة لكون هذه المؤسسة سبق وان خضعت الى المحاصصة الطائفية السياسية وبالتالي فقدت حياديتها واستقلاليتها المفترضة او الوضع القانوني للنزاهة على وفق المنطلقات الدستورية او ميثاق الأمم المتحدة وملفاته من المواثيق الأخرى . من المعروف عن القواعد الانتخابية في مختلف الدول العالمية ان الترشيح يكون شخصيا لذات الرئيس او العضو البرلماني ولن يتعدى هذه الحدود الذاتية بمعيارها الحقوقي لشخص المرشح أيا كان المنصب الذي سيشغله عند الفوز ، الا ان الوضع العراقي كان منفردا وغريبا جدا عن تلك الأعراف والتقاليد الدولية فالتأليه للشخصيات الدينية والسياسة القيادية كان طاغيا ومنحرفا عن الثوابت المتداولة عالميا ، فكان الإعلام الانتخابي ينصب على شخص القائد الديني او السياسي باعتباره قائد للكيان وليس لصالح المرشح وان نصيب هذا الأخير يقتصر على مدى تمسكه بعبادته وانصياعه وطاعته العمياء لرئيسه وما عليه الا إظهار الشيء القليل عن سيرته الشخصية المتعلقة بمواهبه وإمكانيته وقدراته العلمية ان وجدت لان رجل الدين القائد لن يرشح الكفاءة المقتدرة والموهوبة لكي لا يصادر المكانة الفارغة والهشة التي يتمتع بها بامتياز وان امتيازه الوحيد يكمن في أطروحاته المذهبية وأساليبه الرابضة خلف قضبان التقديس الخرافي لشخصه المبتور في صحته عن الصحاح الإيمانية للأسلاف العظام . فالغالب بأمر عقل القائد الديني انه لا يرى المجسمات العليا لمصالح الشعب الا بمنظاره ذي الأبعاد الطائفية والاستحواذ على بصائر الناس التي تفتقد الى الزوميات الإنسانية من اجل التنوير بالمصالح والمفاسد لهذا القائد أو ذاك ؟ عجيبة ديمقراطية العراقيين والأعجب منها آليات التطبيق العشوائية التي جعلتها تترنح عالقة وسط الطبقات الضبابية غير قادرة على إظهار الأمل المنشود لجماهير الشعب الذي بكى من آلام الطغيان كثيرا ونزف أديم الاضطهاد والقهر أكثر ومن سوء الاحتلال أدمى الأمرين ؟ نعم جرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في 31/ 1/ 2009 بالوسائل القانونية التي شرعتها التيارات الدينية الحاكمة بمباركة الاحتلال بدءا من قانون إدارة الدولة مرورا بقانون المفوضية العليا للانتخابات وقانوني مجالس المحافظات والانتخابات ودعايتها، وقد فصلتها حسب مقاساتها العنصرية المفرقة لوحدة الشعب رغم انحسارها الواضحة من خلال النتائج الأولية لمراكز الاقتراع؟ ففي مناقشة جدلية عامة تدخل عنوة داخل قواميس المنطق وفضائياته ومساحاته المفتوحة للنقاش عن أسباب الانحسار. فأن الإجابة عن كل التساؤلات المرجوة خلقيا ووطنيا وقوميا تلك المتعلقة بأحد المرشحين الى إحدى مجالس المحافظات العراقية كان من الجنسية الإيرانية ؟ وقد أشيع خبرا مؤكدا جدا عن هذا القائد الديني الهمام انه يتعثر المنطق باللغة العربية لكونه أصيل في انتمائه وولائه وإخلاصه لنظام الملالي ؟ مبروك لقومية العراق وألف مبروك للعرب ولمؤتمر الدوحة التناحري الشقاقي الذي دعا الرئيس الإيراني للحضور ؟ لا عجب سيدي القارئ العربي والعراقي الكريم لان عراقكم يعج ويعم بأمثال هذا المعتلي الصهوة العراقية الإيرانية بالإرادة الأمريكية اللذين تبوأ مصدر القرار الاستراتيجي العراقي الى حين انتهاء المهمة ؟ فلا انتخابات حرة ونزيهة حتى زوال عناصر الطائفية المذهبية المتميزة على وفق كل المعيبات لهذا المبدأ ؟ والله من وراء القصد